• ×

08:23 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

عبد العزيز بن محمد أبو عباة
بواسطة  عبد العزيز بن محمد أبو عباة

الرياضة وسيلة تجمع بيننا فلا تخربوها بالتعصب الأعمى

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.

تعد الرياضة أفضل ما عرفته البشرية في مجال التربية البدنية بضروبها المختلفة، فهي تعمل على بناء جسم الإنسان وتكسبه قواماً جميلاً ومظهراً حسناً نتيجة للمجهود الذي يبذله في ميادين الرياضة سواء أكان ذلك في كرة قدم أو كمال الأجسام أو كرة السلة ،وغيرها من ضروب الرياضة التي تمارس بموجب قواعد وأخلاقيات معينة بهدف بناء الجسم على قوام سليم بما يسهم في تعزيز صحة الإنسان ، وإظهاره بمظهر جميل وقديماً قيل العقل السليم في الجسم السليم، كما تهدف إلى التميز وتطوير المهارات وتقوية الثقة بالنفس، وهذا عن الممارسين للرياضة ولكن هناك من يتلذذ بهذه الرياضة ويشعر فيها بمتعة وهو المشاهد أو الذي يشجع الفريق الذي يحبه وهو يقدم مباراة حضارية تجعل أحاسيسه تتفاعل مع إبداعاته وفنونه الجميلة .
إن الرياضة هي وسيلة للمحبة والإخاء، فما تفرقه السياسية تجمعه الرياضة، وهذه قاعدة معروفة، فكم من بلاد بينها وبين بلدان أخرى مشاحنات وانسداد للأفق السياسي ولكن ما أن تعلن أن هناك مباراة بين الفريقين في أرض محايدة ويلتقي اللاعبون وكل منهما يسلم على الآخر ويضع كل منهما يده على صدره احتراماً للعلم والسلام الوطني للبلدين ، ثم يصافح بعضهما بعضاً ، فالرياضة إذن وسيلة للتقارب بين الشعوب ، كما أنها وسيلة لتحقيق الرفاهية للشعوب ، وكم من حيران فكت حيرته!!، وكم من إنسان يعاني من القلق والاضطرابات النفسية أدخلت عليه السرور وأخرجته مما كان يعانيه من اضطرابات ، كما أن الرياضة احيانا تكون مخرجاً نظيفاً للمتعة البريئة والمباحة في ظل الثورة الإلكترونية التي تعرض في أسواقها أنواعاً من المتعة الرخيصة التي تباع فيها أجساد النساء، والفساد الأخلاقي.
إن ظاهرة تشجيع الفرق الرياضية هي في حد ذاتها ظاهرة صحية إذا كان الهدف منها هو التطوير والمنافسة الشريفة التي تسهم بالإرتقاء بالعقول ، والمفاهيم التي تعزز للإبداع ، والمتعة الهادفة ، ولكن إذا تحول التشجيع إلى التعصب للفريق ضد الفريق الآخر بحيث يحدث نوعاً من التشنج والعصبية والتفرقة بين أفراد المجتمع فإن مثل هذا التشجيع يصبح معول هدم يصيب المجتمع في مقتل ويؤدي إلى الفرقة والشتاب وربما يؤدي إلى القتل ، والفوضى ، فخلال تأجج العواطف الغاضبة، تصبح كل الأسلحة مباحة للاستعمال بدءاً ببذاءة اللسان الموجه للخصم أو للفريق الذي يشجعه ولكن لم يكن راضياً عن أدائه في المباراة، أو إلى حكم المباراة الذي في ظنهم كان فاشلاً في التحكيم هذا غير إشهار سلاح العنصرية البغيض فكلنا قد سمع بعض الالفاظ العنصرية التي يستخدمها بعض المشجعين الأوربيين تجاه الجنسيات الأخرى من غير أصول أوربية، ولكن بفضل الله ورحمته أن مجتمعاتنا الإسلامية لا تصدر منها مثل هذه العنصريات ولكن الذي ظهر عندنا في السنوات الأخيرة التعصب البغيض للفرق الرياضية ، وقد وصلت العصبية عندنا للأسف إلى حد القطيعة والتباغض ليس في الملاعب والمجالس الخاصة فقط بل امتدت إلى داخل الأسرة فتجد الإخوة في البيت الواحد مختلفين لحد القطيعة للتعصب الرياضي وبلغ بهم الأمر إلى الانعزال وعدم الجلوس على طاولة واحدة وتناول الطعام معاً، بل إن أسراً تفرقت وتفككت واختلفت بسبب هذا التشجيع والتعصب الغبي لدرجة أن بعض الأزواج انفصلوا بسب الخلافات الرياضية ، ولا شك أن مثل هذه العصبية يرفضها الإسلام ويبغضها ، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ليس منّا من دعا إلى عصبية، أو من قاتل من أجل عصبية، أو من مات من أجل عصبية" وفي حديث أخر قال صلى الله عليه وسلم محذراً من العصبية " دعوها فإنها منتنة.." رواه البخاري ومسلم. وفي حديث أخر ورد في مشكاة المصابيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من دعا إلى عصبية فكأنما عض على هن أبيه." أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
وبعد هذه السياحة مع النصوص النبوية علينا أن نبتعد عن العصبية الرياضية ونشجع اللعبة الحلوة ، ولا نخرب متعتنا الرياضية بالتعصب الأعمى الذي يفرقنا ، ونفقد بسببه ديننا ، فهلا وعينا ذلك ، وجعلنا شعارنا نعم للرياضة الحلوة المبدعة لا للعصبية الرياضية والقطيعة التي تفسد حياتنا وديننا .

 0  0  909


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...