• ×

06:58 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

ناصر عبد الله الحميضي
بواسطة  ناصر عبد الله الحميضي

من التاريخ الاجتماعي لحظة انفراج بعد شدة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.

.

.

.

مواقف الشدة التي مرت و تمر على الإنسان كثيرة ، منها : ما يتعلق بالمرض ، والهم والجوع ، والحاجة والفقر و الضعف في مواجهة عدو وخوف ..الخ

وتاريخ مجتمعنا مليء بالأحداث والمواقف التي يذكرها من كان قبلنا ، فمنها ما يمر مرور الكرام فننساه ومنها ما يكون جدير بالإعادة وأخذ العبرة منه ، وجميل في أي موقف نذكره أن يقرن بلحظة الفرج مع موقف الشدة فيما يروى لنا.

وأما مصدر الروايات الشفوية فهم كبار السن الذين لا تخلوا مجالسهم من ذكر صفحات تاريخنا الاجتماعي من باب العبرة و أيضا تذكر نعمة الله علينا.

وفي موقف من تلك المواقف وشدة مرت على رجل من أهل البلد يقول الراوي لذلك الموقف أن فلان ــ وسماه باسمه ــ وذكر صلته ببنات وبنين صاروا اليوم أجدادا وجدات ، أحياء يعيشون بيننا في نعمة ورغد من العيش ، أن ذاك الرجل كان في فقر شديد ، والظروف على أهل البلد في زمنه كلهم متقاربة في الحاجة والفقر ، لا يكاد أحدهم يجد لقمة العيش ، بل إن أغلب أهل البلد يعملون بالجازة وتعني أن أجرة عمله ما يأكل في بطنه ، فيعمل مقابل وجبة يأكلها.

وفي يوم من الأيام كان هذا الرجل صاحب الموقف لا يجد ما يأكله لا هو ولا أسرته المكونة من البنين والبنات يقارب عددهم سبعة أو ثمانية .

مضى عليهم اليوم كاملا لم يطعموا طعاما وكانوا جياعا بالأمس أيضا ، وفي الليل ضاقت على والدهم الدنيا وهو يراهم ويسمعهم ، والحال لمن يعرفهم مشابهة لحاله إذ لا سبيل لغير الصبر وانتظار الفرج .

وبعد أن مضى أغلب الليل واقترب الفجر لم يصبر على المكث في الدار بينهم ولا يدري أين يذهب ، وكان الرجل من أهل البلدة عندما يخرج من الدار دون هدف يذهب إلى المجلس واسمه عندنا ( العبيدي ) أو يذهب إلى الباطن وهو الوادي الغربي ، أو يذهب فيجلس في المسجد ، وقل أن يذهب لغيرها .

فخرج الرجل وجلس في العبيدي ، جلس في ربعة (زاوية) مستندا على الجدار وفي رأسه تدور كل الأفكار والهموم التي لا يقوى على السيطرة عليها .

وأثناء جلوسه وتفكيره لم يحدد مالذي سيفعله إلا أنه ينتظر الفرج .

وبينما هو في سكون في مكانه سمع ضربة في أعلى الجدار ثم هوى شيئا لجسمه صوت على ذلك الجدار وكأنه صوت شجرة غلبتها الريح فسقطت ، ثم سقط هذا الشيء بين يديه ، وإذا هو طير كبير ، فأسمك به بقوة ممتزجة عنده آماله بمفاجأة ما حصل ، وتوجه بسرعة إلى داره ، وإذا به من الطيور المهاجرة الضخمة التي ساقها الله له ، فذبحوه وطبخوا منه وشبعوا وبقي لليوم التالي بقية .

ولا يزال من يذكر قصته تلك ويرويها يرى فيها عبرة لا تنسى

 4  0  1.2K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • السمو

    ربما أن هذا الرجل من الصالحين و يعين المحتاج ومن تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدّةوأقترح
    كتابة بعض الفوائد من القصة بإختصار ليستفيد منها أجيال اليوم مثل
    حال الأجدادالجوع ومقارنتها بحال اليوم ولله الحمد والواجب علينا المحافظة عليها بالشكر و العمل الصالح

    06-07-2017 06:34 صباحًا

    الرد على زائر

  • السمو

    وجزاك الله خير يا أستاذ ناصر

    06-07-2017 06:36 صباحًا

    الرد على زائر

  • السمو

    ومن يستغرب قصة وقوع الطير بين يديه فليس ذلك بغريب
    وربما تعددت الروايات والمهم أنه رجع لبيته وأولاده بطعام سواء اصطاده بجهد أو بدون جهد
    فالمهم
    ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
    فرجت وكنت أضنها لاتفرج

    06-07-2017 06:42 صباحًا

    الرد على زائر

  • ناصر عبد الله الحميضي

    أخي السمو
    لسموكم تقديري
    ومشكلة سرد الحدث الواقعي الذي هو سطر من التاريخ الاجتماعي ؛ أن الكاتب يحيط به مجموعة محاذير لا يريد أن يذكرها لحساسية الحدث اجتماعيا
    لهذا فلعل المتلقي يعذر الكاتب في تقصيره

    09-07-2017 04:50 صباحًا

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...