ابراهيم بن عبدالعزيز الثاقب " رحمه الله "
ودَّعت الوشم وحاضرتها شقراء
في الأسبوع الماضي "المهندس" إبراهيم بن عبدالعزيز الثاقب رحمه الله رحمةً واسعة وجعل ما قدمه من أعمال وخدمات جليله في ميزان حسناته.
عاش - رحمه الله - في هدوء ورحل في هدوء أيضاً رغم أنه كان الملجأ الأول والأخير بعد الله للفلاّحين في المنطقة وخارجها لما كان يتمتع به "المهندس إبراهيم" من موهبة فريدة وإتقان للمهنة وأمانة وذمّة في إصلاح مكائن ومضخات المياه الجوفية التي يعتمد عليها –بعد الله- معظم المواطنين آنذاك إذ كانت الزراعة هي الحرفة الأساسية لغالبية سكان القرى والأرياف ومصدر رزقهم ومعاشهم الوحيد.
كان رحمه الله لايتوانا في تلبية نداء أي فلاح في كل وقت وتحت أي ظرف بكل رحابة صدر وأقل أجر لعلمه رحمه الله بالنتائج الكارثية على هؤلاء البسطاء لو توقف ري مزارعهم ولو لبضعة أيام معدودة.
بل كان رحمه الله لا يستوفي أجرته منهم ولا يطلبها حتى يبادر الفلاح نفسه بالسداد حسب مقدرته وبالمبلغ المتاح لديه متى ماتوفَّر .
كسب رحمه الله إحتراماً وتقديراً بالغين من الجميع - ليس فقط بسبب ما وهبه الله من قدرات مهنية فائقة ودأبة على تلبية نداء الناس وقضاء حوائجهم عندما يكونوا في أمس الحاجة لها بل لما أنعم الله عليه به من دماثة الخلق وحسن المنطق والهدوء والروية إذ كان مُقلاً في الكلام جزلاً في الإنجاز. وكان - رحمه الله - يُعاتب الفلاحين عندما يبالغون في إكرامهم له أثناء عمله لديهم لبساطته وتواضعه أولا ولمعرفته بأحوالهم المادية ثانيا.
كانت السيارات آنذاك محدودة جدا فإذا جاءت سيارة إلى إحدى قرى الوشم فإنها تكون "مزاراً" لأبناء القرية. وقد يدفعهم الفضول وشقاوة الصبيان إلى ركوبها بل والعبث بها أحياناً. لكن سيارة "المهندس" رحمه الله كانت تحضى دائما بحصانة ذاتية لم يفرضها عليهم الخوف من صاحبها بل إحترامهم وتقديرهم له.
رحم الله ابا عبدالعزيز إبراهيم الثاقب وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله خير الجزاء نضير ما قدمه من خدمات جليلة عندما كانت الظروف قاسية والحياة شحيحة.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم