الحمدلله ما غرد بلبل وصدح ، وضاق صدر وانشرح ، وصاح طفل أو فرح ، ثم على ذراع أمه استراح وانطرح ، ثم الصلاة والسلام
على نبي للهدى نَصَح ، وبدينه أنار الكون و فتح ، صاحب القلب الأطهر ، والجبين الأزهر ، و الوجه الأنور ، وعلى آله و صحبه الكرام ، أزكى تحية وحبٍ وسلام ... وبعد...
فلو أن طفلاً غالياً على قلبي والديه ابتلع دبوساً فاستقر بين أحشائه لضاقت على والديه الوسيعة ، و أظلمت عليهم الدنيا
الفسيحة ، فلا تنيرها شمس ساطعة ، ولا بدرٌ عملاق ، ولا كل أنوار الأرض ونجوم السماء !
يهبّان به سريعاً إلى طبيب يخلصه من هذا الكائن القاتل ، ليعود بين أقرانه يلهو ويلعب ويناضل !!!
يقرر الطبيب فتح البطن لاستخراج الوجع الذي سكن أحشاء الطفل وقلبَي والديه !
فتصرخ الأم هلَعاً ، و ينهار الوالد فزعاً ... ثم يرفضان قرار الطبيب القاسي ! وينتشلان صغيرهما من بين يديه الغليظتين، ويطيران به يمينةً ويسرى ، من طبيبٍ لآخر ، و من عيادة لأخرى ، وتمر الأيام وحال الطفل يزداد سوءاً ، وكل طبيب يريد أن يفعل ما أراده الأول ، عملية قاسية يأتي بعدها الفرج ، وتنزل في الجسد الغالي العافية ، حيث يستخرج الداء ، ويتم تعقيم الجرح ، فيغلق الجسد على راحة وشفاء !
ولكن خوف الوالدين على صغيرهما من قسوة العلاج ، أدى إلى تأخر الشفاء! ثم تعفن الجرح ، وخَفَتَ أنينُ الفتى الجريح ، حتى ماعاد يسمع له صوتٌ ... ثم سَكَنْ!
ودّع الدنيا وبهجتها بسبب حنانٍ زائدٍ أهلكه ، فقد لذة الحياةِ وعذوبة الصِّبا ، فقد براءة الصغار ، فقد اللعب والمرح، وكل شيء !
جُنَّ والديه من هول الصدمة ، وطفِقا يصرخان وينوحان ويندبان ، ولكن ، لا ينفع اليوم صراخ ولا عويل ، ولن يعيد البكاء لهما ذلك الطفل الغض البريء ، فقد انتهى كل شيء !!!
وبقيت الحسرة واستبدّ الألم ، توافد الناس لتعزية الوالدين المكلومين ، وعاتبوهما على رفض قرار الطبيب الحكيم ، فقسوة مشرط الجرّاح تُلئِمُ - بإذن ربه - الجِرَاح !
وهكذا يظلم كثير من الآباء أبناءهم في رحلة الحياة ، هكذا يدلل الوالدين صغارهم ويرمونهم بين فكي الفتن والشهوات ، تنهش قلوبهم وتكوي مشاعرهم ، وتفسد أخلاقهم ، قليلاً قليلاً حتى يكبر هذا الابن وقد تغلغل هذا الداء في قلبه ، وتمكن البلاء من روحه ، فيصعب حينها علاجه و إنقاذه ، هكذا ينادي بعض الآباء اليوم أن هذا زمن الانفتاح فلماذا نغلق على أبنائنا ونضيق عليهم ؟ فلنجعلهم يسايرون
ركب الحضارة ، ويركبون قطار التطوّر ، ثم نفيق جميعاً على اصطدام القطار ، وتطاير أشلاء القيم على قارعة طريق الحضارة !!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !
متابعينا الكرام ...في هذه الزاوية سنرحل معاً إلى ميادين تربوية زاخرة ، ورياض أخوية عاطرة ، نبث فيها رسائل صادقة لكل أم وأب يحلمان بذرية صالحة مصلحة نافعة لأمتها ووطنها و أهلها ...
فكونوا بالقرب - رعاكم المولى - في صبيحة كل اثنين بإذن الله .
على نبي للهدى نَصَح ، وبدينه أنار الكون و فتح ، صاحب القلب الأطهر ، والجبين الأزهر ، و الوجه الأنور ، وعلى آله و صحبه الكرام ، أزكى تحية وحبٍ وسلام ... وبعد...
فلو أن طفلاً غالياً على قلبي والديه ابتلع دبوساً فاستقر بين أحشائه لضاقت على والديه الوسيعة ، و أظلمت عليهم الدنيا
الفسيحة ، فلا تنيرها شمس ساطعة ، ولا بدرٌ عملاق ، ولا كل أنوار الأرض ونجوم السماء !
يهبّان به سريعاً إلى طبيب يخلصه من هذا الكائن القاتل ، ليعود بين أقرانه يلهو ويلعب ويناضل !!!
يقرر الطبيب فتح البطن لاستخراج الوجع الذي سكن أحشاء الطفل وقلبَي والديه !
فتصرخ الأم هلَعاً ، و ينهار الوالد فزعاً ... ثم يرفضان قرار الطبيب القاسي ! وينتشلان صغيرهما من بين يديه الغليظتين، ويطيران به يمينةً ويسرى ، من طبيبٍ لآخر ، و من عيادة لأخرى ، وتمر الأيام وحال الطفل يزداد سوءاً ، وكل طبيب يريد أن يفعل ما أراده الأول ، عملية قاسية يأتي بعدها الفرج ، وتنزل في الجسد الغالي العافية ، حيث يستخرج الداء ، ويتم تعقيم الجرح ، فيغلق الجسد على راحة وشفاء !
ولكن خوف الوالدين على صغيرهما من قسوة العلاج ، أدى إلى تأخر الشفاء! ثم تعفن الجرح ، وخَفَتَ أنينُ الفتى الجريح ، حتى ماعاد يسمع له صوتٌ ... ثم سَكَنْ!
ودّع الدنيا وبهجتها بسبب حنانٍ زائدٍ أهلكه ، فقد لذة الحياةِ وعذوبة الصِّبا ، فقد براءة الصغار ، فقد اللعب والمرح، وكل شيء !
جُنَّ والديه من هول الصدمة ، وطفِقا يصرخان وينوحان ويندبان ، ولكن ، لا ينفع اليوم صراخ ولا عويل ، ولن يعيد البكاء لهما ذلك الطفل الغض البريء ، فقد انتهى كل شيء !!!
وبقيت الحسرة واستبدّ الألم ، توافد الناس لتعزية الوالدين المكلومين ، وعاتبوهما على رفض قرار الطبيب الحكيم ، فقسوة مشرط الجرّاح تُلئِمُ - بإذن ربه - الجِرَاح !
وهكذا يظلم كثير من الآباء أبناءهم في رحلة الحياة ، هكذا يدلل الوالدين صغارهم ويرمونهم بين فكي الفتن والشهوات ، تنهش قلوبهم وتكوي مشاعرهم ، وتفسد أخلاقهم ، قليلاً قليلاً حتى يكبر هذا الابن وقد تغلغل هذا الداء في قلبه ، وتمكن البلاء من روحه ، فيصعب حينها علاجه و إنقاذه ، هكذا ينادي بعض الآباء اليوم أن هذا زمن الانفتاح فلماذا نغلق على أبنائنا ونضيق عليهم ؟ فلنجعلهم يسايرون
ركب الحضارة ، ويركبون قطار التطوّر ، ثم نفيق جميعاً على اصطدام القطار ، وتطاير أشلاء القيم على قارعة طريق الحضارة !!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !
متابعينا الكرام ...في هذه الزاوية سنرحل معاً إلى ميادين تربوية زاخرة ، ورياض أخوية عاطرة ، نبث فيها رسائل صادقة لكل أم وأب يحلمان بذرية صالحة مصلحة نافعة لأمتها ووطنها و أهلها ...
فكونوا بالقرب - رعاكم المولى - في صبيحة كل اثنين بإذن الله .
فاطمة الحارثي[/size]
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم