صحيفة شقراء ـ عبدالمحسن العتيبي تصوير : علي دهل , محمد العطاس
أفتتح معالي مدير جامعة شقراء الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم الأسمري يوم أمس الأحد 15 جمادى الأولى 1438هـ ، فعاليات الملتقى عمداء كليات التربية بالجامعات السعودية والمقام في نسخته السابعة والحالية بجامعة شقراء بحضور ممثل وزير التعليم الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي وكيل وزارة التعليم للشؤون التعليمية ومشاركة أكثر من 14 ورقة عمل يقدمها أكاديميون متخصصون في المجال التربوي من قيادات وزارة التعليم وعمداء كليات التربية بالمملكة وضيوف الملتقى.
وشهد الملتقى السابع لعمداء كليات التربية بالجامعات السعودية مشاركة عبر الدائرة الصوتية لمعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى حرص فيها على اللقاء بضيوف الملتقى والمشاركون فيه، عقب تعذر حضوره فعاليات الملتقى.
وحملت مداخلة وزير التعليم د. أحمد العيسى : إن هذا الملتقى امتداداً لاجتماع العام الماضي الذي عقد في جامعة أم القرى ولا شك أن مثل هذه اللقاءات لها دور كبير في تبادل وجهات النظر والمناقشة حول القضايا الرئيسية التي تهم كليات التربية، ونحن يهمنا في وزارة التعليم أن ندعم هذا التوجه وكافة الجهود التي تسعى إلى تطوير منظومة كليات التربية، وكذلك لديكم تحديات كبيرة وستطرحون العديد من القضايا منها ما يتعلق بشروط ومعايير القبول في الكليات ومدخلات البرامج ومنها ما يتعلق بالمناهج والمقررات الدراسية والمعايير الأكاديمية لها ، وما يتعلق بعضو هيئة التدريس والمأمول منه والبرامج التي ستساهم في رفع كفاءته، هذه قضايا أساسية ونحن نتوقع أن نظام التعليم معرض لنقد مستمر حول كفاءة المعلم وكفاءة المخرجات أن يتم مراجعتها والاستجابة لهذا النقد من خلال رفع مستوى المخرجات وأن ما يدخل إلى منظومة التعليم إلا المعلم المميز والأكفأ الذي يستطيع أن يؤدي عمله بمهاره واقتدار وبمسؤولية وأن يكون لديه الوعي الكافي بالتحديات التربوية والمهنية التي تواجهه في الميدان .
وذكر أنكم تعرفون أن هناك أعداد كبيرة تتخرج من كلية التربية وهذه الأعداد تضيف عبء على وزارة التعليم لإيجاد فرص وظيفية لهم ، وكما تعرفون أن النظام التعليمي يوجد به فائض من المعلمين والمعلمات ولا يوجد نقص حتى نضخ هذه الأعداد المتزايدة من المعلمين والمعلمات ومن برامج الدبلوم التربوي أو من برامج كليات التربية ، وبالتالي نحتاج إلى ترشيد للأعداد المقبولة في كليات التربية والتي تخرج إلى سوق العمل حتى نستطيع في السنوات القادمة أن نتعامل مع أعداد قليلة ومتمكنة وقادرة على أداء الواجب .هذا يتطلب ربما إعادة هيكلة شاملة لكليات التربية وقدرتها على تطوير الكفاءات البشرية .
واستشهد الوزير بحاجة الوطن على سبيل المثال إلى خريجي كليات الهندسة بشكل كبير ، بحيث تسعى الجامعات إلى استيعاب أكبر لمثل هذا التخصص والعمل على الترشيد في القبول في كليات التربية لخلق التوازن المنشود بين مخرجات الجامعات واحتياجات سوق العمل . وأشار إلى أن الاحصاءات تؤكد أن هناك مجالات عمل مهمة يحتاجها سوق العمل أكثر من المجالات التي توفرها كليات التربية في المرحلة القادمة .
كما أعلن عن توجه الوزارة وعملها حول إعداد استراتيجية وخطة للموائمة بين منظومات التعليم الثلاث العام والعالي والتقني وستتناول أفكار حول أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات خلال السنوات القادمة ، مؤملاً أن تسهم تلك الخطة في تحقيق التكامل المنشود .وأشار أن نظام الجامعات الجديد الذي سيصدر قريباً سيحقق الاستقلالية للجامعات ويساعدها في اختيار التخصصات والبرامج التي تلائم احتياجات سوق العمل وتساهم في رفع كفاءة العنصر البشري السعودي في سوق العمل .
وشدد على حرص القيادة العليا على تطوير التعليم وتجويده ، وأن المسؤولية علينا جميعاً في الوصول إلى ما نصبوا إليه وما يستحقه وطننا الغالي من عطاءات ثرية .
وقدم شكره الجزيل لمعالي مدير جامعة شقراء الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم الأسمري على استضافة الجامعة للملتقى وسعادة معاليه بتفاعل المعنيين وحرصهم على نجاح الملتقى ، وكذلك قدم شكره لعمداء وعميدات الكليات على تعاونهم وتجاوبهم مع متطلبات الوزارة وشعورهم بمسؤولياتهم الوطنية ، وتمنى للملتقى التوفيق والنجاح .
هذا وأستهل اللقاء بكلمة معالي مدير جامعة شقراء الأستاذ الدكتور عوض بن خزيم الأسمري والتي عبر فيها عن سعادته ومنسوبي الجامعة باحتضان الملتقى في نسخته الحالية، وأضاف: بأن التجارب العالمية المميزة في مجال تطوير التعليم تنطلق من كليات التربية باعتبارها محور منظومة التعليم وفيها تصب المدخلات ومنها تخرج الكفاءات التربوية التي تنهض بالأمة وتحقق غاياتها وتستثمر مواردها البشرية.
وأردف : تضمنت محاور الملتقى أبعاداً ذات قيمة عالية أهمها: مستقبل الكليات التربوية في ضوء رؤية 2030 وإعادة هيكلتها وتطوير برامجها ومعايير القبول فيها، وآليات التكامل بين كليات التربية وإدارات التعليم العام.
وتابع: إننا في هذا الوطن ننعم بخبرات وفيرة لا حصر لها، بقيادة حكومتنا الرشيدة التي سخرت جميع الموارد الوطنية للارتقاء بالتعليم، وما تخصيص مبالغ تقدر بحوالي ثلث ميزانية الدولة للتعليم إلا شاهد عدل وصدق على هذه الجهود المباركة.
وقال : جامعة شقراء تخطو بتوفيق الله خطواتها نحو النجاح والتميز، وقد تكون الجامعة الوحيدة بين جامعات المملكة والتي تضم : كليتين للطب البشري، وثلاث كليات للعلوم الطبية التطبيقية، وأربع كليات للتربية، وأربع كليات للمجتمع، وسبع كليات للعلوم والدراسات الإنسانية والآداب، وكلية واحدة للحاسب وتقنية المعلومات وأخرى للهندسة، إضافة إلى العمادات المساندة. واستطاعت بحمد الله توحيد الخطط الدراسية للبرامج الأكاديمية في هذه الكليات.
وتخلل برامج حفل افتتاح الملتقى السابع لعمداء كليات التربية، كلمة للدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي وكيل وزارة التعليم للشؤون التعليمية، قال فيها: تعد منظومة كليات التربية أحد مستهدفات تطوير التعليم بالمملكة العربية السعودية وذلك لدورها المهم في ترسيخ البناء للإنسان السعودي والتوجه نحو إدارة تنمية والاستثمار في التعليم، ولا شك بأن ذلك يقع ضمن اهتمام الحكومة الرشيدة.
وأضاف : المستهدف تعليمياً حصل كل طالب على تعليم مميز وتأهيل معلم المستقبل والقيادات التربوية وتطوير المناهج الأكاديمية بما يحقق جودة صناعة المعلم ويحقق الموائمة بين الأهداف التعليمية واحتياجات سوق العمل، وهذا نحن اليوم نلتقي في لقاء مميز تحتضنه جامعة شقراء لنرتقي من خلال تبادل الأفكار والتجارب مهنياً وأكاديمياً ونسعد بما يقدم من تقدم في البيوت التربوية.
وأوضح: إن وزارة التعليم تفخر بانعقاد ملتقى عمداء كليات التربية وتقدر لجامعة شقراء هذه الاستضافة وهذا الجهد المبذول لتهيئة بيئة تطويرية تعنى برقي المجال التربوي وتعزيز مهارات معلمي المستقبل بما يحقق كفاءة النواتج.
هذا وشهد حفل الإفتتاح كلمة لعميد كلية التربية بعفيف التابعة لجامعة شقراء الدكتور طلال بن عبدالله الشريف أوضح فيها: مستقبلِ التعليمِ أصبحَ الشُّغلَ الشاغلَ للقيادةِ الرشيدةِ والمعنيين بالتربيةِ على وجهِ العمومِ، وتشهدُ بلادُنا ، وللهِ الحمدُ ، حِراكاً على السَّاحةِ التنمويةِ تَجَسَّدَ في النظرةِ الاستراتيجيةِ الجديدةِ لرؤيةِ المملكةِ 2030 التي ركزت على أهميةِ بلورةِ رؤيةٍ متطورةٍ لتعليمٍ حديثٍ وعصريٍ وخلقِ اقتصادٍ جديدٍ منتجٍ محورُهُ العنصرُ البشريُّ، وأضاف: إنَّ من أقوى القراراتِ التي اتُّخِذتْ لمواجهةِ هذهِ المرحلةِ هو عمليةُ إعادةِ هيكلةِ وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ودمجِهِما في وزارةٍ واحدةٍ عام 1436هـ ، تلك العمليةُ المدعومةُ بإرادةٍ سياسيةٍ ليست هدفا بحدِّ ذاتِها، وإنما هي أداةٌ لتحسينِ مستوى المخرَجاتِ في قطاعَيْ التعليمِ العامِّ والعالي ، وتحقيقِ المواءَمةِ مع احتياجاتِ التنميةِ الوطنيةِ ومتطلباتِها ، وتحقيقِ الجودةِ والتنافسيةِ وتحسينِ الكفاءةِ من خلالِ إعادةِ تركيزِ المهامِّ وحسنِ استثمارِ المواردِ.
وقال : يَحْظَى ملتقى عمداءِ كلياتِ التربيةِ الدوريُّ السنويُّ بقيمةٍ خاصةٍ ويعدُّ حجرَ الزاويةِ في دفْعِ وإثراءِ العمليةِ التربويةِ والتعليميةِ بالخبراتِ والآراءِ والنقاشاتِ المُثمِرَةِ التي تضمنُ تحقيقَ الأهدافِ المرجوةِ ، وهوَ من أهمِّ الملتقياتِ التربويةِ في الجامعاتِ السعوديةِ ويُعْزَى ذلكَ إلى قوةِ وعمقِ الأهدافِ التي يسعي إلى تحقيقِها ، وارتباطِ ذلكَ بإعدادِ العنصرِ البشريِّ واستثمارِ قدراتِهِ وطاقاتهِ الظاهرة ِوالكامنة ِ بوصفهِ الموردَ الأهمَّ في الحياةِ والركيزةَ الأساسيَّةَ في رؤيةِ 2030 لتحقيقِ التطلعاتِ الوطنيةِ وتزدادُ أهميّةُ الملتقى في تعزيزِ العلاقاتِ الأكاديميةِ والعلميةِ والإداريةِ الإجرائيةِ بينَ كلياتِ التربيةِ ذاتِها ، وبينَها وبينَ قطاعاتِ التعليمِ الأخرى ، ومعَ الهيئاتِ ذاتِ العلاقةِ كهيئةِ تقويمِ التعليمِ والمركزِ الوطنيِّ للتطويرِ المهنيِّ التعليميِّ وفي تبادلِ الخبراتِ والتقويمِ المستمرِ بما يحققُ التكاملَ المنشودَ ، ناهيكم عن تهيئةِ الفرصةِ الدوريةِ بينَ المتخصصينَ لقراءةِ المستجدَّاتِ التربويةِ المحليةِ والعالميةِ وتطويرِ الأداءِ التربويِّ.
عقب ذلك استهلت جلسات الملتقى السابع لعمداء كليات التربية بالجامعات السعودية حيث كانت الجلسة الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد اليحيى ومشاركة الدكتور نياف بن رشيد الجابري وكيل وزارة التعليم للبنين بورقة بعنوان: مكانة كليات التربية في الجامعة، هل يلزم لكليات التربية أن تجدد نفسها، وكيف؟. ومشاركة أخرى للدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية بورقة عنوانها: " معلم المستقبل وقيادة التعلم نحو المستقبل، وأخرى للأستاذ الدكتور علي بن عبدالله الجفري عميد كلية التربية بجامعة جدة بورقة عنوانها : " هيكلة مقترحة لكليات التربية في المملكة العربية السعودية.
وكانت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور علي بن مصلح المطرفي ومشاركة الأستاذ الدكتور مطلق بن مقعد الروقي عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة شقراء بورقة عنوانها : " الأدوار المستقبلية لكليات التربية في ضوء رؤية 2030. ومشاركة أخرى للدكتور أمامه الشنقيطي عميدة كلية التربية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بورقة عنوانها: تطوير أعضاء هيئة التدريس في كليات التربية. وأخرى للدكتورة دلال الشنقيطي عميدة كلية التربية بالجبيل بورقة عنوانها : " مشروع طور للتنمية المستدامة".
وتأتي هذه الملتقى في ضوء التشجيع على عقد اللقاءات البينية بين الجامعات بهدف التشاور والتطوير ورفع مستوى الأداء من خلال دراسة الأفكار والتجارب المشتركة بهذا الشأن وتعزيز مفهوم المنظومة المتعلمة بين الجامعات والاستفادة من الخبرات والتجارب بما يسهم في نقلها وتفعيلها بشكل أفضل.
يجدر بالذكر أن اجتماع عمداء كليات التربية في المملكة العربية السعودية هو ملتقى دوري وسنوي يهدف إلى مناقشة الهموم والقضايا التربوية مع التركيز في التحديات التي تواجهها الكليات التربوية في الجامعات والعلاقة بينها وبين مؤسسات التعليم العام.
فيما يتضمن الملتقى السابع عدد من المحاور من اهمها: آليات التكامل بين كليات التربية بالجامعات السعودية وإدارات التعليم العام، تطوير برامج كليات التربية في الجامعات السعودية، معايير قبول في كليات التربية، منهجية إعداد المعلم في الكليات التربوية، برامج تطوير لأعضاء هيئة التدريس في الكليات التربوية، دور كليات التربية في تدريب المعلمين، إعادة هيكلة كليات التربية في الجامعات السعودية، ومستقبلها وفق رؤية المملكة 2030 في صورة أوراق بحثية مفتوحة للتربية والتعليم تقدم على مسرح المدينة الجامعية بجامعة شقراء.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم