• ×

04:47 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

عبدالعزيز محمد ابوعباة
بواسطة  عبدالعزيز محمد ابوعباة

الإحسان قيمة رسالية يجب أن نلتزمها

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.



إن معنى الإحسان في اللغة هو : الإتقان ، والحسن والجمال وقد عرف الشَّرع الحكيم الإحسان في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أنْ تَعبد اللهَ كأنَّك تراه، فإنْ لَم تَكُنْ تراه فإنَّه يَراك...)؛ وهذا المعنى أعلى درجات الإحسان والعبادة يدخل في معناها كل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والأفعال.
كما أن النصوص القرآنية تحدثت عن الإحسان واستفاضت فيه لما له من أهمية قصوى في حياة الشعوب
* منها على سبيل الذكر قول الله عز وجل: ﴿*وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*﴾ البقرة: 195 وقد قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية ما نصه: وهذا يشمل جميعَ أنواع الإحسان؛ لأنَّه لم يقيِّده بشيء دون شيء، فيدخل فيه الإحسان بالمال كما تقدَّم، ويدخل فيه الإحسان بالجاه؛ بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، وتعليم العلم النَّافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس؛ من تفريج كرباتهم، وإزالة شدَّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالِّهم، وإعانة مَن يعمل عملًا، والعمل لمن لا يحسِن العمل ونحو ذلك، مما هو من الإحسان الذي أمَر الله به، ويدخل في الإحسان أيضًا الإحسانُ في عبادة الله تعالى، وهو كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يَراك).
فمن اتَّصف بهذه الصِّفات، كان من الذين قال الله فيهم: ﴿*لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ*﴾يونس: 26، وكان الله معه، يسدِّده ويرشده، ويعينه على كلِّ أموره.
ونحمد الله عز وجل أن بلادنا الغالية يكثر فيها الإحسان وأعمال البر ليس على مستوى المملكة ولكن على مستوى العالم حيث نجد المؤسسات الخيرية السعودية كمركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية
تنفق مليارات الريالات على الفقراء والمساكين والأعمال الإنسانية .
وفي داخل المملكة أنشأت الدولة أيدها الله مئات الجمعيات الخيربة التي تدعم المحتاجين كجمعيات رعاية الأيتام وأسر السجناء و الأسر الفقيرة ، حيث تقوم بتحويلهم من أسر متسولة إلى أسر منتجة فتدعم أنشطتهم وأعمالهم التجارية الصغيرة لتنقلهم من دائرة الاحتياج إلى دائرة الإنتاج.
و على مستوى الفرد نجد الكرم والمبادرات و أعمال الخير من شفاعة وتوظيف وإنفاق على أعمال البر ومن ثم غرس بذرة الخير في المجتمع بما يسهم في تشجيع وتنمية الخير لدى أفراد المجتمعات وبما يحقق التكافل والعيش الكريم بين أفراده.
قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: (دينارٌ أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقتَه في رقبة، ودينار تصدَّقتَ به على مسكين، ودينار أنفقتَه على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك).
فهذا هو ثواب الإحسان، حتى لو كان في أهلك،*ولهذا لا ينبغي أن تتهاون في فعل المعروف، بل أعط المحروم ، أو تصدَّق على المسكين، أو عُد المريض، أو انصر المظلوم، أو برَّ والديك، أو ساعد صديقًا، أو أطعم حيوانًا أعجَمَ، أو غير ذلك من أعمال الخير والبرِّ والإحسان إلى الخلق، ويجب أن نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم. : (إنَّ الله كتَب الإحسانَ على كلِّ شيء)؛
وفي تقديري أن جذوة الإحسان وأعمال البر ظلت و لازالت محفورة في وجدان الشعب السعودي كقيمة رسالية وعقيدة إسلامية ويجب أن نورثها للأجيال القادمة لكي تظل سمة ملازمة لهم ولعل الله عز وجل يجعلنا فيمن قال عنهم : ﴿*فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ*﴾.

 0  0  582


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...