.
.
الذي يمُر به العالم و شعوبه قاطبة و ضاقت بهم الارض بما رِحُبت في هذه الايام و اصبح حديث الساعة يعد جائحة و كارثة كبرى عظيمة ارعبت العالم و ضربت اقتصاديات الدول و عطلت التنمية و البناء و شَلَّت الحياة اليومية للبشر في كل ارجاء الارض حيث لزموا بيوتهم بعد ان كانت حركتهم مليئة بالحرية و السعي الدائم بالعمل و حركة التنقل و السفر و الامن و غيرها ثم فجأة تعطلت حيلة البشر و أصبحت تلك الملايين مرعوبة مرتبكة و عاجزة عن إيجاد مخرج او حل امام هذا المصاب الجلل و الوباء المزلزل للأجساد و المجلجِل للنفوس حيث لا يملك الناس فيه أيةَ قوة او عبقرية و لا قدرة رغم علومهم المتفدمة و أبحاثهم العلمية و أدوية مصانعهم الطبية التي يتحدون فيها أمراض العصر مهما كانت ، لكن تلك الجهود فشلت في إيجاد علاج لفيروس لا يرى بالعين رغبة منهم في الخروج من الأزمة .
ان الاعتراف بعجزهم و ضعفهم ثم مراجعة أنفسهم و محاسبتها و التوبة من ذنوبهم و التخلص من الخطايا التى لوَّثت القلوب و إنهكت الاجساد هي بداية الخروج من هذه الطامة و لعل هذا الوباء ظهوره هو شحذ للهمم للمزيد من البحث عند العلماء و المتخصصين لاكتشاف عقاقير جديدة لاَي مرض يظهر فما انزل الله من داء الا و انزل له دواء عرفه من عرفه و جهله من جهله كما اخبر بذاك خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم ،
هذا البلاء هو فرصة لمراجعة سلوكياتنا الخاطئة في حياتنا مع مجتمعنا و ارحامنا و ابناءنا الذين قد لا نلتقي بهم كثيرا حيث اليوم ( البيت يجمعنا )
ان هذه الأزمة أكدت حبنا لولاة الامر و على حبهم لنا يحفظهم الله على تلك الجهود العظيمة و الجبارة لضمان و حماية هذا الشعب العظيم الذي يقف بجانب قيادته في جميع الظروف
انها ضخامة حجم اللحمة الوطنية التي بعيشها ابناء الوطن بالاستجابة لكل النداءات التي تقوم بها الدولة رعاها الله في الحد من أماكن التجمعات التي تسبب انتشار الوباء و عدم التجول و الاكتفاء بالبقاء في البيوت الا للضرورة تجنبا للاصابة به فليس بعد قرار ايقاف الصلاة في المساجد شيئ اعظم .
و لأننا نمر بهذه الأزمة علينا ان نتعامل معها بالحكمة و حضور العقل و ذلك بعدم التهويل و التضخيم و نشر الشائعات بل بنشر الطمأنينة في النفوس فهو منهج نبوي كريم قال تعالى : ( و قولوا للناس حُسنا )
الذي يتوجب علينا الان دون تردد او تأخير ان نستغفر الله و نتوب اليه تضرعا و خيفة طلبا في عفوه عنا لكي تزول الغمة التي أرهقت الامة ، كشما ان علينا تقديم الصدقات للمحتاجين فهي سبب في رفع البلاء و جلاء الغُمة .
و علينا ان لا نتجاهل أقوال آبائنا و امهاتنا الأوائل و فطنتهم حينما قالوا :
الخير يخُص و الشر يَعُم :
قال تعالى :
و ما نُرسل بالآيات الا تخويفا )
و ها هو الوباء قد مسَّ الناس جميعا بالضر ، فلنرفع أيدينا الى السماء لتلهج بالدعاء للخالق سبحانه و الاستغفار و التوبة لكي تنجلي الغُمة ، فالله جواد كريم و رحيم بعباده :.
( و قال ربكم ادعوني استجب لكم )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم