• ×

08:23 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

مي العصيمي
بواسطة  مي العصيمي

سلطة الجماهير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.

الإنتفاضة الشعبية الأخيرة في كلاً من إيران والعراق ولبنان تمثل تحول مهم جداً في الخارطة السياسية لهذه الدول خروج هذه الحشود الغاضبة إلى الشارع ترفع شعارات سياسية وأخرى ساخرة من طريقة تعاطي رجال الدولة بمن فيهم رجال الدين تحديداً مع متطلبات وحقوق المواطن وماوصلت إليه أساليبهم في استغلاله وسرقة حقوقه والضحك عليه والتلاعب به بإسم الدين وقداسة المعمم الذي جاوزا كل الخطوط الحمراء للوصول إلى أهدافه الشخصية !
منذ أن وصل هؤلاء المعممين إلى السلطة بمباركة المرشد الأعلى في طهران تحولت العراق ولبنان إلى ساحات تجييش وتدريب للميليشيات وتصفية الخصوم وخطف الدولة من باقي مكوناتها وإثارة العنصرية الطائفية فصار لكل معمم ميليشيا خاصة به تعبث بإسمه من غير مسائلة بفضل حصانة تلك العمائم !
وفي ضل انغماس المعمم بملذات الدنيا متناسياً أفواه تلك الشعوب الجائعة تتحرك أقدامه نحو الفقير كل ما أراد أن يشعل الفتنة بين المذاهب وإذ به ينسلخ تدريجياً عن مبادئه ويتناقض مع دعواته الأخلاقية ليقف أخيراً في وجه المواطن الثائر يعترض علناً على مطالبه ويشهر بندقيته في وجهه ويسفك دمه ظناً منه أن العودة إلى حفلة التنكر بالعمامة ممكنة بعد ذلك ؟!
مع كل أسفي "لقداسته" أن الجيل الذي يخرج الآن غالبيته من الشباب المتعطش للحياة والسلام والإستقرار هذا الجيل يعي حقيقة هذه العمائم جيداً جيل لايرتبط بخرافات ودجل المعممين ولايعتد بقداسة تلك العمائم وهو من يرى بعين الوعي أن رجل الدين بشر ولاأحد فوق النقد والسؤال والمحاسبة جيل يريد تأمين حياته وحياة أبنائه رافضاً أن يشتري الوهم ويبيع نفسه بثمن بخس
إن تلك الشعوب عانت كثيراً والتجربة المريره علمتها أن تقف مجتمعة ضد مبدأ تصدير الثورة الإسلامية المشروع الذي راح ضحيته الكثير من الأرواح البريئة بينما صاحب القداسة هو وأبنائه في رغد العيش يسبحون !
ربما يطول بتلك الحشود المقام في الساحات ولكن لابد لهذا الليل أن ينجلي وأن تشرق شمس الحرية المعركة باتت معركة وعي وجيل جديد لاتنطلي عليه الدعايات التحريضية والأكاذيب التاريخية !
العصر القادم هو عصر هذه الجماهير الواعية بمصالحها وقوتها التي تشارك في السلطة
لاعصر الدكتاتور الأعظم ولا القديس المنزه !
فهي التي من أعماقها سالت جداول الدم الغزيرة الضرورية لإنتصار أي عقيدة أو إيمان
ولكن هذه الجماهير الغاضبة إن لم تجد من يقود دفتها إلى تحقيق مطالبها بالطرق السلمية وأخذها بالقانون ستكون كالريح العاتيه لاتبقي ولاتذر أو أن تعود إلى بياتها من جديد ولاتستيقظ إلا بعصا القرارات الحكومية المجحفة ..

 0  0  698


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...