.
تستوقفني امرأة على قارعة الطريق افترشت باب أحد المتاجر تستجدي عطف المارة فمدت يديها تسأل الناس إلحافاً ..
تسألهم يا محسنين من مال الله اعطوني وصفوها أنها متقمصة لدور الفقيرة على خشبة الطرقات في سيناريو تكرر أمام ناظرينا وما عاد يثير شفقتنا ..
مشاهد قديمة من فيلم المتسول وبائعة البطاطا ..
وأخرى تحتسي كوب قهوتها تموت هما" من مراقبة الناس فأنستها عيوبها !!
مليئة هي بالسيئات وكأنها هي من اغتسلت بالماء والصابون وبريئة براءة الذئب من دم يوسف ..
علما" أن كل من يعيبنا هم كأخوة يوسف .
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
ما يؤلمني حقا" هم من أجادوا التمثيل ليس من أجل اللقمة كصاحبتنا التي تقيم بجانب الدكان ، بل أولئك اللذين يقيمون علينا الحداد ويرتدون الأسود وقد مضت سنون وسنون وأعياد كثيرة لم يتقاسموا معنا الحلوى ولم يبادلونا الزيارات والتهاني فقط هم " المودعون "
ليكن منا رجلا" صالحا باع جميع ما يملك من أجل أن يعيش فكن أنت كما أنت لا كما يريدك الناس .
حقا" لنكن ممتلئين من الداخل لا يكن منا رجلا" أجوفا ًفارغا ً.
وجدير بنا حقا" أن نسأل أنفسنا وماذا بعد ؟؟
فلان ممزق الثياب ونحن ثيابنا متسخة !
فلان رجل أعرج على ساق واحدة ونحن في أماكننا لم نتحرك !
فلان لا "يبصر " شيئا" ونحن أكفاء البصيرة .
نرمي الملامة على بعضنا يقول بعضنا لبعض لما أتيت متأخرا" وكثيرٌ منا لم يأت .
وآخر يقول : فلان ورقتك تحمل (نكتة سوداء) رغم بياضها ورغم أن من يرمي الملامة صاحب القبعة والورقة السوداء فينا !
لنكن ذلك العبد الصالح الذي حينما رفع أكفه إلى السماء باكيا" شاكيا" لم تحمله يداه فكف عن السؤال خجلا" من سوء عمله وقطع عهدا" أن يكون يومه كله هو عمله الصالح
فمات خجلا" وكأنه انكشف أمره .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
فـــ. القرشي
استوقفتني هذة الخاطرة لتأملها !!!
انتقاء رائع للمفردات والألفاظ .. ايضاً التسلسل والتدرج الرائع للأحداث ...
خاطره جداً رائعة .. ابدعتي
08-08-2020 10:55 صباحًا
الرد على زائر