• ×

07:05 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

عيب يا أصحاب السخرية والطقطقة "قيادة المرأة للسيارة"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.


.


.





هذا المقال لن يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لقيادة المرأة للسيارة من حيث الرفض والسماح ، والرأي الخاص حول ذلك ، ولا تحليل الآراء حولها أو الجمع بين متناقضاتها.
لكن مما يؤسف له ونحن اليوم في أوج العلم ونوره والمعرفة وارتفاع مستوى الوعي والثقافة ، وما ننعم به من التلاقي والتلاحم و الوحدة ، وحبنا لمجتمعنا وتقديرنا له بكل أطيافه وأصنافه وأفراده ، وما يرتسم في أفق علاقاتنا ببعضنا وحياتنا من انسجام تام ، مما يرسف له أن يتسلل داخل نسيجنا الاجتماعي مهازل من بعض وهذا البعض ولله الحمد قليل جدا من الفئات التي فقدت الحس الاجتماعي والانتماء له ، وذلك بالدخول في سخرية و" طقطقة " كما يسمونها وهي أسلوب سوقي ساخر هزيل مرفوض يتعدى على خصوصية الغير ، يتناولون فيه المرأة ، وجزئية من حقها وهو قيادة السيارة ، وهذا التناول لا يرقى إلى فكر نير ولا رؤية متبصرة أو استشارة ورأي أو توجيه وإرشاد والأخذ بأيدي بعضنا بعض ، بل ينحدر بالأسلوب الهابط ، وربما يعطي فكرة لمن لا يعرف مجتمعنا أننا غير جادين في قضايانا ونقاش ما حولها ، خاصة ونحن اليوم نقول ونتعامل على المكشوف للعالم وتحت بناء لا سقف له في عالم التواصل الاجتماعي ومواقعه وفضائيات تفرح بالغث والهزيل قبل النفيس والسمين.
المرأة في مجتمعنا معززة مكرمة ، وقيادة السيارة من عدمها موضوع له من يقدر ظروفه ووقته و طريقته وأسلوبه وتفاصيله ، ولست هنا بصدد قبوله أو رفضه ، فهو حق خاص بالمرأة تقبله أو ترفضه كما أن للرجل حق قيادة السيارة أو تركها ولم يسبق أن نوقشت مسألة قيادة الرجل للسيارة ، وإنما الذي يناقش هو مدى الالتزام بقواعد المرور والسن القانوني ومع ذلك فكثير من صغار السن والشباب الذي لا يحملون رخصة قيادة يقودون سيارات ويهددون مستخدمي الطريق ويرتكبون مخالفات كثيرة من السرعة والتفحيط والدوران الذي لا مبرر له ، وتلك قضية لها مختصوها وهي التي أولى بالنقاش وطرح الآراء الجادة حولها.
نعود لمسألة السخرية وتعريض المرأة وقيادة السيارة لمهازل في أسلوب الطرح ، فضلا عن التناقض في وجهات النظر قبل وبعد القرار الذي يسمح باستخراج رخصة قيادة للمرأة ، مما يحز في النفس ويتألم المرء وهو يقرأ بين يوم وليلة اختلافا يندى له الجبين من حيث الرأي المتناقض والمتعدد فجأة واحدة وعدم الوضوح في المواقف ، وفي الوقت نفسه تسلط بعض ضعاف النفوس والعقول بالسخرية والاستهزاء بالمرأة وقيادتها ، مع أن تلك المرأة لن تكون إلا أما أو أختا أو زوجة أو خالة وعمة وقريبة ، وليست من كوكب مختلف أو دخيلة على المجتمع فاجأت تلك الأقلام فأخلفت التوازن لديهم ، والمفروض الأخذ بيدها ودعمها وتشجيعها على كل ما هو خير .
من يقرأ التعليقات الهابطة يظن أن مجتمعنا يؤيد وجودها وأن لها مريدين بينما هي تقع على هامش مهمل من عقلاء المتلقين لا يؤيد وجودها إلا من همه السخرية حتى من نفسه ، وهذا لاحكم له ولكن مع هذا فهو عار على من ينتمي إليه سواء كان من هنا أو كان دخيلا من هناك ، مع أنني أكرم وأنزه القلم أصلا أن يكون قرينا لمثل هذا الهزل الممجوج والاستهزاء المرفوض.
وأنا على يقين أنها زوبعة تحركها المفاجأة لا تلبث أن تختفي وتزول ولكن سيبقى لها أثر سلبي يؤكد أن في بعض الأفراد قصور يعجز ملؤه بالمفيد وأن مخزون فكره قمامة لا يمكن تدويرها لتنتج شيئا نافعا ومفيدا ، فتبرز كلما استجد جديد بالكيفية نفسها ، وقد قيل : " أن فاقد الشيء لا يعطيه " فمن يفقد المخزون الطيب لا يمكن أن يكون إنتاجه طيبا ذو رائحة زكية ، وليته فارغا من كل شيء ولكنه مملوء بما هو رديء مرفوض.

 0  0  1.0K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...