بعد المهرجان السياحي ويقظة الإحساس ببعض الأمس وخاصة بالنسبة لسوق شقراء القديم الحديث ( حليوة ) هل يمكن أن تدب الحياة في أسواقها القديمة من جديد؟
خاصة وأن المساحات التي بقيت تنتظر الإحياء في شقراء القديمة لا تزال قادرة على أن تفي بالغرض على أكمل وجه ، قياساً على الأسواق القائمة فعلا والتي حتى الآن لم تكن ولن تكون بشهرة الماضي والاستيعاب الكامل للمنتجات المحلية الزراعية والحيوانية.
شقراء اشتهرت بكونها بلد التجار والتجارة ، عرفها الداني والقاصي وكتب عنها الكثيرون و بعض الرحالة وانعطفت الطرق التجارية إليها طواعية لكي تمر بها لأهميتها كموقع ولأهمية أهلها أيضا في الميدان التجاري على المستويين : التوريد والتصدير من جهة والتجزئة من جهة أخرى ، فكانت شهرة التوريد والتصدير مستوا تجاري أوصلها إلى البعيد دولياً كالكويت والهند وبلدان الساحل والعراق والشام فعرفت هناك ، أما تجارة التجزئة فحققت الشهرة الإقليمية والمحلية .
وآخر ما عرفناه وتجولنا فيه من أسواقها و رسخت ذكراه في قلوبنا وصار جزءا من أمسنا هو سوق ( حليوة ) ذلك السوق الذي كنا في وقت قريب نشتري منه كل حاجاتنا من مستلزمات المنازل وأدواتها وأوانيها ، ومن خضار وفواكه ومنتجات محلية وأغنام ، بل إن الخدمات الأخرى تجاوره كطاحونة الدقيق و بيع المحاصيل والميزان العام ( القبان ) الذي وجوده فقط صفحة تاريخية واجتماعية تدل على مسارعة أهل شقراء في عمل تعاوني وخيري .
سوق حليوة لم يشتهر عند أهل شقراء فقط بل في كل الإقليم وعند أهله حتى لم نعد نقرن اسمه بكلمة السوق لبداهة ما نقصد وما نريد ، فيكفي أن نقول ذهبنا لحليوة وقدمنا من حليوة ، فيعرف الجميع أننا نعني السوق ، بل ننسى هذا ونقولها عند المجتمعات البعيدة فلا يفهمون ما نعني وذلك لغلبة الشهرة عندنا .
هذا السوق لشهرته غطى على الأسواق التي سبقته رغم حداثته نسبياً فعمره لا يتعدى ثمانين سنة ، وهو مجاور لبستان ( حلوة ) كما يذكره أهالي شقراء ومؤرخوها أمثال الدكتور محمد الشويعر وكبار السن من أهل البلد.
ولا شك أن نشاط التجارة فيه جعلته في مقدمة الأسواق المشهورة في شقراء وسبب من أسباب اضمحلال نشاطها بوجوده ، بل واختفائها بعد أن صار في المقدمة ، ليس لأنه أكثر دكاكين منها ولا أوسع مساحة وبراح منها فقط بل لأنه صاحب ظهوره هيمنة تجارة التجزئة وكثرة المنتجات المعروضة فيه وتراجع تجارة الجملة التي كان تجار شقراء يملكون زمامها في أيام نشاط الأسواق السابقة والتي كانت تختص بالتجزئة البسيطة والمحلية فقط .
مثل سوق الماقفة أي الموقف ، و سوق المجباب وسوق القطعة ، ولعل توسط تلك الأسواق في مفارق الطرق كان له نتائج إيجابية أول نشأتها فكانت قريبة من المستهلك والمساكن يسهل الوصول إليها أيام التجول على الأقدام وبساطة الاستهلاك ، ولكن الموقع انعكس سلبا على بقائها وقدرتها على مقاومة التغير مما حول الثقل التجاري إلى سوق حليوة الذي ظهر مؤخرا كبديل عن كل ما سبقه من أسواق وسحب البساط بتجاره وتجارته منها إلى غير رجعة ، وهــاهو اليوم يحظى بالاهتمام من مهرجان السياحة بشقراء ويؤكد على أن ذكراه وحضوره لن تكون تراثية فقط بل ربما وجد الاهتمام الأكبر وصار سوقا حانا رانا كما كان وجلبت له التجارة بتخطيط من أصحاب الشأن لتعود الحياة الحقيقية إليه من جديد ، ولكي لا يكون خراباً بعد المهرجان علينا أن نضع في استشراف مستقبل شقراء أن المكان وما حوله يمكن أن يعود بأحسن مما كان إذا تظافرت الجهود وصارت الذكرى عملا مثمراً لا مجرد متعة بذكرى وحضارة سادت ثم بادت.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أبو حسين
السلام عليكم / كلام ذهب إن شاء الله يتحقق أرجاع السوق القديم على طول السنة ولا يكون وقتي فقط وتكون هيئة للسياحة يوجد لها مكتب هناك . وشكرا.
23-06-2012 09:37 مساءً
ناصر الحميضي
كلامك يا أبو حسين هو اللي ذهب ، وفكرتك جدا ممتازة ، وياليت يتحقق ما قلت من وجود سوق دائم ومكتب للسياحة تكون مهمته الإشراف على الإقليم كله بكافة مراكزه والمحافظة
مرورك أثرى المقال وفقك الله وبارك في قلمك وفهمك وعلمك
كل التقدير لك
24-06-2012 03:37 مساءً