• ×

06:30 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

رحم الله الشيخ محمد المانع رائد العلم والتعليم وصاحب الأخلاق الكريمة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.
.
.
.


لو علم الناس فضل الشيخ محمد بن عبدالله المانع مدير تعليم الوشم السابق، والذي تُوفي إلى رحمة الله منذ أيام لأدركوا أن حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)عن الذين يظلون ظاهرين على الحق من أمته حتى مثواهم الأخير يتمثل في هذا الرجل، وفي أمثاله من العلماء الذين نذروا حياتهم للعلم ونشره بكل ما أُوتوا من جهد.

لم يكن الشيخ محمد المانع -رحمه الله- مجرد معلم، بل كان مدرسة متكاملة، وقد جمع بين العلم ودماثة الخلق،وحب الخير، حيث كان من الداعمين للمؤسسات والجمعيات الخيرية، يشهد له في ذلك الناس في العديد من مدن المملكة ومنها شقراء التي انتقل إليها عام 1377هـ بعد صدور قرار تعيينه مديراً لثانوية شقراء، وكذلك الطائف، فمكة المكرمة،و عنيزة أرض المولد والنشأة.

يعرفه الجميع -رحمه الله- بأنه أحد المؤسسين المؤثرين، فهو أول مدير للتعليم في محافظة شقراء منذ تأسيس إدارتها التعليمية عام 1379هـ، وهو أحد القيادات التربوية التي كان لها الدور الكبير في التربية والتعليم آنذاك، بشهادة كل من عمل معه أو تحت قيادته.

لم يفت في عضد الشيخ التحديات الكبرى التي واجهته في بداية عمله، عندما أراد مع غيره من رجال التعليم في تلك الفترة الزمنية الصعبة نشر التعليم، وإحداث نقلة نوعية فيه عبر التوسع في افتتاح المدارس على الرغم من قلة الموارد المالية، والنقص الكبير في الموارد البشرية المؤهلة، فضلاً عن انعدام وجود وسائل المواصلات، وطرق الاتصالات الحديثة.

كان -رحمه الله- من ذوي التفكير الممنهج، وواحد من التربويين المؤمنين بأهمية تربية النشء تربية إسلامية صحيحة ليكون ذا فائدة لنفسه ووطنه، وقد تتلمذ على يديه الكثير ممن صار لهم شأن في ربوع المملكة، ولا شك أن كل منهم يحمل في نفسه ذكرى أو موقفاً ما يجعله الآن يذكر الشيخ بالخير، ويدعو له بالرحمة والمغفرة.

وقد ظهر ذلك واضحاً مع انتشار خبر الوفاة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكان موقع "تويتر"الأكثر ظهوراً في هذا الأمر، فقد انهمرت عبره التغريدات التي يمدح أصحابها الشيخ، ويذكرون مآثره، ويتناقلون سيرته، وكلهم يثني عليه، ويسأل الله له الجنة، فيما أقاربه وذويه يفخرون بأن هذا الرجل الذي تلهج الألسنة بشكره هو من اقاربهم.

رحم الله الشيخ محمد بن عبدالله المانع والهم عز وجل اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ورزقنا وإياهمالفردوس الأعلى، وجمعنا الله به في جنات النعيم، ونأمل أن تظل ذكرى الشيخ وأمثاله ماثلة للعيان حتى ينهل أبناؤنا منها القدوة، من خلال إنشاء متحف، أو شيء من هذا القبيل يضم سير هؤلاء ونبذة من أعمالهم، حتى يعرفهم الناس أكثر، وحتى يدرك الشباب أن أهل العلم والفكر والتربية في بلادنا لهم وافر التقدير والاهتمام، وأن السير على نهجهم يصل بأصحابه إلى المعالي، ويحجز لهم مكانهم اللائق بهم في قلب الوطن والناس، وهذا بحد ذاته عمر ثان يحياه الإنسان بعد وداع الدنيا الفانية.

image

بواسطة : admincp1
 0  0  2.4K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...