• ×

08:06 صباحًا , الجمعة 22 نوفمبر 2024

الدكتور سليمان الشتوي في خطبة الجمعة: نستنكر الأعمال الإرهابية جملة وتفصيلا ويجب علينا تلمس الأسباب التي دعت إلى ظهورها

شقراء - عبدالله المقحم .
قال خطيب جامع الربيعة الشيخ الدكتور سليمان الشتوي في خطبة الجمعة اليوم أن بلاد الحرمين الشريفين هي بحمد الله ومنَّته مأرِز الإسلام ومنبَع الدعوة إلى الله وأمانُ الخائفين وعونُ المستضعفين، يدٌ حانية تداوي جراحَ المسلمين، وتنطلق منها أعمالُ الإحسان وأنواع البرّ، . وإنّ من يصل الرحِمَ ويحمل الكلَّ ويُكسِب المعدوم ويقري الضيفَ ويعين على نوائبِ الحقّ لا يخزيه الله أبدًا، ولمّا كان الأمر كذلك وجّه إليها الأعداءُ السِّهام، يريدون تقويضَ خيامِها والعبثَ بأمنها ونهبَ خيراتها، فصاروا يسعون بكل ما أوتوا من قوّة لزعزعة الأمن وتفريق الصف وتمزيق الوحدة.

وأضاف: ومن أجلِ هذا فإنّ متغيِّرات العصر ومضلاّت الفتن وتكالبَ الأعداء تدعو المسلم الغيورَ على أمّته الصادقَ في تديُّنه الناصحَ لإخوانه أن يربأ بنفسِه أن يكونَ معولَ هدمٍ في يدِ أعدائه من حيث يدري أو لا يدري، يقع في إخوانه المسلمين، يكفِّر ويبدّع، بل ويتجرّأ فيفجر ويقتل ويسفِك الدماء. مفاسدُ عظيمة، وشرور كثيرة، وإفسادٌ في الأرض، وترويع للمؤمنين والآمنين، ونقضٌ للعهود، وتجاوزٌ على إمام المسلمين. أعمالٌ سيّئة شِرّيرة، تثير الفتنَ، وتولِّد التحزّبَ، تدمر للطّاقات، وتشتت الجهود.


وأردف: إنّ الموقفَ الصّريحَ الذي لا لبسَ فيه ولا يُختَلَف عليه عاقل إنكارُ أي يعمل في مدينتنا وفي كل مدن المملكة وبلاد المسلمين يهدف لزعزعة الأمن وبث الفرقة ونزع الطاعة فهذا عملِ شنيع واستنكاره ورفضُه وتجريمه وتحريمه واجب على كل مسلم. ولْيحذَر مَن أرادَ الخيرَ لنفسه من عمَى البصيرة وتزيين الشيطان، فيرى الحقَّ باطلاً، والباطل حقًّا عياذًا بالله. وَإِنَّهُ وَمَعَ استِنكَارِنَا لمن يسعى للأَعمَالِ التَّخرِيبِيَّةِ؛ جُملَةً وَتَفصِيلاً، إِلاَّ أَنَّ العَاطِفَةَ يَجِبُ أَلاَّ تَأخُذَنَا فَنَغفَلَ عَن تَلَمُّسِ الأَسبَابِ الَّتي دَعَت إِلى ظُهُورِهِا

وأضاف: إنّ مِن أعظمِ أسباب انحرافِ الشباب الجهل والعزلةَ عن المجتمع وعدم أخذِ العلم من أهلِه وغفلةَ الأسرة عن متابعة أبنائهم، والاعجاب بالنفس والكبر، وهذه كلُّها من الصوارف عن الحقّ . وثمّةَ سببٌ في الانحرافِ كبير، ذالكم هو الوقوعُ في دائِرة الغلو. فلقد قال عليه الصلاة والسلام: "إيّاكم والغُلوّ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو" .
فقد بدت الأحداث في بلادنا باستهداف المعاهدين، ثم تطور الفكر وزاد الغلو حتى استُهدف رجال الأمن ثم المساجد ثم قتل الوالدين والأقارب، ثم استهداف المصلين والصائمين في أطهر البقاع وأفضلها مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا يزداد الانحراف بزيادة الغلو.

وقال: إنّ هذا يستدعي دورا ًكبيراً من المجتمع بشتى طبقاته وفئاته لعلاج هذه الظاهرة وحماية الشباب منها ومن ذلك : تربيتهم على المنهج الحق وهو منهج الوسطية والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء قال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً..)
وللأسرة دور كبير في المحافظة على أبنائها وتوجيههم وتربيتهم التربية الحسنة والاقتراب منهم وبناء علاقة متينةً معهم، والحرص على ملء وقتهم بالمفيد والنافع ديناً ودنيا وأن تتسع صدور الآباء للحوار الهادف مع الأبناء واحترامهم. ومعاملتهم بالرفق واللين والمعاملة الحسنة فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه. وإذا كانت البيئة متسمة بالتعقل والهدوء والسكينة وعدم العجلة اندرج ذلك وانطبع على خلق الأبناء فالآباء مطالبون بالتطبيق العملي لمفهوم الرفق ...

وأردف: أنّ الوقت الحاضر ليس كسابقة فالانفتاح على العالم الآن على مصراعيه مع التطور التقني والتسارع الإعلامي. فالإنترنت وسيلةٌ يجب توجيه الأبناء أن يُتعامل معها بحذر وبقدر، فهو يجمع الصالح والطالح والسيئ والحسن ، فمتابعته مطلب هام من الآباء والأمهات حتى تستخدم الاستخدام الرشيد.
كما ينبغي على الآباء توجيه أبنائهم أن التلقي والحكم على الأشخاص وتشخيص الأحداث لا يتلقى من مجاهيل مواقع التواصل الاجتماعي فهي ليست مصدراً موثوقاً للتلقي، كما يجب توجيههم بأن يأخذوا العلم من أهله والراسخين فيه.
ويبقى الدعاء للأبناء بالصلاح والهداية والتوفيق والحفظ هو السلاح الأقوى تأثيراً بإذن الله، فلا تنس أولادك منه واجعلهم من دعائك جزءً كبيراً

وختم الخطيب خطبته قائلاً:
إنّ المسؤوليةَ عظمى، والجميع في سفينةٍ واحدَة، ومَن خرقها أغرقَ الجميع. وإن المحافظة على الأمن الذي نعيشه ونتفيئ ظلاله مسؤوليتنا جميعاً كمواطنين ومقيمين لأنها بلاد الحرمين ومأرز المسلمين فالتهاونَ والتّساهلَ يؤدِّي إلى انفلاتٍ وفوضى، فالأمن خط أحمر ينبغي أن نقف جميعاً في وجه من يريد أن يخترقه، وقد منحنا الله عقولاً نميز بها، وأنزل علينا شريعة نتحاكم إلى نصوصها، ونحمد الله على نعمِه التي لا تُحصَى؛ جمع كلمتنا على الحق، وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة، جمعنا على إمام واحد ودين واحد وبلدٍ واحد، فنسأله سبحانه أن يزيدنا أمنًا واستقرارًا ونعمةً وفضلاً وصلاحًا وفلاحًا، وأن يردَّ كيدَ الحاقدين ومكر الماكرين على بلادنا وأئمتنا وولاة أمورنا وعلمائنا وأهلينا، كما نسأله سبحانه أن يمُدّ الساهرين على أمتنا وراحتنا بعونه وتوفيقه، وأن ينصرهم على كلّ مفسد ومخرِّب ومحارب، إنه سميع مجيب.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالله المقحم  2.2K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ابوعبدالله

    لماذا ركزتم على هدا السخص بالذات لتنقلوا خطبته اليس هذا من الغش للمسلمين .. الرجل فضح بتغريداته التي يلمع فيها داعش ومشايخها .. وطلب منه اقفال حسابه والاعتذار فلم يفعل .. البس من ابناء شقراء ومن ائمتها غيره لتلمعوه ..

    04-11-2016 07:47 مساءً

    الرد على زائر

  • العنقري

    شكراً من الأعماق لسعادة الدكتور سليمان الشتوي على هذه الخطبة التربوية الهادفة ، وليس ذلك بمستغرب من فضيلته لسلامة منهجه وغيرته على شباب الأمة ، ولا شك أن تعيينه رئيساً لشؤون المعلمين قراراً صائباً .

    04-11-2016 08:55 مساءً

    الرد على زائر

  • بنت ابراهيم

    نفع الله بها ...
    وحفظ بلادنا من كل سوء

    04-11-2016 10:18 مساءً

    الرد على زائر

  • بنت ابراهيم

    نفع الله بها وبارك...
    وحفظ بلادنا من كل سوء..

    04-11-2016 10:21 مساءً

    الرد على زائر