((هي حجرة كبيرة فيها عدد من السواري ، وليس لها نوافذ، وفي وسط السقف فتحة"نبر" للإضاءة ، ولها باب واحد في الجهة الجنوبية الغربية ، وتحت النبر منصة صغيرة بطول متر ونصف وعرض متر، وارتفاع نصف متر ، مبنية من الحجارة، يجلس عليها المطوع ليشرف علي طلابه، ويكتب في ألواحهم ، وبجواره الطالب أثناء الكتابة له ليشاهد المطوع وهو يكتب ))
بهذا الوصف التصويري البلاغي ، يحكي المؤلف الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع لصحيفة شقراء الالكترونية تفاصيل صغيرة عن عمر طويل لمرحلة تأريخية تعليمية من عمر شقراء ، في تفاعل كريم منه ، عن ذكريات حملتها طيات ذاكرته ، وعابق سيرته ، عن بدايات التعليم في محافظة شقراء ، ساردا تفاصيلها الدقيقة ، والتي لايتقنها إلا هو ، بجميل سبك عبارته ، وفضل رؤيته . فله منا كل الشكر والتقدير على جميل مبادرته . ونترككم فيما يلي مع ذكريات بنكهة التاريخ خطها يراع الشيخ الفاضل عبدالرحمن بن عبدالعزيز المانع :
سأتحدث عن التعليم قديماً بإسهاب ، وعن بدء التعليم النظامي بإيجاز، أما بالنسبة للتعليم الحديث ، فسأترك الحديث عنه لغيري ممن هو أقدر مني على إيفائه حقه ، فأقول :
في السابق لم يكن هناك مدارس نظامية، بل كان هناك عدد من المدارس التي كانت تسمى بأسماء القائمين بالتدريس فيها، والمسمى "المطوَّع" أو "المطوعة" ، ولم تكن تسمى "بالكتاتيب" فهذا الاسم ظهر أخيراً ، ولم يكن متداولاً بيننا، وقد جاء من الحجاز حيث كانت تسمى بذلك هناك.
وهي بالنسبة للبنين وعددها أربع مدارس :
1- مدرسة المطوع عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حنطي "، إمام مسجد حليوة ـ رحمه الله ـ وتقع في الشمال الغربي من المجلس، وهو سوق المبيعة في شقراء أو الماقفة ، وكان يطلق على مكان المدرسة قديما "المجمع".
2- مدرسة المطوع إبراهيم بن شيحة إمام المسجد المسمى باسمه "مسجد شيحان" ـ رحمه الله ـ وتقع بين مصنع "الصميت" ومصنع "الحمداني" بجوار المدابغ .
3- مدرسة المطوع محمد بن عبد الله السليمي ـ رحمه الله ـ وتقع عند باب العقدة في الجهة الغربية من البلد .
4- مدرسة المطوع حمد بن عباس ـ رحمه الله ـ وتقع في المقصورة التي على باب العطيفة، وأمام باب مزرعة خبزة ، في الجهة الشمالية من البلد.
وبالنسبة للبنات :
1- مدرسة هيلة المطوعة من البواريد ـ رحمها الله ـ في بيتها في أسفل السوق بالقرب من بيت السبتي .
2- مدرسة المطوعة "صميته" بجوار مصنع الصميت ـ رحمها الله ـ غرب القطعة وانتقلت أخيراً إلى بيتها في الدويخل .
3- مدرسة المطوعة "أم علي الحسن" يرحمها الله ـ في بيتها في سكة عبد الرحمن محمد البيز .
4- مدرسة المطوعة " دريسة " رحمها الله في الحسيني .
وبالنسبة لي فقد دخلت مدرسة المطوع عبد العزيز بن حنطي ، وهي تقع في الشمال الغربي من المجلس، وهي حجرة كبيرة على عدد من السواري ، وليس لها نوافذ، وفي وسط السقف فتحة"نبر" للإضاءة ، ولها باب واحد في الجهة الجنوبية الغربية ، وتحت النبر منصة صغيرة بطول متر ونصف وعرض متر، وارتفاع نصف متر ، مبنية من الحجارة، يجلس عليها المطوع ليشرف علي طلابه، ويكتب في ألواحهم ، وبجواره الطالب أثناء الكتابة له ليشاهد المطوع وهو يكتب .
وهذه الحجرة بالإضافة إلى كونها مكاناً للدراسة إلا أنها في المساء يلجأ إليها الغرباء القادمون للبلدة وليس لهم سكن للمبيت فيها، وخصوصاً في الشتاء وأيام المطر، ولهذه الأسباب كانت تسمى "المجمع" ، وعند مدخلها يوجد "القفان" الذي يوزن به الأشياء الثقيلة كالتمر، والعيش والقهوة، والسمن، وتوضع أدواته من "القبسة" وغيرها في أحد أركان المدرسة، كما أن القادمين من خارج شقراء يضعون بضائعهم في مدخل المدرسة خوفاً عليها من المطر .
وأرض المدرسة مفروشة بالرمل ، فلا يوجد فرشة أو كراسي ، والطلاب أعمارهم متفاوتة بشكل كبير، فتجد طفلاً عمره سبع سنوات، وبجواره شاب يبلغ من العمر عشرين عاماً أو يزيد، ولا يوجد مقررات مطبوعة ، وإنما القراءة تقتصر على كتابة الحروف الهجائية والأرقام الحسابية ، ثم البدء في تعلم بعض الأشياء الفقهية كالوضوء ، وصفة الصلاة ، وما يقرأ فيها، ثم بعد ذلك يبدأ في تعلم القرآن . وبالرغم من كثرة الطلاب ، إلا أن كل واحد يختلف عن غيره في الدرس.
والدراسة تبدأ في الصباح الباكر ، حتى يمضي قرابة ساعتين ، وكل طالب مطالب بأن يقرأ خطته ، ويرفع الصوت، وإذا قارب وقت الانتهاء يطالبهم المطوع برفع الصوت أكثر، وتسمى "صجة الطلعة" ووقت خروج الطلاب من المدرسة محدد، وأهل البلد يوقتون به فيقال "طلعة القراية"، ولا يوجد أحبار ، ولا أقلام ، ولا دفاتر ، ولا أوراق، فقط هناك اللوح وهو من الخشب وشكله مستطيل ، وبأعلاه أذن، وبها فتحه بها خليط التعليقه ، ويكتب المطوع عليه "الخطة الجديدة"، ويطالب الطالب بقراءتها وتكرارها حتى يحفظها، وقد يكل أمر الاستماع للمبتدئين إلى المتقدمين من الطلاب لمساعدته، فإذا اطمأن المطوع على حفظ الطالب ما في اللوح طالبه بقوله: "صولخ لوحك" فيذهب الطالب بلوحة ويغسله لإزالة الكتابة القديمة، وإعداده للخطة الجديدة ، بطلائه "بالصالوخ"، وهي قطع تشبه الصابون، نحضرها من الظهرة الجنوبية، ويمسح بها اللوح حتى يكون أبيض ناصعاً ، ثم يترك في الشمس ليجف. والدراسة على فترتين في الصباح وبعد الظهر ، أما العصر فيترك فرصة للطلاب لمساعدة أوليائهم في أعمالهم ، وخصوصاً الفلاحين منهم .
أما الحبر : فإن الطالب يذهب إلى بيوت الجيران، ويطلب منهم أن يمسح السناء الموجود ، أسفل المقارص ويجمعه، ثم يقوم بعجنه وإضافة قليل من الصمغ إليه، ثم يجعله أقراصاً ويتركها حتى تجف ثم يحتفظ بها، ويؤخذ منها عدد من الأقراص، وتوضع في علبة نحاس أو زجاج أو خشب، ويضاف إليها قليل من الماء، ثم تكون جاهزة للكتابة.
أما الأقلام : فهي من قصب الحلفاء.
وبصفة عامة فإن التعليم قبل المدارس النظامية غير منتظم ، فلا يوجد مناهج، ومقررات ومواد خاصة وخطط دراسية ، وإنما هو عبارة عن مدارس تعليم مبادئ القراءة والكتابة وأصول الدين، وصفة الصلاة، وما يقرأ فيها، والوضوء وشروطه ، وصفة صلاة الميت ، وسجدة التلاوة ، ومعلومات في التوحيد ، وعن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقراءة القرآن، حتى يختمه الطالب، وبذلك يكون قد أتم الدراسة عند المطوع، وإذا رغب المزيد فعليه أن ينضم إلى الحلقات الموجودة بالمسجد الجامع، والتي تكون بإشراف القاضي، أو أحد العلماء المبرزين، والدراسة فيها أوسع في اللغة العربية والفقه ، والتوحيد، والحديث ، والفرائض.
