صحيفة شقراء-محمد الحسيني كثيرة تلك الأمثال العربية التي تنكر على الناس فعل بعض الأشياء في غير أوقاتها،بدعوى عدم الفائدة منها،أو انقضاء الغرض منها بعد فوات أوقاتها أو زمنها،لكن د.محمد عبد الرحمن عبد الكريم الخراشي أثبت عقم تلك الأمثال،وعدم صحتها،فقد نجح في نيل درجة الدكتوراة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعد مرور ثلاث وأربعين عاماً على السنة التي حصل فيها على درجة الليسانس في العلوم الاجتماعية بالجامعة نفسها ،وأيضاً بعد أن جاوز عمره الستين بحوالي عامين.
وداخل أروقة قسم الاجتماع والخدمة المدنية بجامعة الإمام ناقشت مؤخراً لجنة من الأساتذة رسالة الدكتوراة التي تقدم بها د.محمد الخراشي بعنوان "تقويم فعالية الإنفاق الخيري المقدم من مؤسسة الملك فيصل الخيرية .. دراسة تطبيقية على الأسر المستفيدة من خدمات مركز الملك فيصل بجمهورية مصر العربية ".
وتكونت لجنة الأشراف على الرسالة من :الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن حمود الشتري المشرف على الرسالة (مقرراً)،وعضوية كل من :الأستاذ الدكتور/ عبد الرزاق بن حمود الزهراني الأستاذ بالكلية،ود.حميد بن خليل الشاربجي الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود ،ود.خالد بن عبد العزيز الشريدة الأستاذ المشارك في جامعة القصيم .
وقال الباحث الدكتور محمد الخراشي إن الحصول على الماجستير كان أمنية تداعب خياله منذ أن أنهى المرحلة الجامعية ،وأنه حاول كثيراً أن يحقق هذا الحلم لكنه كان قد انخرط في الحياة العملية وجرفته متاعبها بعيداً عن سلك البحث العلمي الذي يحتاج إلى كثير من التفرغ ،مشيراً إلى أنه طوال تلك السنوات كان مهموماً بمتابعة عجلة الإنفاق الخيري في المملكة ،لما تشكله من طاقة كبرى للعمل الإنساني ،وما تضيفه من حراك تنموي يساهم في حل كثير من المشاكل الحياتية للناس،ما منح المؤسسات الخيرية بالمملكة انتشاراً جعلها تدخل مجال المنافسة الدولية باعتبارها أحد أشكال المنظومات الاجتماعية والإنسانية التي تحظى باهتمام عالمي يوازي ما تحظى به كبرى المؤسسات العالمية ،العاملة في مجال مساعدة الأفراد والجماعات في جميع دول العالم.
وقال الباحث إن تلك الأهمية التي تحظى بها المؤسسات الخيرية السعودية بصفة خاصة كونها تنبع من مملكة الإنسانية ،باتت تفرض أهمية موازية لدراسة وتقويم الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات الخيرية بطريقة علمية للمساهمة في تطوير وتحسين العمل بتلك المؤسسات ،ولذا اتخذ من مؤسسة الملك فيصل الخيرية نموذجاً علمياً أخضعه لمعطيات البحث العلمي كي يكون محوراً رئيسياً لرسالة الدكتوراة من خلال دراسة مركز الملك فيصل الخيري بجمهورية مصر العربية كنموذج محدد للدراسة كون اهتمامات وخدمات المؤسسة متشعبة ولا يمكن حصرها بشكل دقيق في رسالة دكتوراة واحدة.
وقد هدف الباحث من خلال الدراسة إلى التعرف على نظام وآلية العمل المتبعة في المركز،إضافة إلى دراسة أوجه النجاح والقصور،ومدى تحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها،باعتباره أحد النماذج المميزة للعمل الخيري الإسلامي المنبثق عن مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
وأشارت نتائج الدراسة التي أجراها د. محمد الخراشي إلى أن 100% من سكان القرية التي يخدمها المركز أكدوا نجاحه في توفير فرص جيدة لتعليم أبنائهم،فيما أكد 92% منهم أيضاً على تطور وحداثة مناهج التعليم المتوفرة بالمركز،كما قال 97% من عينة البحث إن هناك إقبالاً كبيراً على البرامج التعليمية المنفذة به،وكذلك البرامج العلاجية،كما أكد 78% منهم على توفير المركز للأدوية للمستفيدين من خدماته ،كما أن تكاليف الكشف والعلاج تتناسب جيداً مع الإمكانيات المادية للسكان وذلك بنسبة 94% .
كما أكد 94% من عينة الدراسة أن المركز وفر فرصاً تدريبية لأسر القرية،كما ساهم وفقاً لـ 64% منهم في تحسين مستوى الدخل الأسري للمستفيدين.
وقال الباحث إن نتائج الدراسة أثبتت أن وجود مركز الملك فيصل الخيري ساهم في التطور التعليمي والصحي والتدريبي لأبناء القرية التي يخدمها المركز ،ما يعني نجاح التجربة كمشروع إنفاقي خيري يتوافق مع أهداف مؤسسة الملك فيصل الخيرية في سعيها الدائم لرفعة شأن المسلمين،والمساهمة في كل ما من شانه خدمة مصالحهم،ووضعهم في مصاف الدول المتقدمة من خلال توفير أسس التعليم والتدريب والبيئة الجيدة لتطوير وعيهم الثقافي، والعلمي ،وخدمة احتياجاتهم الملحة .
أما على صعيد العاملين في المركز فقد أوضحت نتائج الدراسة أن المركز يوفر تقنيات تدريبية جيدة وفقاً لإفادة 98% من أفراد العينة ، فيما وصف 93.9% منهم مناهج التعليم المقدمة للمستفيدين بأنها متقدمة ،كما أن تكاليف الكشف والعلاج مادياً تعد مقبولة،فيما ازداد إقبال الأهالي على خدمات المركز أكثر من ذي قبل ،كما أوضح 91.8% منهم عدم وجود صعوبات تعيق الاستفادة من خدمات المركز ،والذي تغطي خدماته عدداً كبيراً من التخصصات الطبية المختلفة.
كما أسفرت الدراسة عن توصل الباحث لعدة توصيات يرى أنها تفيد المركز في توجهه المستقبلي منها أهمية العمل على فتح المجال أمام المستفيدين من خدمات المركز للدراسة الجامعية باعتباره من أهم المطالب التي نادى بها معظم من شملتهم الدراسة ،إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتقويم المستمر لأعمال المركز،والاهتمام بتدريس العلوم العصرية،وكذلك بالأوقاف لإيجاد مصادر ثابتة للدخل،إلى جانب الاهتمام بالتواجد الإعلامي للمركز جيداً على ساحة القنوات الإعلامية المتعددة ،للتعريف بخدماته ولفت أنظار المستفيدين إليه بشكل يساهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة .
كما دعا الباحث إلى التوسع في الأعمال الخيرية ،وعدم التوقف أو الخضوع لمن يصفون هذا العمل بأنه يدعم الإرهاب،إلى جانب الاهتمام بزيارات المتابعة للمشاريع المنفذة،مع الاهتمام بالتوسع في الخدمات التدريبية المقدمة من المركز،وفتح مجالات أخرى للتدريب،والنظر في ضرورة تعميم تجربة المركز في مناطق أخرى لضمان الاستفادة الكبرى من الخدمات الإنسانية التي يقدمها،إضافة إلى أهمية التنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال الإنفاق الخيري منعاً للازدواجية.
يشار إلى أن د.محمد عبد الرحمن عبد الكريم الخراشي سبق له الحصول على درجة الماجستير من جامعة متشجن الغربية بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م في مجال التربية والرعاية الاجتماعية،كما يحفل مشواره الوظيفي بالعديد من المحطات الاجتماعية الهامة كعمله بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ،ومؤسسة الملك فيصل الخيرية،إلى جانب خبرات عدة حصل عليها من خلال الدورات التدريبية التي التحق بها والندوات والمحاضرات التي شارك فيها،وتتعلق في معظمها بالنشاط الاجتماعي والخيري.
16-11-2024
08-11-2024
30-10-2024
07-10-2024
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أبو حسين
السلام عليكم / آلف مبروك يا دكتور . المجالات كثيرة ولا نستغني عن الخبرات التي يملكها المتخصصون الكبار . وشكرا.
22-11-2012 08:17 مساءً
ابومشاري
ونعم بالخراشي وبكل طلبة العلم
22-11-2012 08:37 مساءً
وقتي نفسيه
ماشاء الله تبارك الله
ألف مبروك ،، ونعم القدوة التي يحتذى بها
26-11-2012 12:39 مساءً