تتعاقب الأيام وتمضي إلا أن أرشيفها يبقى محفوظا لمن بذل جهدا وكان له بصمة عطاء فيها .و دائرة النور لا يختفي ضوؤها عن البارزين.
من تلك الشخصيات صاحبة التجارة والجاه : هيلة بنت سعد بن مريح ( هيلة المريحية) من شقراء .
فهذه الشخصية باقية في ذاكرة المؤرخين والكتاب ودونتها أقلامهم ، فهي نموذج لافت في مجال التجارة والتعامل والعفة والشرف والهمة العالية والإجلال والتقدير من مجتمعها . ذات يد بيضاء في الخدمة الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة ذوي الحاجات .
ذكرها مؤلفون من شقراء كالدكتور محمد بن سعد الشويعر في كتابه: شقراء ، وأيضا وصفها أبو عبد الرحمن بن عقيل و كتب عنها الأستاذ : محمد بن عبد الله الحسيني في كتابه الطريق إلى شقراء ، باعتبارها من أشهر تجار شقراء في زمنها .
عاشت المريحية في زمن الدولة السعودية الثانية ، في نهاية القرن الثالث عشر وربما امتد بها العمر إلى العقد الأول من القرن الرابع عشر .
كانت تحضر مجالس الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد المتوفي عام 1315هـ ، فمن المؤكد أنها عاشت قبل هذا التاريخ ، كانت ذات كرم وشجاعة وشهامة "بابها مفتوح يفد إليها ذوو الحاجات كما يحتمي بحماها أثناء الأسفار كثير من الرجال وأهل التجارة" ذات عقل راجح وسريعة البديهة . تتابع تجارتها بنفسها رغم ضعف الأمن وكثرة المخاوف في تلك المفاوز ، تلبي حاجات من يفد إليها بجاهها ومالها ومكانتها عند ولاة الأمر و ذوي الجاه ، ومن شجاعتها أن " بلدة تعرضت لغارة اعتداء وكانت في تلك البلدة وقت الغارة فحركت النساء في تلك البلدة وألبستهن ملابس الرجال يحملون من يشبه السلاح من عصي وملثمين ، مما أجبر المغيرين على البلدة على الهرب ظنا أن هــؤلاء مدد من الرجال "
كانت تملك مزرعة شرقي شقراء سميت المريحية على اسمها ، وأما تجارتها فمشهورة ، لديها قافلة من الإبل تحمل عليها تجارتها إلى بلدان قريبة وبعيدة ، وملكت ثروة كبيرة من تلك التجارة حتى اشتهرت واعتبرت من كبار التجار في شقراء ، وكانت تفد على الإمام فيصل بن تركي رحمه في الرياض (توفي عام 1282ه ) .
وساهمت في دعم الحياة الاجتماعية في بلدتها شقراء ، فمن ذلك إقامة سد المياه على وادي الغدير وهو من الأودية المهمة ، ويكفي أن تجارتها الواسعة فتحت المجال لمن يعمل فيها من رعاة ورفق و وحراسة ومعاونين ، فلها قافلة تقوم بـ ( الحدرة ) ناحية الأحساء و الكويت ، والحدرة تعريف للقوافل التي تنحدر وجهتها ناحية الشرق ، وعكسها تسمى ( الهبط) ناحية الحجاز فللمريحية قافلة أيضا إلى الحجاز ، كما أن لها نشاطا تجاريا آخر مع ( النواويد) وهي من أهمها وتعني التجارة مع البادية في أماكن رعيهم .
ونشاطها كلها وهذا بالذات أهميته أنه يحرك الاقتصاد سواء في الحضر أو البوادي ،فيسوق الإنتاج المتفرق كالسمن والاقط والفرش والأغنام والإبل والخيل ..الخ فكان عمل التجار ومنهم (المريحية ) يتم غالبا بالمقايضة فلديها ما يحتاجونه ولديهم سلعا يبيعونها ، يستفيدون مما معها من بضائع وتستفيد هي أيضا مما لديهم من إنتاج .
وصفت المريحية "بالعفة والشجاعة والتصرف بحكمة وكانت تقوم بأعمالها وتعاملها وعليها عباءتها ولا تتخلى عن الحجاب ولم ير أحد وجهها ، وكان علية القوم يجلونها ويحترمونها "
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ابراهيم اليحيا بن مريح
اباهيم اليحيا بن مريح شكرا للكاتب ولقبب بن مريح ينتسب لهيله المريحيه
09-08-2019 06:22 مساءً
الرد على زائر
ابراهيم اليحيا بن مريح
جدي سعد بن مريح اطلقت لقب بن مريح عليه خالته هيله المريحيه
13-08-2019 04:49 صباحًا
الرد على زائر