• ×

09:36 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

حج مبرور وذنب مغفور.. تتشرف المملكة كل عام بخدمة الحجاج والزوار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بالأمس ذرفت دموع الحجاج وأهلهم و ذويهم وهم يودعونهم لرحلة الحج تلك الدموع الوداعية هناك في بلدانهم والقلق يسيطر عليهم .
وما هي إلا ساعات حتى ذرفت دموع الحجاج جراء رؤيتهم لبيت الله في أمن وأمان بين إخوانهم السعوديين ومسلمي العالم كله .
كانت الدموع الأولى دموع المعاناة من الانتظار لتمام هذه الرحلة و إتاحة الفرصة لهم وهم في بلدانهم البعيدة وبعد إجراءات هناك تطول وتطول و قد تاقت نفوسهم لسرعة الوصول وخوفا من المعوقات التي قد تعرض لهم ، ومع طول انتظارهم تزداد لهفتهم و اشتياقهم .
لكنها انزاحت عن قلوبهم الهموم عندما دخلوا أراضي المملكة العربية السعودية متفائلين مستبشرين ترتسم على شفاههم الابتسامة وتنساب من عيونهم دموع الفرح المريح ، و عندما رأوا بأعينهم و لمسوا بأنفسهم خدمات السعوديين ( دولة وشعبا ) وتفانيهم في تلك الخدمة الجليلة التي هي في الأساس خدمة دينية وإنسانية تعودنا عليها منذ أن أكرمنا الله بخدمة ضيوف الرحمن والمسجد الحرام.
ليس هناك سعودي إلا وهو مستعد لتقديم ما يستطيع تقديمه من خدمة عن طيب نفس ، فكلما حل موسم الحج ترقب السعوديون تلك المناسبة وبادروا ، يحدوهم المسارعة لطاعة الله ورسوله و الحب والإخاء للمسلمين.
هذه الخدمة والأريحية لم تكن وليدة اليوم بل هي تاريخية قديمة ، فلم تكن الطرق ميسرة فيما مضى ولا المواد الغذائية متوفرة ولا المعالم لطرق الحج واضحة وكان الحجاج يأتون إلى مكة المكرمة على الإبل أو مشيا على الأقدام ، وكانت البلدان في كل أنحار المملكة تستقبلهم بالفرح مرحبين بهم يستضيفونهم في البيوت والمزارع والطرقات وقد هيئوا موارد للمياه تعينهم على التزود منه لرحلتهم الطويلة.
يرشدونهم ويزودونهم بلوازم الرحلة و الطعام ويرافقونهم مسافة تؤمن لهم الطريق حول أقاليمهم خوفا عليه من أي شيء يعترضهم في تلك المفاوز والقفار والصحاري التي لا تخلو من الأخطار .
واستمر الأهالي في خدمة الحجاج سنين عديدة بجهود ذاتية بسيطة محدودة ولكنها تنم عن قلوب محبة ونفوس طيبة ، رغم الحاجة والفقر الذي يعاني منه جميع السكان تقريبا ، كما عانى الحجاج أنفسهم من بعد المسافات واتساع المساحات وما يعرض لهم من التعب والمرض وفقد الرواحل أو المؤنة وأيضا المتاهة في الدروب وخطرها حيث لا اتصالات ولا تواصل ولكن مع هذا التعاون يسر الله لهم كل عسير .
وبعد أن استقرت الأوضاع في الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية وفتح الله عليها من أرزاقه وفضله بقي السكان على سجيتهم وازدادت حماستهم أكثر وأكثر وخصصوا بعض ما في أيدهم لخدمة ضيوف الرحمن بكرم وسخاء ولم يبخلوا بشيء ، بل ساهموا بأنفسهم وأولادهم كبارا وصغارا فانضموا للجنود وللكشافة والمتطوعين طيلة أيام الحج ابتداء من استقبالهم عبر المنافذ و حتى توديعهم على الحدود سالمين غانمين .
. لقد سخرت المملكة العربية السعودية كل جهودها لهذه الشعيرة الإسلامية ومنحت الغالي والنفيس لبيته الحرام وتيسير الحج وهي لا تمن بما قدمته فهي تعتبره واجبها وشرف لها أن اضطلعت بهذه المهمة وأعانها الله عليها.
ولنا أن نتصور الجهد في إدارة أعداد كبيرة من الحجاج تصل إلى الملايين ، وتأمين سلامتهم والحفاظ على صحتهم وراحتهم ، ورغم صغر مساحة المشاعر أمام الحشود التي تصل إلى مليونين وثلاثة وأكثر في وقت واحد وتتحرك في الاتجاه نفسه كل مرة إلا أن الله أعان على تنظيمهم وتأمين راحتهم وسلامتهم.
وبحسبة تقريبية تتزايد كل عام يتضح بعض ما تعطيه المملكة خدمة لضيوف الرحمن غير تهيئة وتوسعة الحرم والمسجد النبوي كالتالي:
أكثر من 250 ألف رجل أمن ، ومثل هذا الرقم من الخيام ، وأيضا 32 ألف متطوع 21 ألف حافلة وسائق 23 ألف ممارس صحي 42 ألف بين مهندس وموظف ومراقب 109 مركز اسعاف 1088 مسعف 25 مستشفى 109 مركز صحي 118 فرق متنقل كما أن العلاج مجانا و الأدوية و المشروبات والوجبات.
وبحسب ما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء بلغ عدد الحجاج لهذا العام1440هـ ( 2.489.406 حجّاج) منهم 1.855.027 حاجًّا من خارج المملكة و 634.379 حاجًّا من الداخل .
وفي العام الماضي 1439هـ بلغة عدد الحجاج 2.371.675 حاجًا.
بالمقارنة فقد بلغ أعداد الحجاج في العشر السنوات الأخير من عام 1430 إلى 1440هـ ، وفق ما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء كالتالي:

image

 0  0  970


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...