• ×

08:08 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

الوطنية لا تحفظ بل تستشعر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.




كل الدول حب أرضها وممتلكاتها من قبل أهلها يعد وطنية فقط ، ذلك لأن حب الموطن فطرة في الكائن أيا كان مكان معيشته.
لكن المملكة العربية السعودية تختلف عن بقية البلدان بما خصها الله من وجود قبلة المسلمين فيها.
فمن هذا المنطلق لا يكون حب المملكة العربية السعودية والحفاظ على أمنها واستقرارها شأن بسيط ووطنية فقط ، ولكنها زيادة على ذلك دين وقربة إلى الله عز وجل ، فمتى كانت هذه البلاد آمنة قوية محمية أمن قاصدها واطمأن وهو يؤدي فريضة الحج وأداء العمرة .
كما أن الوطنية استشعار و حب وانتماء للأرض وللمجتمع ، يكمن في النفس والقلب لا يأتي عن طريق نص يمكن كتابته وتجويد عباراته وحفظ عن ظهر قلب ، ولكن الإحساس بالأهمية لتراب الوطن والاحتماء به والذود عنه ونصرته وأنه لا بديل عنه يعد هو المجسد للوطنية على حقيقتها ، حتى إن الفرد يخشى على وطنه من أي تخريف أو فساد أو عبث ، فتكون عينه مفتوحة تراقب ما يجري حوله فيمنع عنه أي شر .
لقد كان أجدادنا يطبقون الوطنية بكل معانيها وإن لم يعلنوا للناس أنهم وطنيون ولكنهم في الواقع وطنيون بالفعل لا تجد في محيطهم من يعبث بشيء من أرضهم ومواردهم أو يكدر صفوها أو ينشر بين مجتمعهم أفكارا هدامة .
كما أنهم كانوا يربون أولادهم على الصلاح وخدمة المجتمع والسعي بكل ما أمكن من أجل بلادهم ، ويفخرون بأن أرضهم ومجتمعهم تتجه دوما ناحية الرفعة ولا يرضون بالدونية والانهزامية ، حتى ولو كانوا يعانون كثيرا من قلة الموارد والفقر والحاجة إلا أنهم أغنياء النفوس .
نحن اليوم نريد أن يتشرب أولادنا حب وطنهم وهذا لا يتأتى إلا من خلال رؤيتهم للنموذج الحي الفاعل الذي نقوم نحن به حتى يقتدوا بنا.
وإذا كان الأمر فيما مضى سهلا يوم أن كان العالم أقل انفتاحا على بعضه ، فإنه اليوم أشد تعقيدا بسبب هذا الانفتاح الذي يشبه الطوفان في اجتياحه لكل ما أمامه ، مما يتطلب منا مزيد من الاهتمام وبذل أقصى جهد سواء في التعليم والتربية أو الإعلام أو الأسرة ، والمصيبة أن وسائل الهدم كثيرة بينما عوامل البناء تقاوم وتحتاج الدعم والمساندة ، و إن لم نكن يدا واحدا من أجل وطننا فسوف نفقد الكثير وتطول علينا الليالي المظلمة ، في الوقت الذي يسير العالم بسرعة البرق ولا مكان لمن يسير على قدميه ماشيا والوسيلة تعدت سرعة الضوء.
إن الوطن الموحد اليوم والذي من نعم الله سخر له رجالا يسهرون الليل مع النهار من أجل أمنه واستقراره والذي من قبل ضحى الملك عبد العزيز ورجاله بالجهد والنفيس حتى استقرت الأوضاع بحمد الله ، هذا الوطن أمانة في عنق كل واحد منا بحسب موقعه ، وعليه أن يحافظ عليه ولا يسمح لعابث فيه أن يعبث ، فكل أمن وكلنا يد تبني وكلنا يخدم المجتمع لكي يبقى متماسكا لا يجد العدوان ثغرة ينفذ منها ، كما أن من عاش على أرض هذه البلاد وأكل من خيرات وهبها الله فيها وشارك أهلها الحياة وصار كفرد منهم ، عليه واجب رد الجميل وحفظ المعروف وعدم الجحود ، فما أقبح الجحود و أبشع نفوس الجاحدين له.
وأخيرا ليعلم كل منا أن هذه البلاد موعودة بالاستقرار والأمن فالحرمين والقبلة آمنة يقصدها المسلمون عبر التاريخ ، فمن نصرها وناصرها فقد كسب لنفسه خيرا كثيرا ومن عاداها فما قصة أصحاب الفيل عنه ببعيد.

 0  0  580


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...