• ×

05:03 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

admincp
بواسطة  admincp

( بل الرفيق الأعلى) ... ( هو خيرٌ و أبقى )

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الوقفة الأولى : بين يدي الفراق رسالة إلى محمد و آل محيميد والمحبين لأبي عبدالرحمن

لقد ضاق رسول الله صلى الله عليه وسلم و استأخر الآخرة واشتاق إلى لقاء ربه ...
قالها : وبجواره جنة دنياه ( عائشة رضي الله عنها ) حيث زهد بكل شيء في الدنيا ... كيف نستوعب ذلك ! إلا أنه يرى لذة ونعيم لا نراه ! وإذا قرنا ذلك بأعظم مصيبة مرة على الأمة (فقد رسول الله) ... أدركنا مع عظم المصيبة حلاوة الفراق وليس مره فالرسول لحظتها كان يعيش في أسمى مراتب الحصاد حين يخيره الملك بين دنيا فانية و أخر باقية ... فيختار أسمى درجات الحصاد ...
(الرفيق الأعلى) ... أبعد هذا حزن !
عجيب أمرنا ... دنيا شقاء وكبد و فتن و عوز و نحزن إذا رحل من نعز إلى خير بلد !
إن العزاء في فرحة موتانا الصالحين و راحة لنفوسنا أن شهدنا خاتمتهم الحسنة ... وهي يقظة لنا لنسلك الصراط المستقيم و نلحق بركب الصالحين.
فرغم أن المصيبة عظيمة إلا أن صحابة رسول الله سكنت نفوسهم واطمأنت بقضاء الله ومراده.
إذا استحضرنا هذا وتذكرنا ذلك الرجل الصالح والمربي الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن المحيميد الذي أختار لقاء ربه لأنه أحبه و لأن الباري عز وجل أشتاق إليه (بل الرفيق الأعلى)، آلا تطمئن نفوسنا لمراد الله ؟ حقاً إنها مؤلمة وفاجعة لحظات الفراق ... لكن إذا تذكرنا ماذا أعد الله للصالحين ومن ورائيهم الصابرين ... هانت كل مصائب العالمين.



الوقفة الثانية : بين يدي الفراق ... هل من جلسة مع النفس

هل نحن معتبرين و لهذا اليوم مستعدين ؟ هذا ما يُفرح من فارقنا إلى النعيم المقيم
أخاطب نفسي الأمارة بسواء ... أخاطب كل من عرف أبا عبدالرحمن ... أخاطب كل من أحبه ووقف معه في محنته ... أخاطب الجميع ... أخاطب فيهم ضمائرهم ... أخاطب فيهم قلوبهم ...(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )الحديد 16-17
فليكن فراق صالح عزيز فرصة ليقظة وحياة قلوبنا لنبذ السوء وطرد الخبث! يا أصحاب التوبات القديمة والرعيل الأول هل من تجديد للتوبة بعد سنوات من صدئ دنيا دنية ! ساقتنا إلى البحث عن ملذاتنا فغفلنا عن أخرتنا ... و انغمسنا في البحث عن كل شيء دون أكتراث بأي شيء! وعدم احترام لأي شيء و دون حدود لأي شيء ... نسينا الأساسيات ودسنا على المبادئ التي عرفناها والقيم التي رضعناها ...
ثم ماذا ؟ في لحظات ...
حفرة و قبر وحساب و عذاب أو أجر ... ولن يبقى لك من الدنيا إلا الذكر!
فلنسعى للخير الحقيقي وليس الصوري وحسن الذكر، وإذا أردنا معرفة الصوري من الحقيقي لنقف أمام المراءة بتجرد مع النفس ونخاطب أنفسنا سنشاهد حقيقتنا لا شك- ولن يشاهدها غيرنا ... لنتذكر حياة أبا عبدالرحمن هذا الرجل الاستثنائي بكل المقاييس، ولنستحضر الحديث عنه الآن بعد وفاته ... كلنا على هذا الدرب سائرون ...
رحل أبو عبدالرحمن و سيبقى ذكره الطيب وفعله الحسن ...
فلنرحل و نُبقي الأجيال بعدنا تذكرنا بالخير ...
أرجوا أن تكون هذه الرسالة وصلت واضحة جلية لمن ألقى السمع وهو شهيد.

