المسافة بين الفرح والألم ( طراطيع أو شروخه )، هكذا يقول العيد لنا كل عام ، بفضل تصرفات وسلوكيات تبحث في ثراء سريع استغلالاً لعواطف ابوية جياشة !!
مآسٍ تختبيء خلف طرطعانات اعتقدنا أنها تجلب الفرح والسرور وترفع من صوت العيد الجميل في أنفسنا إلا أنها انقلبت إلى بلاء سنوي يعصر القلب ويوجع الابدان ويعكر صفو سرور العيد بنا وسرورنا به ، فالاخبار التي نسمعها و نقرؤها في الصحف عن إصابات لأطفال وشباب وشابات ، بسبب الألعاب النارية وفي كل عام نكتشف أننا لا نعرف كيف نفرح ! فمن تاجر يبحث عن صفقة ( نارية) ولو كان على حساب العيد ، إلى أولياء أمور عاطفيون يعتقدون أن يوم العيد يوم منزه عن الألم فيتركون أولادهم وبناتهم مع الألعاب النارية التي بدأت تقترب من نمط ( السلاح ) في مكوناتها بعد ان كانت مجرد صوت ومنظر بسيط ومسلي مما سن أنظمة تمنع استيراد مثل هذه المنغصات لكنه لا يدعم هذا المنع بالعقوبة الكافية ، نعم ثلاثة أضلاع أهملت السلامة والأمن في أعيادنا ؛ تاجر جشع ، ونظام صوتي يمنع ولا يراقب ولا يعاقب ، وولي أمر وضع ثقته في أن اطفالنا اكبادنا على الارض يمشون وانهم امانة في اعناقنا !!
ماذا لو اكتفينا بالألعاب النارية التي تقيمها مهرجانات العيد الرسمية ، ولطمنا تجار الشنطة من ذوي الربح السريع والنفس المريضة بالتكسب لو كانت الضحية هي الصحة العامة وفي يوم هو قمة فرح العام كله ، ماذا لو لطمناهم على وجوههم وأحجمنا عن شراء بضاعاتهم (المضروبة ) التي تقول تقارير صحفية أنها تحقق أرباحاً طائلة تكفي لبناء مسجد أو مستشفى أو تدعم مشروعاً خيرياً بدل الزج بها في تجارة نخرب بها صفاء أعيادنا واجتماعنا، ماذا لو تفرغنا للعيد بعيداً عن ثقافة التسالي المؤلمة والمغامرات الخطرة التي إن لم يكن احد أبنائنا احد ضحاياها هذا العام فقد يكون الضحية العام المقبل .
أعرف أن الالعاب النارية تمارس في جميع اصقاع الدنيا لاكن عندنا الألعاب النارية بأنواعها كافة صارت لعبة شيطانية بعد أن امتلأت البيوت بإصابات مؤلمة قد تصل للإعاقات ، وبعد أن صارت بعض العوائل تقضي أعيادها في المستشفيات تراعي أبناءها المصابين بحرق ناري أو جرح غائر وقد تصل إلى أعاقة مستديمة ومشوّهة .
فلنلقم تجار الألعاب النارية حجراً ونترك لهم بضاعتهم ونفرح بعيد خال من الحزن ، وهذا الأمر لن يكون ممكناً بدون أن تخرج الجهات المعنية بفرقها تراقب وتداهم وتستولي على مخازن تلك المفرقعات وعمالتها السائبة و( عجائزها) المصفوفات على الأرصفة واللاتي أصبحن دروعاً بشرية لتجار جشعين يختبؤون خلف هؤلاء العجائز ولا يستحون من أن يدمرون عيدنا وسلامتنا وأرواحنا الممتلئة بالشوق له !!
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أبو مشاري
أصدقت يا محمد بس على شرط
تحلف إنك ما لعبت بالشروخ في حياتك
ترى كبار السن متأذين من أطفال الأمس وأظنك واحد ممن عاش زمن
لكن ما أدري هل أذيتهم بالشروخ أو لا
31-08-2012 02:24 صباحًا