.
يبدو أن تراشق الإتهامات بين أنقرة وموسكو قد يصل إلى حد قطع شعرة معاوية التي لطالما كان الطرفان يحافظان عليها من أجل عدم الدخول في مواجهة سياسية عسكرية
ولكن كانت لإدلب كلمة الفصل حيث تباينت الأهداف والمواقف وزادت حدة الصراع مع إستمرار الدعم الروسي للقوات الحكومية السورية التي دخلت في مواجهة دامية مع القوات التركية في إدلب شمال سوريا وتكبدت فيها تركيا خسائر فادحة مادفعها إلى التهديد بقصف كل الأهداف المعروفة للنظام السوري
بدورها هددت روسيا تركيا برسالة على لسان نائبها في البرلمان فلاديمير زباروف قائلة" إن أي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق في منطقة إدلب السورية ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها"
ويأتي هذا التصعيد المتواصل بين الروس والأتراك بعد تبادل الإتهامات بين الطرفين بشأن إنتهاك إتفاقية سوتشي التي عقدت عام 2018 في مايخص مصير محافظة إدلب وحدودها الجغرافية
برأيي أن من يطلع على بنود هذه الإتفاقية يرى أن كلا الجانبين قد قاما بإنتهاك الإتفاقية تركيا تحشد قواتها وتتطلع إلى ماهو أبعد من إدلب وتقوم بدعم بعض من فصائل المعارضة بالسلاح وفي الجانب الآخر مواصلة الدعم الروسي للتقدم العسكري للقوات الحكومية السورية في إدلب وضرب نقاط المراقبة التركية مازاد من حدة الصراع العسكري بين الطرفين وتراشق الإتهامات وتصاعد نبرة التهديدات في التصريحات الرسمية
مادفع أنقرة إلى طلب المساعدة من المجتمع الدولي الذي يقف منذ بداية الأزمة السورية موقف المتفرج الذي لاحيلة له بين إنزواء أمريكا وتوغل الروس إلا أن واشنطن أعلنت عن دعمها لتركيا في بيان لها صرحت فيه بالوقوف إلى جانب تركيا وطلبت فيه وقف الهجوم الفوري الذي تشنه سوريا وروسيا وبعض القوات المدعومة من إيران !
مع كل أزمة تحصل في تركيا كنا نرى اردوغان يلوح بورقة اللاجئين والمهاجرين لإبتزاز أوروبا والتهديد بفتح الحدود وهو ماحصل بالفعل بعد تدفق المئات منهم نحو المناطق الحدودية متجهين إلى أوروبا ! الضحية دائماً في اللعبة السياسية القذرة هي الشعوب وأكثر من يدفع ومازال يدفع ثمن تضارب المصالح وفرض السيطرة وتقاسم النفوذ الشعب السوري الذي ابتلي بنظام حاكم ارتضى بيع شعبه وأرضه من أجل السلطة ولن تعود سوريا كما كانت إلا بتوحيد صفوف أبنائها والتخلي عن التطبيل للتدخل الخارجي ودعم الجماعات الإرهابية آن للشعب السوري أن يقول كلمته ..! وسط تكالب الأعداء وتخاذل الأصدقاء وأنانية الأهل والأصحاب !
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم