يوافق يوم الأحد 13/1/1440هـ 23/9/2018م مناسبة اليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة العربية السعودية التي أسسها وثبت قواعدها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (رحمه الله ) منذ استرداد مدينة الرياض عام 1319هـ حتى تأسيس أكبر وحدة عقدية سياسية في شبه الجزيرة العربية وإعلان اسمها المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ 1932م.
إن تأسيس المملكة واستكمال بنائها من موحد هذا الكيان وبنوه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله (رحمهم الله) حتى عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهم الله) معجزة في البناء ومفخرة في الأسس التي قامت عليها شريعة ومنهاجا.
إن هذه المناسبة الخالدة في حياة كل سعودي فرصة تذكرنا بمرحلة البناء والجهد الذي بذله المؤسس (رحمه الله) لبناء هذه الدولة على الأسس الشرعية والثوابت الراسخة التي يفخر بها كل سعودي على وجه الأرض وهو يتذكر قصة تلاحم أبناء هذا الوطن من عهد الأجداد والآباء إلى هذا العصر الزاهر الذي نعيشه ونسعد به في وقت يعج العالم من حولنا بالاضطرابات والفتن والأحداث المتسارعة والتغيرات المختلفة، عالم مضطرب تنتهك فيه الحرمات وتسيل فيه الدماء وتضرب الفتن فيه أطنابها، وبلدنا ينعم بالاستقرار ورغد العيش والقوة المتنامية لدولة يعدها العرب والمسلمون قبلتهم الشرعية وملجأهم في الملمات ويقصدها ساسة العالم ويخطبون ودها؛ لما لها من سمعة وتأثير في محيطها الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي.
وتأتي هذه المناسبة في سنوات الرؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 التي يتبناها ولي العهد السعودي ويتابع خطوات تحقيقها واستشراف مسيرتها ورصد نجاحاتها في إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد والتنمية وتحقيق وثبة لفتت نظر العالم شرقًا وغربا، وهاهي تعيش أزهى عصورها الذهبية في الأمن والاستقرار والرخاء والتقدم العلمي والتقني والسمعة العالية خليجيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليا.
إن نجاح المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حدودها وحقوقها جعل لها هيبة إقليمية يخافها الأعداء دولاً ومنظمات، ويقدرها ويسعد بها الأشقاء والأصدقاء، وما نجاحها في الدفاع عن حدها الجنوبي ودعم الشرعية في اليمن الشقيق وقيادتها للتحالف العربي الذي أعاد هيبة العرب ومجدهم، ومبادراتها لإطفاء بؤر الالتهاب والفوضى في محيطها العربي ونجاحها المتميز في الحج والعمرة لملايين القاصدين، واستثمار مواردها الطبيعية والجغرافية كمشروع نيوم والجزر والقدية وتطوير أنظمة الاقتصاد والمشروعات إلا أمثلة لعلو كعب هذه الدولة الإقليمية المتنامي دورها عربيًا وإسلاميًا ودوليًا في خدمة السلام ومحاربة الإرهاب.
إننا أبناء هذا الوطن نعيش في بحبوحة من العيش والأمن رغم تسارع التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجاذبات الإقليمية في العالم من حولنا، ولكننا أبناء الحزم والعزم تزيدنا الأحداث قوة والتحديات نجاحًا في الاستثمار والتنمية، نسأل الله لوطننا القوة والمنعة ولجنودنا في الحد الجنوبي النصر والتمكين ونسأله أن يحفظهم وينصرهم ويتقبل شهداءهم في الخالدين، وأن يحفظ علينا وحدتنا التي هي مصدر عزنا وفخرنا، وأن يكبت أعداءنا ويجنبنا كل شر وفتنة، وأن يحفظ قيادتنا الراشدة وعلى رأسها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يعيد مناسبة اليوم الوطني وبلادنا ترفل في ثياب العز والمجد والمنعة والرخاء.
* أستاذ مشارك في المناهج وطرق التدريس
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم