1

شقراء اقتطعت من قلوبنا بعضا وزرعته تحت أرضها ، فأصبحت أفئدتنا خليطا بثراها ، وتربتها ممزوجة بدمائنا.
كثيرون يتسائلون لماذا أهل شقراء محبون لمحافظتهم بهوس جامح ؟ يرددونها في حكاياتهم ، يستذكرونها في نقاشاتهم ، يستشهدون بمواقف رجالها ، يرددون قصائد شعرائها ، تتعالى ضحكاتهم عندما تزدان القصص عن " عـَيارتهم"، وإذا ما أرادوا السكنى والهدوء تفيأوا ظلال نخيلها الباسقة .
لستَ مضطرا للإجابة على هذا التساؤل بالقول ، فقط دعوة واحدة توجهها لهم لزيارة شقراء كفيلة بتلقينهم الإجابة .

2

شقراء في عين الخبر .. لدي قناعة أن محافظة كـ شقراء بتأريخها ، وإرثها ، ورجالها ، وحضارتها ، واقتصادها ، و مدنيتها العريقة ، وإسهامها في مرحلة بناء الدولة ، تستحق أن تكون في قلب الخبر بشكل يرضيها .
ولعل تدشين صحيفة شقراء الالكترونية هو خطوة هامة في هذا الاتجاه و أحد أشكال الارتقاء بصناعة الخبر المحلي وتطويره بشكل يمنحه مساحة أوسع على خارطة الاتصال.

3

في ظل عملي الإعلامي ومن خلال تقديمي للبرامج في التلفزيون السعودي هناك الكثير من وجهات النظر التي قد تتفق مع طرحك أو تختلف معه وهي بكل حالتها تصب في تعميق تجربتك وتوسيع مداركها ، وبعد إحدى الحلقات ، جاء بيني وبين الصديق الفاضل الأستاذ خالد الخميس السكرتير الخاص لسمو الأمير سلمان اتصال لترتيب موعد مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وقتها ، وزير الدفاع حاليا .
وعلى الموعد كان سموه حفظه الله وأنا بمفردنا استمعت منه لوجهة نظره حول مايطرح في الإعلام وضرورة ما يجب أن تكون عليه الرسائل الاتصالية في هذا الاتجاه ، ودور الشباب والآمال المعلقة عليهم في هذا المجال. كان لقاء توجيهيا حميما أكثر من أي شيء آخر .
وقبل أن أهم بمغادرة مكتبه العامر سألني بعفوية ( أنت من وين ؟ ) وهو يبتسم ، فأجبته من شقراء ، فإذا بابتسامته تزداد وقال ( ونعم ياولدي ، أنت محل ثقة وأهل شقراء كذلك ، رجال طيبون معروفون لكم مواقفكم ، ولكم كل التقدير والاحترام ، اذهب ياولدي نحن نثق فيكم وندعوا لكم بالتوفيق) .
هذه الكلمات من رجل دولة بحجم التاريخ السعودي ، يعطي دلالة كبرى على مكانة شقراء لدى الدولة وتقدير رجالاتها لهم . وماشأنها في ذلك إلا شأن جميع مدن وقرى وطننا الغالي فهم يكملون لوحة نسجها الموحد نرفل على أرضها بأثواب السكينة .