بالنسبة للمطوع فليس له راتب محدد، وإنما يعطى من أولياء الأمور ريالاً شهرياً، ومن القادرين أكثر من ذلك، خصوصا في المناسبات ، والأعياد ، أو الحضور من الحج، أو السفر الطويل، أما الفلاحون فعند صرام النخل، أو حصد الزرع، ودائماً يدعى للولائم كالزواجات وغيرها، كما أنه يعطى عن إمامة المسجد، من أوقافه ، ويستثمر نخيلات حول المسجد يتقاسمها مناصفة مع المؤذن، وعندما يختم الطالب، القرآن يعطى المطوع هدية جزلة من قبل ولي الطالب كما أن خاتم القرآن يقام له حفل بالمدرسة ، ويقوم بتوزيع بعض الهدايا كالكليجا ، والأقط ، ويابس التمر على جميع الطلاب ، ويتقبل أهله التهاني بختمه القرآن.
مما سبق يتضح أنني دخلت المدرسة كأحد أقراني من أبناء البلد لدى المطوع وإمام مسجد حليوة عبد العزيز بن حنطي، بالمدرسة المعروفة باسمه في مجلس شقراء، ودرست عنده عدة سنوات، تعلمت مبادئ القراءة والكتابة، وحفظت عدة أجزاء من القرآن الكريم ، ولما فتحت المدرسة النظامية في يوم السبت 20/2/1360هـ وكانت أول مدرسة نظامية فتحت في المنطقة بعد مدرسة عنيزة والمجمعة. التحقت بها، وأدخلت الفصل الثاني لأن لدي معرفة بالقراءة والكتابة، فتغير كل شئ لدي، وتعددت المواد ، وحددت مقررات لكل فصل، ووزع الوقت بين الحصص بعكس ما كان في مدرسة المطوع، وقد أقبلنا عليها برغبة شديدة، وكان الجلوس على الأرض لعدم وجود مقاعد دراسية ، وكان هناك شح في الأدوات الكتابية من أقلام ودفاتر وأوراق، ولقد تم اختيار مكان لها وهو "حوش الأمير" ملك الأمير عبد الرحمن البواردي ـ رحمه الله أمير شقراء سابقاً، وهو في الجهة الجنوبية من البلدة ، وهو حوش كبير جداً ، بجهته الجنوبية ست غرف ، وحمامين والغرف كبيرة ، وعليها رواق مقام على عدد من السواري، وباب الحوش في الجهة الشرقية الشمالية، وقد تم شراء البيت من الأمير من قبل الجماعة، وشارك معهم، ثم بني غرفة في الجهة الشرقية الجنوبية خارج المبنى وجعل لها نوافذ على الشمال والجنوب والشرق، وفتح لها باب على المدرسة من الغرب لتكون محلاً لإدارة المدرسة.
وبعد ثلاث سنوات فتح باب في الجهة الشمالية، وأغلق الباب القديم ، وتم بناء ست غرف كبيرة من الشمال وفتح لها شبابيك على الشارع الشمالي، وعليها مصباح على عدد من السواري، وكذلك بني مصباح كبير في الجهة الشرقية للحفلات والاختبارات، وذلك بتبرعات من الأهالي، وأثناء بناء الغرف إنتقلت المدرسة إلى بيت إبراهيم البواردي " محيز " شرق مزرعة خبزة , وقد اختير لهذه المدرسة نخبة من الأساتذة الأكفاء المؤهلين من المدينة المنورة وهم:
1- الأستاذ عبد المجيد حسن جبرتي مدير المدرسة.
2- الأستاذ / عبد الله بن خربوش مساعداً .
3- الأستاذ / محمد تاني مدرس لغة عربية.
4- الأستاذ / إسحاق كردي للقرآن والحفظ .
5- الأستاذ / سويلم نافع للحساب .
6- الأستاذ / عبد الرحمن بخاري مدرس عام .
7- الأستاذ / إبراهيم الجهيمان لغةعربية ودين
وقد عملوا بإخلاص ـ جزاهم الله خيراً، وقد وجدوا من الجماعة كل تقدير واحترام وتكريم، لأنهم يستحقون ذلك ، وقد تخرج على يديهم الكثير من الشباب ، ولا نزال نذكرهم ونشكرهم، وكنا نذهب لصلاة الظهر إلى المسجد "بسديرة" بنظام وسكينة ، كل اثنين مع بعض، بدءاً من الفصول المتقدمة أي الكبار أولاً ثم يليهم الصغار ، والأساتذة يمشون بجوارنا للمراقبة .
وقد يستعينون ببعض الطلاب الكبار لمساعدتهم في حفظ النظام، أثناء سير الطلاب ، وبعد الصلاة نعود إلى المدرسة لاستكمال بقية الحصص ، وهذه المدرسة قد خرجت أعداداً كثيرة في فترة وجيزة، أسهموا في نشر التعليم في أكثر من موقع، فقد توالى فتح المدارس في المنطقة وتسلم معظمهم إدارة هذه المدارس، أو العمل مدرسين فيها، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
1- الأستاذ/ عبد العزيز العيفان مديراً لمدرسة الشعراء .
2- الأستاذ/عمر بن عبدالعزيز الخراشي مديراً للمدرسة العزيزية بالرياض.
3- الأستاذ / فهد الدخين (رحمه الله) مديراً لمدرسة بالشميسي .
4- الأستاذ / إبراهيم الهدلق ـ رحمه الله ـ مديراً لمدرسة الدوادمي .
5- الأستاذ/ محمد بن عمر بن عقيل (رحمه الله) مديراً لمدرسة بالشميسي.
6- الأستاذ / سعد الدلقان مديراً لمدرسة بالرياض
7- الأستاذ / محمد بن عثمان الراشد مديراً لمدرسة القصب
8- وكنت مديراً لمدرسة ثادق.
وغيرهم كثير لا تحضرني أسماءهم .
أما المدرسون فكثيرون جداً ، ولا أستطيع حصرهم .
بالإضافة إلى أن جميع العاملين بالمدرسة نفسها معظمهم من خريجي المدرسة، وكانت مناهج الدراسة في الابتدائي قوية جداً، أقوى من المتوسط حالياً، وكانت الشهادة الابتدائية قوية ، وتعني الشئ الكثير لندرتها، ولم يكن هناك ما يشغل الطلاب عن المذاكرة ، كالكرة والتليفزيون ، وما إلى ذلك، وليس هناك كهرباء حتى يسهروا، وإنما النوم بعد صلاة العشاء مباشرة، وكان لأساتذة المدرسة احترام شديد من الأهالي والطلاب بعكس الطلاب الآن، ومن شدة احترامهم إذا شاهدوا أحد الأساتذة مقبلاً توقفوا عن اللعب إن لم يهربوا عن المكان حياءًً وخجلاً، وكانت الدراسة تعتمد على الحفظ، والتأكيد عليه، فجدول الضرب، وقواعد الإملاء والتجويد وقواعد النحو والفقه والتوحيد والحديث، وأجزاء من القرآن الكريم كل هذا لابد من حفظها صماً، والويل كل الويل لمن لا يحفظ فالعصا حاضرة "والعصا لمن عصى" ويقولون "حفظ المتون تشد المتون" وساعد على ذلك عدم وجود ما يشغل من مسلسلات وأفلام وأندية رياضية وغيرها. فجزاهم الله خيراً :
"قسا ليزدجروا ومن يك حازماً
فاليقس أحياناً على من يرحم".
إن ما حفظناه لا يزال راسخاً في الأذهان حتى الآن، بالرغم من التقدم في السن وكثرة النسيان، ومع الأسف نجد من طلاب الجامعات من لا نستطيع قراءة كتابته ، بالإضافة إلى أخطائه الإملائية ولرداءة خطه .
وهناك ممن تخرجوا من المدرسة، وواصلوا دارستهم ، وقد تسلموا مناصب كبيرة، فمنهم القضاة، والأطباء ، والمهندسون ، وأساتذة الجامعات.
درست في هذه المدرسة حتى عام 1364هـ وكنت في السنة الخامسة، وكان هناك فصل سادس، وفي نهاية العام وبعد ما فتحت دار التوحيد بالطائف بأمر من جلالة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ لتخريج علماء وقضاة، وأوصى بأن يختار لها طلبة من نجد من خريجي الشهادة الابتدائية، فحضر الشيخ محمد بن راشد وشخص يدعى عبد الله بن عامر، مع غيرهم، بعد أن أحضروا معهم طلاب الفصل السادس من مدرسة المجمعة بالقوة، وبدون رضى أوليائهم ، وطالبوا بأخذ طلاب الفصل السادس من طلاب مدرسة شقراء بأمر من ولاة الأمر، ثم المرور على القصيم لأخذ الطلاب من هناك ، والسفر بهم إلى الطائف، ليكونوا نواة لمدرسة دار التوحيد، وحيث أن أخذهم بدون رضاهم ورضى أوليائهم ، فقد حصل ردة فعل فانسحب كثير من الطلاب خوفاً أن ينالهم ما نال هؤلاء، وذلك لجهلهم، وعدم تقديرهم للعلم، فالناس أعداء ما جهلوا، وكنت مع الأسف من ضمن من ترك المدرسة، والتحقت مع اخواني ـ رحمهم الله ـ في الجمالة لمدة ثلاث سنوات، انتهت ببيع الإبل في آخر رمضان عام 1367هـ، وفي أول عام 1368هـ التحقت مرة ثانية بالمدرسة، ودخلت الفصل السادس، وكان أساتذة المدرسة في هذا العام، جميعهم من خريجي المدرسة، ما عدا الشيخ إبراهيم الهويش والمدير إبراهيم الجهيمان ـ رحمهم الله ـ أما الأساتذة فهم:
الأستاذ / عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الكريم، والأستاذ / إبراهيم الهدلق ـ رحمه الله ـ والأستاذ / صالح الحصين، والأستاذ / إبراهيم الحصين ـ رحمه الله ـ والأستاذ / عبد الله بن عبد الرحمن بن دريس ـ رحمه الله ـ وهناك أساتذة للفصول التي أقل من السادس وهم :
الأستاذ : عبد اللطيف العبيد ـ رحمه الله ـ في أول العام ثم استقال وحل محله الأستاذ / عبد العزيز الهويش ـ رحمه الله ـ والأستاذ / عبد الله بن إبراهيم المقرن، والأستاذ / عمر بن مترك ـ رحمه الله ، والأستاذ/ عبد العزيز بن صالح المقرن ، رحمه الله ـ وكان الفراش بالمدرسة حمد بن عباس ـ رحمه الله .
أما زملائي في الفصل فهم عبد الرحمن بن عبد العزيز الجاسر وأخيه عبد الله الجاسر، وإبراهيم الشلفان وإبراهيم بن عبد الكريم النافع، ومحمد بن إبراهيم العيسي وعددنا ستة فقط .
وقد تقدمنا للشهادة الابتدائية ونجحنا جميعاً، في الدور الأول، وكان عدد طلاب المملكة للشهادة الابتدائية في ذلك العام ثلاثمائة وثلاثة وثلاثين طالباً فقط ، وكان ترتيبي الأول بين الناجحين والحمد لله.
وبعد التخرج من الشهادة الابتدائية، لا يوجد أمامنا سبيل لمواصلة الدراسة إلا الإلتحاق بتحضير البعثات بمكة المكرمة ، أو بالمعهد السعودي بمكة، أو دار التوحيد بالطائف، لأنه لا يوجد مدارس ثانوية أو متوسطة سوى هذه الأماكن فقط في جميع أنحاء المملكة، وقد تغير ولله الحمد والمنة، فقد توالى فتح المدارس وتضاعف عاماً بعد عام، حتى عم المدن والقرى والهجر لجميع المراحل: ابتدائي، متوسط ، ثانوي، بنين وبنات ثم فتحت الجامعات في المدن الكبيرة، وانتشر التعليم بجميع أنواعه وتخصصاته، وبنيت المدارس الحديثة، وتم تأثيثها بالأدوات والمعدات والمقاعد والوسائل التعليمية وزودت بالكتب والمقررات، وذلك بفضل الله ثم ما أولته الحكومة الرشيدة من اهتمام بالتعليم ونشره فجزاهم الله خيراً.
ونظراً لعدم وجود مدارس متوسطة في ذلك الوقت فقد اضطررت للالتحاق بتحضير البعثات بمكة المكرمة عام 1369هـ، ثم في عام 1370هـ، وقد أعد قسم داخلي بقلعة هندي "كسكن للطلاب القادمين من أنحاء المملكة لمواصلة دراستهم بتحضير البعثات أو بالمعهد السعودي، مع تأمين المأكل، وجميع ما يحتاجه الطلاب من فرش وسرر وإنارة ، وكانت الإنارة بالسرج فقط. وكان هذا المجمع يضم أكثر من مائة طالب من مختلف مناطق المملكة، ويشرف على هذا القسم" العم أسعد مامو" رحمه الله ـ فقد كان كالأب الحنون على أبنائه، وحل مشاكلهم، وأذكر من الزملاء ومن كانوا معي في الغرفة، د.عبد الرحمن القاسم/ أحمد ابن الشيخ محمد البواردي ـ رحمه الله ـ عبد الله الحريقي ـ رحمه الله ـ عبد الله الرقيب، وفي الغرفة المقابلة : أحمد الشلفان وأخيه إبراهيم قبل أن يتحول إلى دار التوحيد ود. عبد الله المنيفي ـ رحمه الله ـ وصالح ركف. وهناك آخرون في الغرف الأخرى يضيق المجال عن ذكر أسمائهم ، وكان مدير المدرسة الأستاذ / أحمد العربي ـ رحمه الله ـ ومن الأساتذة: طه الساكت ، وأحمد القط من مصر وسراج خراز من مكة ـ رحمهم الله. ثم تركت الدراسة وعينت مديراً لمدرسة ثادق في 5/2/1371هـ والتي افتتحت قبل مجيئي إليها بأشهر، ومكثت بها خمس سنوات ، ثم تركت العمل مستقيلاً لمواصلة الدراسة ، بعد أن تعين بالمدرسة، عدد من حملة الشهادة من هذه المدرسة وأكملت الشهادة المتوسطة من ثانوية عنيزة عام 1376هـ، ثم عينت مديراً للمدرسة الثانية بشقراء، على أن أعمل بالثانوية بموجب خطاب مدير التعليم في نجد الأستاذ سعد أبو معطي ـ رحمه الله ـ رقم 1422 في 27/3/1377هـ ثم أكلمت الثانوية من المنازل .
أما المدرسة الثانية فقد تولى إدارتها الأستاذ محمد بن عبد الله المنصور، ثم عينت محاسباً بإدارة التعليم بشقراء بعد افتتاحها لمدة سبع سنين، ثم نقلت للعمل محاسباً بمكتب الملحق الثقافي في بيروت ومكثت هناك ست سنوات، ثم عدت وعملت محاسباً بإدارة التعليم بشقراء لمدة سنة، ثم عينت محاسباً بمكتب الملحق الثقافي بالقاهرة لمدة ثلاث سنوات ثم عدت للعمل بالوزارة بالثقافة العامة وسكرتيراً للجان التقاعد مدة خمس سنوات ، وقد أعيرت خدماتي لمدارس الرياض لمدة سنتين، وعملت مديراً للشؤون المالية والإدارة، وبعد انتهاء مدة الإعارة طلبت الإحالة على التقاعد المبكر في 1/7/1398هـ، وتعاقدت مع مدارس الرياض استمراراً لعملي مديراً للشؤون المالية والإدارية حتى أكملت عشر سنوات، ثم تركت العمل مستقيلاً في 1/2/1406هـ وتفرغت للقراءة والكتابة .
فشاركت في تأليف "موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية" الناشر "دار الدائرة للنشر والتوثيق لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز في أثنى عشر مجلداً .
شاركت في تأليف ومراجعة مجلدات منها هي :
أولاً : 1- مجلد الإبل ـ 2- مجلد العمارة ـ 3- مجلد الطب والعطارة.
ثانياً: صدر لي كتاب "معجم الكلمات الشعبية عام 1418هـ .
ثالثا: صدر لي كتاب " مقتطفات من القصص والنوادر والأمثال الجزء الأول عام 1425هـ .
رابعاً : صدر لي كتاب "مقتطفات من القصص والنوادر والأمثال" الجزء الثاني في عام 1427هـ .
خامساً: صدر لي الجزء الثاني من معجم الكلمات عام 1430 هـ .
سادساً : صدر لي كتاب مقتطفات من التراث الشعبي عام 1430 هـ.
سابعا : تحت الطبع ذكريات وقصص من الماضي ثلاث أجزاء .
وأخيراً اسأل الله التوفيق للجميع .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
عبير
جزاكم الله خير على هذا الحوار التاريخي الذي استمتعنا به كثيرا وعاد بذاكرتنا للوراء عقود من الزمن ، وشكرا جزيلا للشيخ عبدالرحمن ومتعه الله بالصحة والعافية ونتمني ان لايحرمنامن ذكرياته القادمة فنحن نتطلع لها بلهفة
06-02-2012 03:10 صباحًا
منيره عبدالعزيز المهنا
06-02-2012 08:42 مساءً
احمد الدخيل
استمتعت واستفدت كثيرا بما قرات وهذا ليس بمستغرب على شيخنا واستاذنا الفاضل الشيخ عبدالرحمن المانع والد واخ وصديق للجميع
الله يمتعه بالصحة والعافية ولا يحرمنا منه ويجمعنا به في الدنيا وفي الجنه ان شاء الله
06-02-2012 04:39 مساءً
ناصر عبد الله الحميضي
كلام طيب وسرد تاريخي من المربي الأستاذ عبد الرحمن المانع ، وهو خير من يكتب في مثل هذا الشان ، وننتظر منه المزيد في موضوعات تاريخية وتراثية فنحن على علم ببعض قدرات أبي عبد العزيز الذي يعد نبعاً متدفقا بالمعرفة ومخزنا لا ينضب من التجارب والمعرفة
تقديري له ولصحيفة شقراء المتميزة
06-02-2012 06:44 مساءً
أبو عبد الله /مصعود بليهي .جيزان/صبيا
ياسلااااام ياشيخ عبدالرحمن أخذت فؤادي بحديثك الشيق ، حقيقة حلقت معك تحليق الطائر , ماأجمل الحديث عن الماضي من أجل الحاضر ولعي أقف إن سمحت لي ياشيخنا بعض الوقفات :
1- تحدثت بداية عن عدد ممن أسسوا العلم والتعليم في بقعة مهمة من بلادنا الحبيبة (المطوع/المطوعة)أسماءلأعلام قد أفضوا إلى ربهم ، أسماء قد لا يعرفها كثير من الناس لكن ماضرهم، يكفي أن الله يعرفهم ، ومن هذه النقطة وأقولها حقيقة أنا قررت أن أغير كثيراً من وجهة أهدافي في الحياة فشكراً لك من أعماق قلبي ياشيخنا الفاضل .
2- إحدى عبارتك حركت في قلبي أشجان (كان لأساتذة المدرسة احترام شديد من الأهالي والطلاب بعكس طلاب اليوم)وسؤالي كيف لنا أن ندعم هذا الجانب في الوقت الحاضر
3- ذكرت أن عدد الطلاب المتخرجين من الإبتدائية على مستوى المملكة حينذاك كان 333 رقماً مميزاً لكنك كنت الرقم الصعب (الأول)
حقيقة فرحت جداً بهذا الخبر لا لأنك حصلت على الأول حينذاك فقط بل لأن حدسي وتنبئي عمن أقرأ له كان صحيحاً فقد قلت في نفسي وأنا أقرأ لك وبهذا الأسلوب الدقيق والجاذب أنك لابد وأن تكون علماً ونجماً مميزاًأسال الله لك ياشيخ عبدالرحمن التوفيق والسداد
4- كم نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذا التركيز (تبارك الله ماشاء الله لا قوة إلا بالله )كم نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذا الرصد الدقيق فمن هنا وبمثل هذا ترصد التجارب وتدرس وتستخلص منها العبر والفوائد،حقيقة أسلوبك أكثر من رائع
5- شيخناعبدالرحمن المانع أسال الله أن يحفظك في دينك ونفسك وبدنك وأهلك وولدك وأن يطيل في عمرك في طاعة الله سبحانه وتعالى وأن يختم لنا جمياً بخير (فأنتم الخير والبركة)
07-02-2012 12:05 مساءً
علي عبدالرحمن السيف
عرفت الأخ أبا عبدالعزيز منذ العام 1407هـ ولازالت تربطني به أواصر أخوة ومحبة .
فهو بالإضافة إلى إصداراته المتنوعة إنسان لطيف المعشر ودمث الأخلاق .
وأتمنى أن تعمل دراسة حول مؤلفاته لأنها إضافة إلى المكتبة العربية والثقافية وتعتبر بمثابة مصدر ومرجع للدارسين والباحثين عن المعلومات الثمينة .
تحية من القلب للأخ الأستاذ عبدالرحمن المانع .
07-02-2012 01:42 مساءً
عبدالرحمن الهويش
الله يعطيك الصحة والعافية سيرة جميلة استمتعت فيها وذكرى مشوقه.
13-02-2012 09:28 مساءً