مع قرب حلول عيد الفطر المبارك أسال الله أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال وحقيقة أن للعيد فرحة ترتسم في وجوه الأطفال حيث أنهم يرتشفون فرحة العيد بما يلاقونه من هدايا وحلويات وثياب جديدة وبرستيج خاص بليلة العيد ويومه وما يعقبه من احتفالات وألعاب نارية فهذا العيد بعيونهم وثمة أناس يرون العيد بعين ووجه آخر نظرة أسال الله أن لا نراه في أنفسنا وفي من نحب فمنهم ذلك المسجون والذي حرم من التمتع بفرحة العيد مع أبنائه وزوجته ووالداه أما لدين أثقل كاهله أو جرم ما فعله فتراه مهموم البال مقفهر الوجه بآس المنظر يبكي نفسه ويبكيه من يحبه ويبكي معه من حوله ممن يعانون مرارة القهر والسجن والحرمان فرج الله عنهم.
وممن يشقى وتمر عليه أيام العيد بمرارة ذلك المريض والذي أبتلاه الله ليكفر عنه سيئاته ويرفع مقامه أذا صبر وأحتسب فثواني أيام العيد تمر عليه كأنها أيام يحرم فيه من الطعام والشراب لضرر قد يصيبه منها ويحرم من معه من التمتع بأفراح العيد لمرابطته معه في المستشفى أو لترقبه ومتابعة أحواله فكم من الأحزان وكم من الدمع التي تتقاطر فقط بسماع خبر مقدم العيد ترونها في عنابر المستشفيات والتي لا يستشعرها إلا من جرب مرارتها وآسى فقدها وتذكروا نعمة العافية وما أنتم فيه من الخير والصحة واحمدوا الله عليها وأسال الله الشفاء والعافية لكل مرضى المسلمين وأن لا يحرمهم الله أجر ما أصابهم.
ومن من لا يتمتع بالعيد وقد لبس البياض وتزين به ذلك القابع في عمق الأرض رهين عمله الصالح أو الفاسد فهل عرفتموه أنه الميت الذي كان معكم بالأمس ينتظر مقدم العيد حيث جهز الجديد من الثياب وقد منى نفسه بتذوق أفراح العيد ومشاركتكم الفرحة والبسمة وهاهو الآن ينتظركم معايدتكم بأعمال خيرية نحن بحاجتها قبله فلنتزود بأعمال قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي ننتظر من يعايدنا بحسنات ودعوات تسعدنا في قبورنا وتضيء لنا فيه رحم الله أمواتنا وأمواتكم وغفر لنا ولهم.
ومن هؤلاء أيضا ذلك المغترب والذي قطع الأميال باحثاً عن لقمة عيشه الحلال والتي يرغب بإطعامها أبنائه أو ساعياً في تكوين عش الزوجية فهو يعمل تحت أشعة الشمس الحارقة ولهيبها المتوهج منتظراً آخر الشهر ليحول تلك الدريهمات والتي قد يماطل كفيله في أدائها مما يشعل لهيب حرقة الغربة في صدره فهو مثلك يريد أن يلبس أبنائه الجديد يوم العيد وكم من المغتربين من من يتمنى زوال تلك النعم بسبب تعذيب كفيله ليذوق ما ذاق من مرارة الغربة وآسى الحرمان فلنواسي جميع المغتربين ولنجعلهم أبنائنا وإخواننا فهم كذلك.
وختاماً أسال الله أن يجعل أيامنا أعياد فكل يوم تؤدي ما أفترض الله عليك من واجبات ونوافل فهو عيد وكل يوم يمر وأنت تنعم بالصحة والعافية فهو يوم عيد وكل يوم تعيشه بأمن وأمان فهو عيد فكم من الأعياد التي تمر عليك ولا تعلم بقيمتها تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
إيمان الحصين
كل عام والجميع بألف خير .. نسأل الله بمنه وكرمه أن يعيده علينا بالخيرات والمسرات
ومهما كان ما يمر به الإنسان من منغصات واكدار إلا أن لذة الفرح والأنس بالعيد
تظل عالقة بالاذهان .. فـ العيد " منحة سماوية" يتفضل الله بها علينا بعد شهر الصيام والقيام ..!
دعواتنا الخالصة بأن يمن الله على المرضى بالشفاء العاجل وعلى من هم تحت الثرى بالرحمة وأن يجمعنا
بهم في جنات النعيم ،،،
23-08-2012 10:55 مساءً