.
.
يبدو أن تصاعد حدة الصراع الأمريكي الإيراني سيكشف لنا حقيقة الكثير من الدول والجماعات والأحزاب في منطقة الشرق الأوسط والتي سارع بعضها إلى إبداء موقفها المعيب والمخجل بشأن مقتل سليماني وأداء واجب العزاء في طهران خلف كبيرهم الذي علمهم السحر حيث كان أول المعزين والمستنكرين
الرئيس "العجوز" ميشال عون الذي قلت فيه سابقاً صاحب الكفاح المزيف لم يخوض الحرب بشرف ولم ينال الهزيمة بشرف المهرول دائماً نحو السلطة ومن أجلها صافح أعداء الأمس وهو الآن في وسط أحضان عملاء إيران في المنطقة والخادم الأمين لخامنئي في الحكومة اللبنانية !
وممن لحق بركب المعزين لحظة مقتل سليماني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مشهد سقوط سياسي وأخلاقي صادم لمؤيديه من شعوب المنطقة وهو من يحاول أن يبقى في صورة المجاهد والمنافح والمقاوم لأجل القضية الفلسطينية وفي نفس الوقت الخصم اللدود لجماعة عباس في الضفة الغربية "حركة فتح" والذي ظل في انقسام حاد معهم حتى باتت القضية قضية تفرد بالسلطة لاوطن مغتصب وضاعت معها أحلام الفلسطينيين في وحدة فلسطين !
والمتناقض هو وجماعته في مواقفهم اتجاه قضايا الشعوب العربية تارة مع الحكومات وتارة مع الشعوب متقلبين في آرائهم لامبدأ لهم والحقيقة أن لاقضية لهم سوى السلطة ولايسعون إلا من أجل أهدافهم الشخصية وأهداف الجماعة وهذا واضح في تصريحات أعضاء الحركة وفي مواقفها السياسية ولاأكثر وضوح من الإنقسام الفلسطيني طيلة هذه السنوات في حين أن إسرائيل تواصل تمددها حتى غور الأردن !
لم يكتفي اسماعيل هنية من قتل القضية الفلسطينية بل وقتل معها الملايين من الشعوب العربية عندما وقف معزياً ونادباً على الهالك سليماني الذي أباد مدناً بأكملها وكان الراعي الأول لعملية التطهير العرقي والطائفي في سوريا والعراق واليمن واقفاً بين مناصريه يحشد الكلمات لتأبين المجرم في موقف أقل مايقال عنه سفالة واستهتار بأرواح الملايين ومن دون أن يراعي مشاعر المشردين والهاربين من نيرانه حتى هذه الساعة !
ولكي يكتمل مشهد سقوط الأقنعة لابد من الشريك الأساسي لخامنئي في تقسيم المنطقة وتوزيع التركة الجغرافية بين المشروع الفارسي والعثماني أردوغان اللاهث خلف زعماء الإتحاد الأوروبي لتقديم نفسه كحليف تحت الطلب والمتاجر بمصائب الشعوب العربية والداعم لجماعة الأخوان المسلمين ومشروع الإسلام السياسي المدمر للمنطقة ينعى هو الآخر القاتل سليماني ويصفه بالشهيد وهو الذي اصتطدم به في سوريا وكان العدو الأكبر للفصائل والتنظيمات المتحالفه مع الجيش التركي وهذا ليس بغريب على من قضى عمره السياسي ينافق ويناقض وعلى مايبدو أن حلقات الإنفصام السياسي والعسكري في عهد أردوغان لاتنتهي !
مقتل سليماني كان له الفضل في انتزاع الأقنعة وتعرية النفوس لإنهاء الجدل وتوحيد الصف بين شعوب المنطقة في مايخص سياسات المذكورين ومثل هذ المواقف تبقى بصمة عار لايطويها الزمن ولاتذهب بالتقادم لأن المعاناة كان أمر من العلقم على الجميع والخسائر لاتعوض وصور شهداء المرحلة باقية كجرس التنبيه في أذهانهم..!
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم