.
.
.
.
.
.
مع شهر الخير والبركة لا بد أن نتذكر والدينا بكل الخير، ليس لأنهما فقط سبب وجودنا في الحياة كما يحلو للبعض أن يردد، ولكن لأن برهما بنا وعطفهما علينا كان يحصل منهما لمجرد أنهم يحبوننا، هذا الحب الذي كان يجعلهم يتحملان منا جميع ما نفعله، ويستعذبانه ولا يتحرجان منه.
الوالدان هما بركة البيوت والمجالس، ومفاتيح الجنة، والطريق لرضوان الرحمن، بهما تزداد الأرزاق، وبدعائهما يسهل الصعب، وتٌفك الكروب، ويزداد بياض الوجوه والقلوب، وبرضاهما عنك تشعر بالسعادة والطمأنينة، وراحة البال والنفس، وفي كل خطوة تخطوها في برهما يكتب الله لك الخير، وييسر لك أعمالك، ويدفع عنك المصائب.
في رمضان وغيره من الشهور يكون لأُنس والديك بك طعم آخر قد لا تستعظم أثره، لكن فرحتهما بك وأنت تهل عليهما بعد غياب تشعرهم وكأن الدنيا كلها تحتضنهم، يشعران أن تربيتهما لك لم تذهب سدى، وأنك رغم مشاغلك ولهاثك بالحياة تتذكرهما، ولا يطيب لك العيش إلا بزيارتهما ونيل رضاهما.
في شيبتهم وتقدمهم بالعمر لا يحتاج منك والداك سوى ابتسامة صافية، وحنو، وعطف، ولين القول، لا يريدان مالك قدر ما يريدان سماع كلمة طيبة خارجة من قلبك لا أداء واجب مفروض عليك، وستجدهما صارا كالأطفال يغضبان إن سهوت عنهما ويرضيان إن اتصلت بهما، ويدعوان لك بالخير والبركة وطول العمر إن فقط داومت على زيارتهما بين الحين والآخر.
الوالدين هما نور الأرض، والسبيل لرضا رب السماء عليك، فلا تجعلهما يريان منك سوى الشيء الجميل، ودائماً قل : رب ارحمهما فقد ربياني صغيراً.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم