• ×

09:08 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

بدر بن محمد الغامدي
بواسطة  بدر بن محمد الغامدي

هل لك أسرار

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
إن من المسلّمات التي تقررها فطرة البشر، أن الإنسان يميل بطبيعته إلى بني جنسه، ويميل أيضا إلى بني جلدته، تكون بينه وبينهم رابطة وطيدة وعلاقة وثيقة. وهناك مؤشرات عدة تضيء أمامنا لتدل على عمق هذه العلاقة الإنسانية، ومن مؤشراتها هو ما يكون بين الإنسان والآخرين من أسرار تدور بينهم وتكون محفوظة عندهم، فتكون دالة على عمق هذه العلاقة التي بينهم في أغلب الأحيان، وكان لزامًا أن يكون للإنسان أسرار مع الآخرين مسايرة للحياة الاجتماعية. وحديثنا عن أسرار الإنسان مع الآخرين هو جانب واحد فقط في عالم الأسرار، لكن حديثنا عن الجانب الآخر هو في الحقيقة الجانب الأساسي في عالم الأسرار، ألا وهو أسرارك مع الله سبحانه وتعالى، ونقصد بها العبادات والطاعات التي تأتي عن طريق الخفية والكتمان.
السؤال الحقيقي الآن، هل لك أسرار مع الله؟! هل لك أسرار تخفيها عن أعين البشر وتكون خبايا بينك وبين الرب سبحانه و تعالى؟! اسأل نفسك و قَلّب صفحات اعمالك، هل تجد فيها أسرار مع الرحمن ، أو على الأقل سر واحد ـ على الأقل ـ مع الكريم المنان.
أخي أيها الساعي في مضمار السباق إلى الجنات، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدًا، منذ مدة وأنت تسابق على فعل الطاعات، ولكن معظمها تكون جماعية أمام مرأى ومسمع من الناس، وهذا خير لا نشك فيه، بل إن منها ما يكون لزامًا أن يؤدى جماعيا، لكن المتأمل في مضمار السباق إلى الجنات في مضمارها السري ـ إن صح التعبير ـ نجده قل فيه العاملون في عدة لحظات بزماننا هذا. والمتأمل أيضا في سير سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، بداية من معلم البشرية نبينا الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم ليجد إشراقات عدة تبعث في القلوب الهمة العالية للاجتهاد بالسباق في هذا المضمار. وحقيقة لو استنطقنا التاريخ بذكر نماذج في هذا المجال لطال بنا المقام، ولكن هي إشارة، واللبيب مثلك يكفيه ذلك.
همست في أذنه فأسررت له : هي أيام قلائل نعيشها الآن، لنستغلها في الانطلاق بهذا العالَم ، ثم لنستمر عليها طيلة حياتنا. فلا تتردد، وانطلق من الآن . فرُبّ خبيئة بينك وبين الله تكون سببا لنيل مغفرته. اللهم اغفر لنا يارب .

image


image

 0  0  3.6K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...