.
في ظل مانعانيه من ترهل إعلامي وشيخوخة لم تنفك أبداً عن شكل الإعلام لدينا وخصوصا التقليدي منها وفي الوقت ذاته نجابه إستعمار إعلامي للمنظومة الإعلامية الوطنية التابعة لنا من بعض المواقع التي تتفوق في قدراتها الإعلامية على ماتقدمه الفضائيات لدينا صراع إعلامي وطني وطني يجعل المشاهد أمام مواد إعلامية متضادة تبث من منبر واحد ورسائل مشفرة لتمرير أجندات العدو بشكل غير مباشر ومنصة للتعريف بميول المسؤول السياسية وبرامج لتحسينها وتجميل واقعها المشوه والذي يكون في الجهة المقابلة لإعلامنا مايبث لإثبات عكس ذلك !!
تشتت المشاهد وإبقائه في حالة من التشكيك والتردد وأيضاً الصدمة في أن يصدر كل ذلك من وسائل إعلامية تابعة لنا ! كارثة أن يستمر الإعلام الوطني بهذه الطريقة دون تعاون حقيقي فيما بين المواقع الإعلامية والدخول لدهاليزها وتنظيفها من شوائب التضليل والتحريض والتدمير المعرفي والسلوكي وغيرها من الخطط الممنهجة للسيطرة على العقول والتأثير بها لمصلحة العدو !
لامعايير مهنية ولامبادئ والتزامات موحدة اتجاه الوطن وخصوصاً وهم في قلب الثكنة الإعلامية التي لاتقل خطورة من تأمين الثكنة العسكرية
حيث بات الإعلام بشقيه التقليدي والإجتماعي الحديث أشد الأسلحة فتكاً وأقلها تكلفة وأكثرها فعالية في عصر الثورة التقنية الحديثة وتعدد وتحديث أدوات الإعلام وسرعة انتشاره ووصوله إلى الجميع ولو القينا نظرة على الإعلام الغربي ومدى اهتمام الحكومات به وهو الوسيلة الأهم لتمرير سياساتهم وخططهم والداعم الرئيسي لهم في مواجهة العالم فلايظن المشاهد أن وسائل الإعلام الغربية جميعها تتسم بالإستقلالية التامة عن العمل السياسي بل غالبيتها جزء من الماكينة السياسية بإعتباره واجب وطني للمصلحة العليا وهو الآن الإعلام المسموع لدى العالم أجمع لقوته وتعدد مصادره ومحاولات إضفاء الثقة والمصداقية لمعلوماته وترسيخ فكرة الإعلام الحر الذي يكاد يخلو من التبعية والخداع والكذب لمجرد حرية النقد وهو أبعد مايكون عن ذلك !غير أني لاأنكر أن حرية الإعلام ساعدت كثيراً على تعدد الأقلام والأراء والأفكار ماساهم في إثراء الفكر وتعزيز الإبداع والإستثمار في الطاقات لزيادة إنتاجية الإعلام وتوسعه وصلابة قاعدته بين الجماهير لذا يجب علينا تعزيز دور الإعلام وتحريره من الإستعمار الأجنبي وتطويره وتحديثه بما يتناسب مع حجم وقوة الإعلام العالمي وتدريب وتوظيف شباب الوطن فالوطن زاخر بالطاقات والمواهب التي تستحق أن تكون في الصف الأول للدفاع عن الوطن لذا علينا أن نولي الإعلام أهمية كبيرة خصوصاً مع موجة الحملات الإعلامية الضخمة ضد الوطن والتي ماتركت طريقاً إلا وسلكته لخلق الفوضى وشق الصف والتأثير على عقل المشاهد بالتكرار وتضخيم الهفوات والتركيز على القضايا والشؤون الداخلية ومحاولة كسر الحواجز بالتحريض والتهييج !
ربما يرى غيري أن الإعلام لدينا قد تغير عن سابقه لكن الذي أراه أنه ومنذ مدة طويلة ومياه الإعلام المحلي راكدة لاتنال من الأمواج العاتية للإعلام العالمي وهذا ماتسبب بعزوف المواطن ليصبح عقله لقمة سائغة للمواقع والصحف والقنوات الإعلامية العالمية "المسيسة" والعميلة الموجهة فقط لتنفيذ الإملااءات دون أدنى درجة من المهنية والمصداقية خطط ممنهجة تدميرية تم حشوها في فوهة الإعلام لإسقاط دول وشعوب !
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم