تتنوع الطبيعة في إقليم الوشم ما بين سهول ورمال وهضاب وجبال ،بالإضافة إلى بقايا آثار ظاهرة ودارسة ، مكشوفة ومدفونة ، وتراث اهتم به أهله ، كل ذلك تنوع واضح للعيان لكل أهل المنطقة ولزائريها ، وهذا ما جعل للوشم كإقليم شخصية فريدة يدركها من يتنقل داخله ، ولا غرابة في تنوع كل البلدان ذات المساحة الكبيرة ، لكن كون التنوع جاء في مساحة صغيرة تضم كل هذا في مد البصر هو التفرد الذي يستحق أن يشار إليه ، فبمجرد الانتقال عبر الطريق ولمسافة قصيرة يمكن للزائر رؤية الكثير المختلف في وقت قصير ويستمتع دون ملل .








فيمكنه أن يرى مدينة القصب بممالحها وإن كان سيعاني قليلا قبل الوصول إلى شفير برك الإنتاج ، وسوف يعجب من سبختها التي تم استغلالها كمود اقتصادي يعتمد عليه ، ويمكنه أن يرى الزراعة وامتداد شريط النخيل بجوار النفود ونشاط سكان المشاش الذين اهتموا بذلك وبرعوا فيه ، كما يرى السائح بعد مسافة قصيرة مدينة أشيقر وقريتها التراثية ، ومتنزهها الجبلي المرتفع ، وفي محافظة شقراء المدينة ذاتها يرى أثار كثيرة وبيت شقراء القديمة بعد ترميمها يتوسطها بيت المال الأثري قصر السبيعي ، وفي مرات متنزه الجبل وغدير كميت وبئر الوليدي ( نسبة إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه ) وآثار كثيرة ونقوش وآبار ، وفي ثرمداء قصر الربض الذي يجاورها وإن كان في معزل وغربة عن الاهتمام ، وهكذا بقية البلدان التي لا يمكن حصر ما فيها من آثار وطبيعة تجذب السائح بمجرد رؤية عابرة فكيف به لو ترفق في سيره وتوقف عند كل معلم ونشاط وأثر .




ويبقى على أهل الإقليم استغلال هذه الإمكانات والعوامل التي تشكل عنصر جذب رئيس للسياحة ، بجد أهلها وتكلفة بسيطة ، وسوف يقابلها مردود كبير على السكان ، وهذا المردود يتمثل في النواحي الاقتصادية بالدرجة الأولى بالإضافة إلى الحضور العام لهذا الإقليم في نطاق أوسع ولدى من يحب أن يسمع عنه أو يراه .



ولعل الواجب في الوقت الحاضر يحتم الإشادة بما فعلته مدينة أشيقر في جانب الحفاظ على التراث القائم والمتمثل في القرية الشعبية ودار التراث ، مما جعلها مقصد الزوار والسائحين ، وهذا مما يسجل لسكانها الذين يقبلون وبشكل تعاوني فردي وجماعي على ترميم دورهم الخاصة ، حنينا للأمس وحفاظاً على الارتباط به ، ويبقى على مدينة القصب بالذات أن تهتم بمقومها الاقتصادي والسياحي وهو إنتاج الملح الذي له شهرته المحلية والإقليمية العامة داخل وخارج المملكة ، فتهتم بمكان الإنتاج والمعروف بـ الجفارة ( المملحة ) الذي لا يزال ينقصه الكثير بل لم يصله من الخدمة شيء ، في حين يقصده السائح على أمل أن يجد طريقاً دائريا يحيط به .أو على الأقل لا يتعثر في طريقه إليه .


وأخيرا نقول : إقليمنا الوشم له في قلوبنا محبة تجعلنا دوما نتمنى أن يستحوذ على اهتمام كل فرد منا فلا يغفل عن خدمته ، كما أن له عند كل شاعر قصيدة وعند كل كاتب كلمة ، وحروف تعبيرنا تعشق وصفه