• ×

06:36 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

الهنوف ربيع
بواسطة  الهنوف ربيع

ما أبشع الفقد..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.

.

.

استوقفني مقطع لمذيع يتحدث بمرارة عن فقد أبنه في حادث سير اسأل الله ان يرحمه ويلهمه وأهله الصبر،
الفقد أن تتوقف حياتك مشاعرك ذكرياتك بفقدهم، الحياة لا تتوقف لكن أنت من الداخل مُعطل عن كل شي بخلاف مايحدث بالخارج !
ما أبشع الفقد عندما يُبكي رجل طاعن في السن، ما أبشعه حين يجعل طفلاً ينزوي في ركنه ويأن طفلاً لا يدريك شيئاً من هذه الحياة ومع الفقد سيدرك كل شي، ما أبشعه حين يجعل أم تلطم خديها على رحيل أبنها الوحيد، ما أبشعه حين يكون فراقك لمن كُنت جُزء منهم تحمل جيناتهم و أسمهم وينتمون إليك وتنتمي إليهم،
ما أبشع الفقد حين تأتي أفراحك وتفتقدهم ما أبشعه حين يكسرك الزمان وتحتاج كتف من تُحب لتتكئ عليه، ما أبشعه حين يأتي على عُجالة وفجأة، أبشع مابه أنك لم تكتفي منهم بعد، مهلاً للفقد الذي خطف منا أجمل الأرواح لدينا،
لكل شي وقت كل شي جعلنا له وقت الا أكتفائنا بمن نحب لا وقت له، ولو كان بأيدنا لجعلناهم لآخر العمر معنا،
من يقودون ابائهم الى دار الرعاية الم يلامس قلوبهم الفقد؟ من يُعنفون أبنائهم الا يخشون من فُجأة الفقد؟ من يقاطع أخيه الم ينتابه شعور الفقد؟
وحده الفقد من يُعيد ترتيب معتقداتنا ويكمش كبريائنا وحده الفقد من يجعلنا نرا الحياة بأنها لا تساوي جناح ذبابه وحده الفقد من يجعلنا نفقد أنفسنا من بعدهم وحده الفقد من يصحح معتقداتنا وحده الفقد من يجعلنا نضحك وقلوبنا تبكي وحده الفقد الذي يجعلنا نصغر في أعيننا نوبخها على كل شي !
السؤال لماذا بعد الفقد نتحسّر على كل ثانية مرّت ونحنُ لم نكن معهم؟ لماذا يلازمنا هذا الشعور لماذا ننتظر فقدهم حتى ندعوا لهم لماذا كل ذلك لا يكون في حياة من نحب؟
دائماً هناك امامنا خيارين نتواصل مع من نحب او نتجاهلهم وحتى لو أخترنا الخيار الأول سيوجعنا فراقهم والفقد،
أعلم أن هذا المقال سيوجع البعض قد أكون نثرت الملح على جِراحهم بعد ان كادوا يتنساوه، أحد هـؤلاء صديقة لي كان لها من الفقد نصيب انا هنا أعتذر لك أن كُنت أحيّت بِك ذكرى الفقد،
كم أتمنى ان نعيش بحب وسلام مع من حولنا حتى عند لحظة الفقد نشعر بمرارة الفقد فقط لا نشعر بشعورين الفقد ومرارة تحسّرنا على التقصير معهم قلوبنا لاتستوعب شعوريين مثل هذا !

تقول الكاتبه فاتحه مرشيد:
عندما تفقد عزيزاً ويستوطن السواد روحك، تعجب كيف أن حزنك لا يصبغ الكون، كيف أن الشمس تشرق في موعدها، الحركة دائبة في الشوارع، والمذياع يبث كالعادة أغاني الفرح الخفيفة، و نشرة الأخبار على شاشة التلفزيون تنقل لك كل كوارث العالم سوى كارثتك العظمى !



للتواصل مع الكاتبه:
Twitter: @alhanof_Ra
emil: hno.991@hotmail.com

 1  0  1.4K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • املاك

    كلامك ضج مابداخلي .. إلى الامام دمتي مبدعه كعاداتك

    09-11-2017 03:24 مساءً

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...