في مباراة اليوم فعلنا كل شيء، في شوط المباراة الثاني وقلمنا أظافر "ليو" وزملائه، وتصدينا للكرات بعزم الرجال، وتلاعبنا بدفاع الأرجنتين، واحتفظنا بلياقتنا البدنية لأخر دقيقة من المباراة، وتنافسنا على الكرة برجولة، وألهبنا حماس الملايين، وأشعلنا المدرجات، وأثبتنا أننا منتخب لا يستهان به.
كانت معظم التوقعات قبل اللقاء تذهب باتجاه إلى أننا سنخرج بهزيمة ثقيلة، وأكثر المتفائلين قالوا إننا سنُهزم بهدفين، لكننا فزنا بهدفين، وكان يمكن أن تكون النتيجة أكبر، بل والأفضل من الفوز أننا امتلكنا الملعب، ولم ترهبنا سمعة الأرجنتين، ولم نقف مكتوفي اليدين كما يفعل البعض، ولم نركز على اللاعب الوحيد "ميسي" فكان لعبنا جماعياً يركز على جميع لاعبي الخصم بدون تفرقة، وبهذا فقد ميسي توهجه، وصار مجرد لاعب عادي ضمن 11 لاعباً آخرين.
المشكلة الوحيدة التي نعاني منها هي ضعف الثقة بالنفس، ويجب أن نتغلب عليها، ونقضي عليها تماماً، وينبغي على الأخضر أن يجعل مباراة الارجنتين هي الانطلاقة لذلك، فنحن لا تنقصنا الإمكانيات، ولا اللياقة، ولا القوة، ولا المهارة، ولا حتى الضغط النفسي بعد أن حررنا منه سمو ولي العهد عندما قال استمتعوا باللعب.
لا ينقصنا فقط سوى الثقة بالنفس، لان تلك النقطة هي ما يفتقدها العرب بصفة عامة، ونراها حتى في لهجة المعلقين، الذين يعتبرون مجرد تسجيل فريق عربي أهدافاً في مرمى خصم أجنبي بمثابة الشيء المعجزة!! وكأننا وكأن الفرق العربية برمتها مجرد هواة.
تحية لكل لاعبينا اليوم الذين أسعدونا، وتحية خاصة لحارسنا العملاق الذي زاد عن مرماه ببسالة منقطعة النظير، ودعواتنا بالشفاء للشهراني ياسر القلوب ولكبتن الفريق سلمان الفرج ، ونتمنى أن تظل هذه الروح القتالية مستمرة في مبارياتنا القادمة، وألا يتسلل الغرور إلى النفوس، وأن يثقوا بأنفسهم وقدراتهم أكثر، كي يسعدوا جميع المشجعين، ويتركوا بصمتهم الجميلة الرائعة في هذا المونديال الممتع.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم