.
.
.
قصة فصولها قصيرة جدا لكن لنا فيها عبرة ، فكثير من مواقف الحياة تعد درسا لمن وعاها .
في قريتنا وكل قرية كان مجتمع الأمس فقيرا ، ولكنه يتميز بخصال حميدة و يمتلك الأريحية والمبادرة الطيبة ، وأغلب المعاناة كانت من الفقر لا أكثر .
كان أحد الأطفال الذين لم يبلغوا العاشرة من عمره يرعاه والده وقد توفي منذ زمن قريب ربما أربع أو خمس سنوات .
هذا الطفل مرض والده الذي يتولى رعايته ومرافقته ويشكل له كل أنس وسعادة في حياته ،وكان موته بعد الظهر وصلي عليه ودفن ، ثم عاد الجميع إلى أعمالهم ومنازلهم وكل ذهب إلى أسرته ، ويبدو أنه غفل ذلك الطفل بقية النهار الحزين هذا.
البيت الذي ألفه بعد أمه وأبيه وبقي جدرانا قائمة وغرفا مظلمة لم يكن في تلك اللحظة يناسبه ولا يفيده في تخفيف حزنه ووحشته بل ربما أصبح في تلك اللحظة موحشا .
جلس في مجمع كان يجلس فيه الرجال من أهل القرية ومن يفد إليها ، أمام الباب الرئيس ، واسمه في بلدتنا " باب الحوطة " ولكل بلدة اسم لبابها الرئيس
كان يجلس منكسر الخاطر حزين الفؤاد لا يدري على ماذا ينتهي نهار هذا اليوم .
رآه قبل العصر أحدهم ممن لا تربطه به أي قرابة لا من قريب ولا من بعيد ولا جوار ولا نسب ، وتركه لأن لديه أعماله الخاصة ومشاغله ، وكانت مزرعته قبالة المكان ليست ببعيدة ، ومن عادته أن يعمل فيها ويعود قبل المغرب والوقت بارد ، وعندما عاد مع صلاة المغرب رأى الطفل في مكانه لا يزال على حاله ، ثم رأى الجميع ومعهم الطفل ضمن المجموعة يتوضؤون ويدخلون المسجد ، فصلى معهم وهو مهتم بشأن هذا الطفل ، وعندما انتهى الجميع من أداء الصلاة كل ذهب إلى منزله إلا الطفل عاد إلى مكانه وبقي حتى صلاة العشاء ، وهذا الرجل الطيب يرقبه ، وبعد صلاة العشاء في المسجد وخروج الجميع هم هذا الطفل أن يعود لمكانه الذي كان فيه من بعد صلاة الظهر ومشى خطوات ناحية المكان .
لكن الرجل أمسك بيده وابتسم في وجهه وتلطف به وطلب منه مرافقته إلى المنزل حيث زوجته وبنياته الصغار كلهن دون العاشرة ، وليس لديه أولاد ذكور بعد.
فرح الطفل وتهلل وجهه ويبدو أنه مع البرد جائعا بل من المؤكد أنه كذلك ، وعندما دخل المنزل قال الرجل لزوجته هذا الطفل هو ابننا في الوقت الحاضر قدمي له وللبنيات العشاء واتركيه يختار المكان المناسب في البيت لينام فيه واحرصي على أن يكون في الدفء عن هذا البرد القارس.
وكانت هي أيضا امرأة صالحة طيبة الخلق محبة للخير.
بقي الطفل فترة من الزمن لم تكن طويلة لكنها مهدت لأرضية في نفس الطفل فتحت على شعوره وإحساسه نافذة من الأمل ومسحت أعاصير الألم.
