.
.
.
.
.
.
.
.
بدلاً من أن تساعد شركات الاتصالات المواطنين والمقيمين في مناطق الملكة المختلفة على إتباع أوامر الدولة (حفظها الله) بالمكوث في البيوت، إذا بها تواصل المضي في الطريق المعاكس، فلا تهتم بجودة خدمة الإنترنت سوى بأماكن معينة ، تاركة بقية المحافظات تعاني من انقطاع أو ضعف الخدمة، رغم أن الدولة لم تألو جهداً في أي أمر يتعلق بمواطنيها ومقيميها الا نفذته، خاصة بعد أن صرح معالي وزير الصحة د.توفيق الربيعة أن المملكة اعتمدت (15) مليار ريال لدعم القطاع الصحي، وتوفير الأجهزة، والمستلزمات الطبية.
كما نفذت الدولة مبادرات عدة لمساندة القطاع الخاص، خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثراً بوباء كورونا، ووصل حجم المبادرات إلى أكثر من 70 مليار ريال، فضلاً عن تحمل الدولة (رعاها الله) ما نسبته 60% من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين.
والمملكة ولله الحمد بذلك تفعل ما لا تفعله الدول الكبرى الأجنبية، وهذا بالطبع يستوجب التجاوب والتعاون من كافة الجهات الأخرى بالدولة حتى تؤتي هذه المبادرات ثمارها، لكننا نشهد من شركات الاتصالات تصرفات غريبة، وعقوقاً بمشتركيها ، فالمعروف أن العالم الآن يعتمد كلياً على خدمات الإنترنت، خاصة في فترة الحظر، سواءً في التعلم والتدريب عن بُعد، أو متابعة الدراسة أون لاين، أو تطوير المهارات، أو حتى طلب الطعام والاحتياجات الأساسية، ومواكبة الأحداث، والاطلاع على الأخبار وغيرها، فكيف يحدث ذلك في ظل إنترنت يعمل كالسلحفاة ؟ وفي دولة عظمى تنفق المليارات من أجل راحة مواطنيها؟!
محافظة شقراء جامعتها ، هي مثال بسيط لما نتحدث عنه، فمنذ عدة سنوات طالب مسؤوليها و أهلها بمعالجة الضعف الملحوظ في سرعة الإنترنت، ولم يستجب لهم أحد!، وربما لو كانت المشكلة في مدينة أو قرية معينة لهان الأمر قليلاً، لكن المشكلة أن جامعة شقراء هي أول المتضررين وهذه تغطي كلياتها محافظات الدوادمي والقويعية والمزاحمية وحريملاء .. إلخ، كما تشمل المدن والقرى التأليه ،شقراء، والدوادمي والقويعية والمزاحمية وحريملاء وثادق و أشيقر، أثيثية، القرائن، الفرعة، مرات، العويند، البرة، ثرمداء، ساجر، القصب، المشاش، الصوح، الداهنة، والجريفة!!، أي أكثر من (21مدينة وقرية) تقريباً، بما يعيش فيها ، من أسر، وعوائل، ومعظمهم له طلاب بالجامعة وبالمدارس المختلفة وقد تحتم عليهم الآن الدراسة عن بُعد، فيما تعطلت عدة أعمال أخرى تقريباً بسبب الإنترنت الضعيف، وغير الموجود أحياناً في بعضها.
ومن أهم أسباب تفاقم المشكلة ضعف البنية التحتية، وعدم وجود تمديدات الألياف الأرضية والكبائن قديمة انتهى عمرها الزمني ! و لم يتم تحديث معظمها، فضلاً عن قلة الأبراج وانعدامها في بعض الأماكن، ويشمل ذلك الأحياء القديمة والجديدة، ويحدث هذا في الوقت الذي تعلن فيه شركات الاتصالات عن خدمات جديدة، تروج من خلالها لقدرتها "الكبيرة" على جعل الناس تمكث بالبيت، لكن شتان بين هذا وبين الواقع الذي تعيشه المحافظات والمدن والقرى خارج العاصمة.
الدولة حفظها الله ، تحتاج لتكاتف الجميع وتعاونهم، حتى تتحقق رؤيتها 2030 ، فلماذا تعرقل شركات الاتصالات هذا الهدف وتقصر في واجبها الوطني ؟، نظراً لأن خدمات الإنترنت لم تعد الآن من قبيل الترف، وإنما من الضروريات الماسة للتحصيل العلمي والاجتماعات عن بعد وهذا ما تتطلبه المرحلة الحاليه ، ثم ما الذي يمنعها عن تحديث بنية الإنترنت وتطوير خدماته وهي تجني الملايين من جيوب المشتركين الذين يدفعون ما تطلبه تلك الشركات لهذه الخدمة الضعيفة ، ثم لا يحصلون منها سوى على وعوداً أصبحت سراباً! ،
احصد هواء ، وغمر ماش !
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم