.

.

.


أيا شقراءُ.. ساحرتي وفاتنتي وغاليتي
أهل أمضي؟
أفارق تلكم الأفياءَ والأشياء .. لا ألوي على أحد؟
وملء فؤادي الآهات والتحنان والحب؟
أأغلق صفحة الماضي بألف رتاج
وأفتح صفحة أخرى لأبدأها من الصفر
أجيبيني بحق الواحد الأحد!
بحقّ التسعة الأعوام من بعدٍ عن البلد
وكنت رفيقة العمر وأنسَ الليل حين أتوقُ للنظر
لوجه البدر مكتسيا بأنوار بلا عدد
أعاين حسنَ رونقه وبسمَته
يفضّض نوره بيتي .. جمالا ما له آخر
بذاكرتي طيوفٌ كم تعاودُني
وأذكر حال قلبي الغضّ في أفيائك النُّضُر
هنا أنبتّ أزهاري ..هنا أبدعتُ أشْعاري
هنا كانت ثمار الحبِّ قد قطفت
ومن تربك..وماؤك كان أحياها
بقدرة ربك الأحد
أبَعد البعد عن بلدي وأصحابي وجيراني
وضحكات الهوى الممراح في الوادي
نسيت الطير ممدودا جناحاه يقبِّل شاطئ النهر
وصرت وليس في ذهني سوى مَغناك يا شقراء
وأرضك تلكم الخضراء تنبت في شراييني وأعصابي
وتضحي وهي لي دارٌ وأحبابٌ وجيران
ذرفت الدمع مدرارا..أكاد أحسه نارا
كذا أمضي؟ بلا قبلٍ على الخدين أو ضمّ
لقد أبقيت يا شقراء آثاري
ترانيمي وأشعاري.. وألحاني وقيثاري
وتعرفني هنا خنساء مزماري
فإن أكُ بعدُ ذاهبةً فقولي نبضَ إحساسي
وقولي أنت يا سمراءُ روحُ الحسّ في " شقراء"