الوقفة الثالثة: شقراء فقدت رجلاً استثنائي في كل المجالات

رحل الشيخ الفاضل و الأستاذ المربي الجليل عبدالله المحيميد في أوج نشاطه وقمة عطائه و زهرة أشده، رحل بعد مسيرة من العطاء المخلص لدينه ووطنه و ولاه أمرنا حفظهم الله، أما عن صفاته فقد تحلى بالسمة العجيب والخلق الرفيع مع الجميع والوقار والابتسامة الطيبة فأحبه الجميع، وكان صاحب طاعة خفية و تقوى لله ، وكان داعية لله بطبعه خادماً للدعوة و أوجه البر وأعمال الخير، كسب ثقة رجالات شقراء والمسئولين فأحبوه ، ولما وجدوا فيه من التميز فقد أُسندت له العديد من التكاليف والأعمال والمناصب ، فقدم فيها بكل إخلاص وتفاني حتى في وقت مرضه إلى أن لقي ربه، وأذكر منها على سبيل المثال لا حصر مساعد مدير التربية و التعليم للبنين ، رئيس المجلس البلدي ، عضو مجلس الأهالي ، عضو المجلس المحلي...
كما أن كل الجهات الخيرية والاجتماعية والدعوية والانسانية كان لها نصيب من عطائه الدافق في تقديم الاستشارات والمشاركة في العضوية، وقد تميز رحمه الله في خبرته في التخطيط الاستراتيجي ، فقل أن تجد خطة لجهة ما حكومية كانت أو خيرية إلا وله فيها لمسة، بل إن بعض الجهات كانت تسند له رحمه الله إعداد الخطط طويلة المدى لها.

الوقفة الرابعة: الاستثمار العملي للشحن العاطفي

أعجبني من أبناء الفقيد ما هم ماضون فيه بإذن الله من وضع - عمل خيري - يساهم فيه الجميع ويعود أجره له رحمه الله وذلك وفق ما أقترحه عليهم محبيه فجزاهم الله خيراً على هذه البادرة ولمسة الوفاء الغير مستغربة على أبناء هذا البلد ، وإن عقد هذه المبادرة سيكتمل بمشاركة ذويه ومحبيه .
ولن أكون في هذا المقام إلا أولهم ، فاستحث الجميع من محبي الشيخ عبدالله المحيميد رحمه الله من رجال أعمال و أهل الخير وشباب إلى التقاطر نحو هذا الفعل الجليل والعمل الجميل ، فهذا حقٌ علينا لرجل ما برح يخدم ويقدم بكل إخلاص وتفاني لدينه ووطنه ولشقراء حتى لقي ربه.

الوقفة الأخيرة : شكراً صحيفة شقراء

أن منحتني الفرصة لبث هذه المشاعر والأفكار، شكراً لهذا التميز المستحق في فترة وجيزة وإلى مزيدِ من العطاء.
ولدي رغبة وهو في نفس الوقت اقتراح ، بأن تقوم صحيفتنا الغراء بعمل ملف صحفي عن الفقيد عبدالله بن عبدالرحمن المحيميد - رحمه الله - ترصد ما سيكتب عنه من مشاعر و شعر، لتوثيق سيرته وحياته، لتكون سيرته وسيرة أمثاله من الأفذاذ نبراس وقدوة للأجيال.

الجمعة 11 رجب 1433 هـ الساعة 11 صباحاً

بواسطة : admincp
 5  0  2.1K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ][ الجادي ][

    ماشاء الله تبارك الله ..~
    بارك الله فيك وفي قلمك ..~
    ورحم الله شيخنا وحبيبنا ووالدنا الشيخ عبدالله المحيميد رحمة واسعة ..~
    وأسكنه فسيح جناته وبارك في عقبه وذريته ..~
    وربط على قلوب أحبته وكل من افتقده ..~
    إنا لله وإنا إليه راجعون ..~
    إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبد الرحمن لمحزونون ولكن مانقول إلا مايرضي الرب
    اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله ..~
    اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب ..~
    اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..~
    اللهم ثبته عند السؤال ..~
    اللهم آمين
    اللهم آمين
    اللهم آمين

    01-06-2012 03:35 مساءً

  • عبدالعزيز

    جزاك الله خيرا
    الله لا يحرمك الأجر
    إن فراق الأحبة يذكرنا بأن الفراق مستمر وعلى هذا لابد من تصافي القلوب
    دنيا ليس فيها خير إلا لمن تواصوا بالحق والصبر وتحابوا في الله
    فلنتحاب في الله وننبذ كل خلاف
    رحم الله الفقيد وأسكنه الجنة

    01-06-2012 10:17 مساءً

  • عبد الرحمن

    --------------------------------------------------------------------------------


    الله يوفقك على هذه الكلمات الطيبة والمواعظ
    أنت مهندس كلمة وحرف

    إنا لله وإنا اليه راجعون
    اللهم ابدله داراً خيراً من داره واًهلا خيراً من اًهله وادخله الجنة
    واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
    اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله .
    اللـهـم اجزه عن الإحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً.
    اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته .
    اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
    اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.
    اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
    اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
    جزاك الله

    01-06-2012 10:40 مساءً

  • متابع

    الله يغفرله ويرحمه

    02-06-2012 08:22 صباحًا

  • بن محيميد

    بارك الله فيك وفي مجهوداتك ولا حرمك الاجر
    والله لقد اتيت على ما في قلوبنامن حب وتقدير للفقيد ابا عبدالرحمن وعبرت عنه بكل صدق ودقه
    جعل الله ذلك في ميزان حسناتك وجعلك موفقا اينما كنت

    03-06-2012 12:16 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...