إني أُشاطِرُكِ حُزن فَقدُكِ و أبتلعُ عَنكِ سوء ما بجوفك وأتشاركُ في حَملُ أثقَالُكِ .. فقد اجترني فَقدُ والدي العام المُنصَرم وخشيت الحَياة بعد مماتِهِ .. كُدتُ أن لا أنتَظِر الَغَدِ .. ففقد الأب ليس بمثلِه فَقد ..
و يا ابنة المانع أعلم أن الفقد ارتجاجَ فِكر
واهتزازُ أضلُع ..
وقصور نَظر ..
الأب لن يتكرر .. لن يبقى سِوى لوحةً تزدانُ بها غرف المعيشة .. فوالدُكِ يا رفيقة الدرب .. تَركَ الصورةَ والذِكرى .. تَركَ الأثَر والنُور .. ترك الحُبَ بين العُموم ....

أبَاكِ أينامُ و أنتِ في سَمعِهِ ..!
بينَ هَتيفُكِ و شوقُكِ المَشهود
هَتان وبلُكِ رريعُ سُقيـا
على قَبرهِ تحيا أزهى الورود
لهُ في البقاءِ أبيضَ سُمعةٍ
ترك الأثرَ في الحَبلِ مَشـدود
لا العِطر والورد يجاري طيبَهُ
لا النثر والشعر يُرضي دربه المَحمود
يدُ الجُودِ هي مدارسُ كَفّهِ
الشيخ مَانِعُ فنِعم الأبِ ونَعم الجُدود

فقد الأب تحكيه الضمائر .. ما أنا سوى ضمير موجوع من قمع الليالي الخوالي .. الشيخ الراحل مُربي الجميع : محمد المانع ؛ لن أتحدث عن فقد أحد أبرز شيوخ مدينتي الطاهرة فحسب بل أحكي وجعين فالأول: فقد الأب كأب من منبع شجيتي والثاني: فقد أبرز شيوخ بلدتي كرجلٍ صنديد .. إنه ليحزن قلبي أن يسقط مننا ضوء لن يتكرر ضياؤه للجميع.
وافياً لمدينته ...أهاليه .. رفاقه ومحبيه .. إنه لأب قريب من كل شأن وأني لأُشارِكك عَزاءُكِ بفقد أبيكِ الذي هو أبي وأب الجميع.
ها أنا اليوم أستعيد العزاء .. البُكاء .. الشيخ والدنا المربي : محمد المانع .. ما يصمتنا لرحيلُه وفراقُه للحياة إلاّ شيئاً واحِداً ..
هي ملامسَته حياة الخير بإذن الله ، عند كريم البقاء ووفي اللقاء ومحب الأوفياء .. إنه الرب تبارك وأعتلى ..
وكُلَنا إلى الله عائدون .