.
.
.
.
.
.
.
بعد الحملة القوية في مواقع التواصل الاجتماعي عن فساد المطاعم وما يحدث فيها من ممارسات أقل ما توصف به بأنها قذرة أتساءل : هل سنظل نأكل من المطاعم وكأننا لم نسمع شيئاً؟ وهل سيستمر الكثيرون في عادتهم بجلب الأكل من المطاعم المشهورة رغم أن زوجاتهم يعشن معهم بالمنزل؟ وهل ستقبل الزوجات أنفسهن أن يأكلن أطعمة ثبت بالدليل القاطع أن كثير منها يتم تجهيزه في دورات المياه؟!.
لقد فضحت بعض الرسائل المطاعم الكبيرة المشهورة قبل الصغيرة و إن أغلبها طرح مسألة النظافة من قاموسه، وأن العمال الذين يجهزون الأطعمة لا يعنيهم أبداً سلامة الناس، وأنه من العادي والطبيعي بالنسبة لهم أن يخلطوا قذارتهم الشخصية مع الطعام الذي يعدونه، وهو أمر ليس بالجديد فمنذ عامين قالت وزارة الشؤون البلدية والقروية إن 43% من عمال المطاعم والمخابز والبوفيهات لديهم حالات مرضية، وأن الافتقار للنظافة في الأدوات المستخدمة في تحضير الطعام وطهوه هو أمر ثابت لديهم، ففضلاً عن عدم ارتداء معظمهم لقفازات أو تغطية الشعر أثناء تحضير الطعام، فإن ما يصابون به من أمراض يحمل مخاطر عدة لمستهلكي الأطعمة من بينها احتمال نقل الإصابة بالكبد الوبائي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
قد يقول البعض إنهم يأكلون من المطاعم منذ نعومة أظفارهم ولم يحدث لهم شيء، لكن هل يعلم هؤلاء حالة جسمهم من الداخل كيف تكون؟، وهل يعلمون حجم الأمراض الكارثية التي يمكن لا قدر الله أن يواجهوا تبعاتها مع التقدم بالعمر؟!.
هذا أمر .. والأمر الآخر أن شهر رمضان الكريم الذي بتنا على أعتابه رغم أنه شهر الصوم والإحساس بالفقراء يتحول إلى شهر المطاعم والتفنن في المأكولات، ورغم كل ما يُقال عن مشاكل المطاعم إلا أن كل ذلك سيتم تجاهله بعد أيام عندما تنشر المطاعم إعلاناتها عن عروض الإفطار والسحور .. ورحم الله د.غازي القصيبي الذي كتب عما يحدث الآن منذ 9 سنوات تقريباً وتساءل في مقال له بعنوان : "رمضان.. وداعاً" : عن أي هدف من أهداف الصيام الربانية يتحقق في شهر رمضان الذي كرسه الناس للمسلسلات والأكل ؟، كما تساءل فيه عن : أي صحة يمكن أن تجيء من التهام واثب لأطعمة تقود إلى مختلف أنواع المرض؟! .. رحمه الله فقد شخص العلة بحذافيرها.. والنتيجة اننا نؤذي نفسنا بأنفسنا وعلى نفسها جنت براقش.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم