.
إن كل مجتمع له ثقافته وانتماؤه الوطني ، ونحن المسلمون نعتز بعقيدتنا الإسلامية السمحة والتي جاءتنا نقية بيضاء من غيرسوء ، ونحمد الله عز وجل أن جعل شعار كلمة التوحيد يتوشح علم بلادي وهي نعمة عظيمة ، فكلمة التوحيد هي التي وحدت بلادنا وأسهمت في أن تكون المملكة ضمن الدول الأكثر استقراراُ من حيث الأمن الفكري ، ولذا لا بد من المحافظة على قيمنا وثقافتنا بعيداً عن التطرف والأفكار المستوردة التي تريد النيل من وحدتنا ومن ولاة أمرنا من العلماء والأمراء وهي مسؤولية الجميع .
وفي تصوري أن الأمن الفكري لا يتأتى إلا بطاعة قادة هذا البلد و العلماء والأمراء والرجوع إليهم في الملمات والنوازل والاستنارة بعلمهم وفهمهم واستنباطاتهم يقول تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ ) فالعالم كما ذكر علماؤنا ومنهم الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ هو الذي يبلغ حكم الله تعالى ، والأمير ينفذ حكم الله تعالى، فالواجب على أفراد المجتمع أن يسمعوا لعلمائها في الحق وأن يسمعوا لأمرائها في المعروف وطاعتهم في الخير والنصيحة لهم إذا وقع منهم الخطأ والزلل اتباعاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً ، يرضى لكم : أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.
ويكفي فخراً أننا في المملكة نعيش في أمن وأمان ، فالأسرة ومكوناتها محل تقدير الدولة فهي مصانة، ومن المعالم التي يتميز به مجتمعنا أنه مجتمع يتسم بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقد معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا) وهذه نعمة عظيمة لا تتوافر في كثير من الدول وبخاصة تلك التي تعاني من الحروب ، وحق لكل من يعيش في هذا الوطن أن يفتخر به ، ولا ينبغي له أن يستمع إلى الأفكار والآراء الهدامة التي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب، فلقد رأينا تلك الدول التي تحمل أفكاراً بعيدة عن ديننا تعيش الظلمات والحروب.
ولحماية المجتمع من الأفكار المنحرفة لابد أن تكون هناك محاضن تربوية تعزز للانتماء الوطني ، وتوجه الطاقات نحو البناء والتعلم والاستفادة من التجارب والخبرات المتراكمة التي تتوافق مع توجهاتنا الفكرية بما يسهم في تقدم الوطن وازدهاره، ومن أهم المحاضن التي تقوم بتعزيز الأمن الفكري: البيت و المسجد، والمدرسة، والأندية الثقافية والرياضية، فهذه المؤسسات مهمة وضرورية في تقديم الإرشاد والتوجيه النفسي والسلوكي والاجتماعي والتربوي والتعليمي، والنشاط الرياضي والثقافي لأفراد المجتمع، كما تلعب هذه المؤسسات دوراً مهما في ملء أوقات الفراغ عند الشباب وشغلها بما يفيد من أنشطة نافعة للفرد والمجتمع، وهذا لا يتأتي إلا إذا كان لهذه المؤسسات رؤية ورسالة واضحة في الحفاظ على أفكار وتقاليد المجتمع.
إن تعزيز الانتماء الوطني، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب يقتضي بناء العقول وإرشادها إلى العلم والمعرفة والعمل بما يعزز التقدم والتنمية ، وبما يسهم في تحقيق رؤية 2030 في الوصول إلى مجتمع حيوي يوفّر للجميع حياة كريمة وسعيدة .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم