شقراء- علي دهل .
أقام هواة اقتناء السبح بالرياض – الجمعة - ملتقى حضره عدد من المهتمين في هذا المجال من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج.
وعرض في الملتقى مجموعة من الجوانب المرتبطة بالسبحات والمواد التي تصنع منها، وتبادل المشـــاركون خبراتهم وآراءهم في هذا المجال، كما تطرقوا إلى سيرة المسبحة وتطورها عبر العصور، ومكانتها في المجتمعات الخليجية، إضافة إلى استعراض أشهر أنواعها ومزايا كل منها.
ويهدف الملتقى – حسب منظميه – إلى إلقاء الضوء على مكانة المسبحة التي أصبحت جزءا من التراث والعادات والتقاليد العربية خاصة في دول الخليج العربي ، بالإضافة إلى التعارف بين هواة اقتناء السبح في مختلف مناطق المملكة ودول الخليج العربي وتبادل الخبرات في هذا المجال وتعريف الهواة الجدد بثقافة هذا الموروث.
وأقيم على هامش اللقاء معرض مصاحب تم فيه عرض أنواع مختلفة من السبحات وصور توضيحية عن عناصر ومكونات المسبحة، والمواد المصنوعة منها، ونوعية المواد الخام المستخدمة، وكذلك مراحل تصنيعها.
وتتعدد نوعية المواد الخام الطبيعية للمسبحة، ولكن الأكثر رواجا في الوطن العربي هي الكهرمان والعاج بأنواعه المختلفة والمرجان وكذلك الأحجار المتنوعة، واليسر، والكوك، والأخشاب الفاخرة، وظهر السلحفاة وأنواع أخرى .
ويتفق هواة اقتناء السبح على أن أفضل أنواع الخامات الطبيعية هو (الكهرمان) وتبلغ قيمة (الكهرمان الطبيعي) من 1000 ريال للسبحة الواحدة إلى 50000 ، وقد تبلغ مئات الآلاف في بعض القطع النادرة التاريخية.
أما الخامات الصناعية فهناك (الفاتوران، والمسكي، والبكالايت) وبخاصة الخامات القديمة (الأنتيك) وخامات أخرى مثل: (البلاستيك، والكتالين) .
أما أفضل أنواع الخامات الصناعية - بحسب الهواة- فهو (الفاتوران القديم)، الذي يتحول لونه مع توالي السنين من الأصفر إلى الأحمر، ويعد من السبح الفاخرة، والمتفق عليه أن خامة (الفاتوران) صنعت في ألمانيا بدايات القرن العشرين، ويعتقد الكثيرون أن من مكوّناتها (الكهرمان)، ويبلغ سعر القطعة المتميزة من الفاتوران من 5000 ريال إلى 30000 ريال، وقد تزيد بحسب الندرة والجودة.
ويعتبر هواة السبحة أن هذه الهواية تتميز بأنها ممتعة، وجزء من الكماليات وحلية الرجل، كما أنها في الآن نفسه تعد مستودعا للمال، بل تعد استثمارا للمال، حيث يقتني الهاوي السبح التي تكتسب قيمة مضاعفة مع مرور الأيام.
وفي الآونة الأخيرة ازدهرت محلات بيع السبح الفاخرة ، وكذلك ازدهر بيع السبح في وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتتبع الهواة أخبار السبحة ويعقدون الصفقات للخامات وللسبح الجاهزة، ويتداولون البيع والشراء على مستوى الخليج كله، وفي أنحاء العالم أيضا، كما يلتقون دائما في مناسبات اجتماعية في بلدان مختلفة، ويحرصون على التجمّع فيها، لما تحمله تلك التجمعات من أهمية لهم في تبادل الخبرات والمعلومات، والاطلاع على الجديد.
يذكر أنه تم افتتاح عدد من الورش لصنع المسبحة في عدد من مناطق المملكة منها أربع ورش في الرياض مما ساعد في انتشار هذه الهواية، وتواجه الطرق التقليدية والتراثية القديمة لصنع المسبحة خطر الانقراض، خاصة بعد ظهور الآلات والأدوات الحديثة.
وفي هذا السياق أشار الأستاذ أحمد السويلم (وهو أحد الهواة ويملك ورشة لصناعة السبح الراقية) إلى أن سوق السبح ينمو بازدهار، وأن الشباب الخليجيين يحرصون على تكامل مظهرهم بحمل السبح الراقية، ولذلك فإن كثيرا منهم يتوجهون إلى حمل السبح المصنعة بالشكل الجديد والتصميمات الجديدة، بحيث يكون لكل رجل سبحته الخاصة بمقاييسه الخاصة التي يختارها ويصممها في الورشة، وهذا ما جعل هذه الصناعة تزدهر، ويقدّر
مبيعات السبح المصنّعة داخل الرياض فقط بأكثر من 1000000 مليون ريال ، دون احتساب سعر خامات السبح، ودون احتساب السبح المصنعة في المدن السعودية الأخرى أو المستوردة من الخليج، مع الإشارة إلى أن هذه الصناعة جديدة في السعودية، وتتطلب الخبرة الكبيرة السابقة، بحيث لا يتمكن من إجادتها إلا الهواة الممارسون العارفون بأسرارها.
وأشار الأستاذ محمد النافع (وهو أيضا من الهواة القدامى ويملك ورشة لتصنيع السبح الراقية) إلى أنه يؤكد ما أشار إليه الأستاذ أحمد السويلم، ويضيف عليه أن الهواة يحرصون على اقتناء السبح القديمة ، أو السبح المصنعة حديثا من الخامات الأصلية القديمة، ويتنافسون في هذا، بالإضافة إلى الخامات الطبيعية، ويعتقد أن صناعة السبحة ستتجه إلى الازدهار أكثر فأكثر، ويتوقع أن سوق السبح في السعودية بشكل عام يفوق بالتأكيد مئات الملايين إذا احتسبنا السوق الكبير للسبحة في المشاعر المقدسة، واحتسبنا حركة الاستيراد الكبيرة من دول الخليج ومن مصر وتركيا وغيرها، واحتسبنا ارتفاع التداول للسبحة الواحدة بين أيدي الهواة.
أما الهاوي الأستاذ عبدالله المعيقل (وهو من الهواة القدامى) فينظر إلى سوق السبح نظرة أخرى، حيث يرى أن السوق تنتشر فيه مفاهيم كثيرة تكون مؤيدة للخامات المتوفرة للبيع، مع تجاهل للخامات المميزة التي لم تعد متوفرة، وهذا يؤثر في الأسعار بحسب اتجاهات السوق، وتمكّن البائعين من تشكيل السوق، ويرى أن سوق السبح شبيه بأسواق المجوهرات، بحيث يكون الإقبال أشبه بالموضات على بعض الأحجار، مع بقاء القيمة الكبيرة للأحجار الأصيلة كالألماس والمعادن القيمة كالذهب ، ويرى أن الكهرمان الأصلي البولندي والألماني وكذلك الفاتوران هما أفضل أنواع السبح بلا منازع، ويشير إلى أن سعر الجرام من الكهرمان المميز يتفوق على سعر الذهب بعدة أضعاف، وهو ما يتفاخر به ملاك الكهرمان. كما يشير إلى أن تقييم السبح يعتمد على عدة عوامل (١- نوع الخامة ٢- العمر ٣- جمال الصناعة ٤- الخلو من العيوب ٤- القيمة المضافة مثل اسم المالك السابق)
ويشير الهاوي أ.عبدالملك الهويريني (وهو من الهواة القدامى) إلى أن السبح الأصيلة المميزة تتميز بـ (الأكسدة) وتغير اللون، حيث يستغرق الكهرمان أكثر من (70) سنة ليصل إلى اللون الغامق الكريمي ويتدرج للغامق الى أن يصل الى آخر مراحل العمر وهو اللون البني الغامق، ويتحول إلى (أندر النوادر) أما الفاتوران القديم فيستغرق أكثر من 40 سنة لكي يصل إلى اللون الأحمر القاني ، في عملية أكسدة بطيئة ولكنها ثمينة جدا، وتتميز بها الخامات القديمة، كما أن أكسدة خامات المسكي تقتضي 20 سنة تقريبا. وهذا ما يميّز الخامات القديمة، ويميّز الهواة الذين يمتلكون السبح القديمة التي عاشت تاريخا طويلاً ومرت بعشرات الأيدي.
ويشير الهويريني إلى أن الهواة الجدد قد ينخدعون أحيانا بالمعروض في السوق، رغم أن السبح الممتازة يتم تداولها خارج السوق، وذلك بين الهواة أنفسهم.
16-11-2024
08-11-2024
30-10-2024
07-10-2024
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
سمية
كيف ممكن التواصل مع تجار المجوهرات الانتيك القديمة و النادرة ؟؟؟
26-04-2018 12:11 صباحًا
الرد على زائر