نسدل الستار هنا إذ لا داعي لإطالة المقال وننتقل لنتيجة بقيت حتى الآن أراها ماثلة للعيان قد لا يعلم بها أحد حيث مات الطفل عن عمر يقارب الثمانين وقد رزق بالعدد من البنين والبنات والتجارة ، ومات قبله الرجل الطيب عن عمر يقاربه لديه ثروة من السمعة الطيبة والذكر الحسن ، وماتت زوجة الرجل الطيب بين عمريهما محبوبة الجانب ، ولم يبق من ذاك الجيل سوى من امتد به العمر حتى الآن وهم قلة .
قبل موت الرجل الطيب رزق بابن ذكر وقرت عينه به وبكل بناته ، وظهر الصلاح فيهم كما لا يزال الصلاح في أولاده وعقبهم ودفع الشرور عنهم وبقي لهم ذكر طيب في سيرتهم وسيرة أولادهم ذكورا و إناثا . وكلما طرق مسامعي ما يرفع من مكانة تلك الأسرة تذكرت تلك القصة وعرفت أن بذور الخير تنمو إذا أسقيناها بماء مطر الحب والرحمة والشفقة ورعاية الأيتام والمحتاجين ، الرعاية الحقيقية التي لا رياء فيها ولا سمعة .
قصة حقيقية من التاريخ الاجتماعي أوجعتني في أولها وأقلقتني في فصلها الأول ، وأفرحتني في آخرها لابد أن تدمع عينك لو سمعتها من صاحبها حيث الإحساس الحقيقي يختلط بالعبارات والدعوات التي لو حصلنا على واحدة منها كانت خير من كل مكاسب الدنيا ، رحم الله الجميع .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ناصر عبد الله الحميضي
العبارة " وقد توفي والده منذ زمن قريب ربما أربع أو خمس سنوات . "
فيها زيادة كلمة ( والده )
والصحيح أن تكون العبارة : وقد توفي منذ زمن قريب ربما أربع أو خمس سنوات .
والمقصود أن الذي توفي هو ذاك الذي كان طفلا توفي وعمره قرابة الثمانين وكانت وفاته منذ أربع أ خمس سنوات
01-07-2017 04:37 صباحًا
الرد على زائر
السمو
1/ ركاكة الأسلوب و ضعفه
2/ تفكك القصة و عدم ترابطها
3/ عدم وجود أسماء لأصحاب القصة ولو( أسماء وهمية)
4/ إفتقاد القصة لأبرز عناصر القصة وأركانها وهي العقدة أو المشكلة ( ويمتاز القاص المحترف بالقدرة على الوصول بالقارئ لمرحلة مايسمى بالورطة )
ثم الحل
4/ غلبت مشاعر و عاطفة القاص
03-07-2017 12:50 مساءً
الرد على زائر
ناصر عبد الله الحميضي
بالنسبة للأسلوب فبالفعل لم أكن راضيا عنه
وأما الأسماء فهي قصة واقعية لا أرى ذكرها
ثم أن القصة واقعة وليست قصة افتراضية ، يكون فيها عقدة وحل
أيضا هناك حساسية، فبعض الناس لا يريد أن تذكر قصص أجداده صراحة وبالأسماء
أشكر لك السمو اهتمامك
04-07-2017 03:09 مساءً
ناصر عبد الله الحميضي
بالنسبة للأسلوب فبالفعل لم أكن راضيا عنه
وأما الأسماء فهي قصة واقعية لا أرى ذكرها
ثم أن القصة واقعة وليست قصة افتراضية ، يكون فيها عقدة وحل
أيضا هناك حساسية، فبعض الناس لا يريد أن تذكر قصص أجداده صراحة وبالأسماء
أشكر لك السمو اهتمامك
04-07-2017 03:11 مساءً
ناصر عبد الله الحميضي
ملاحظتك في محلها ، ومرورك أعتز بك ومشاركتكم مأخوذة في الاعتبار
لم أكن راضيا عن الأسلوب ولكن السرد لا يسمح أحيانا بكل ما يريد الكاتب
وعرض الواقع قد لا يسمح بوجود أساسيات القصة الخيالية
تقديري لك
10-07-2017 01:49 مساءً