.
الشيخ محمد بن عبدالله المانع غني عن التعريف وأفضى لما قدم نسأل الله له الرحمة والمغفرة ووالدينا وجميع المسلمين، وفي أسطر قليلة أذكر ما عرفته عنه وإن لم أكن ممن احتك به في عمل أو ديوان أو تجارة أو زيارة ولكن (ذكر الحيا والطيبين يبين) كما يقول المثل العامي، وأذكر أني التقيته مرة واحدة فقط وكنت طالبًا في كلية العلوم الاجتماعية مع والدي رحمه الله وبصحبة شقيقي محمد في موضوع تعليمي يخص تعيين أخي في إحدى مدارس محافظة الدوادمي التابعة تعليميًا لتعليم شقراء آنذاك.
ويكفي أن نقول إنه مدير التعليم في الوشم لمدة تناهز ستة وعشرين عاما والوشم وأهله أهلنا وأحبابنا ولذا فإن مديري المدارس ومعلميها وموظفيها يعرفون هذا الرجل ويقدرون له حرصه وحزمه وضبطه وحسن إدارته مع لطف معشر وقوة إقناع لمن لم يُحقق له طلبه من أصحاب الحاجات وما أكثرهم، واليوم إذ تزخر شقراء بمدارسها وجامعتها ومؤسساتها الأخرى فإن هذا الرجل صاحب إسهام التأسيس والبناء للمشعل التعليمي في هذه المحافظة، والناس شهود الله في أرضه والمسؤول الذي في يده وتحت تصرفه (نظامًا) أمور الناس إذا تقاعد نسيه الناس ودخل في دائرة أو دوائر النسيان بل والإهمال؛ ولكن أبا عبدالله كان من نمط الرجال العصاميين الذين خدموا دينهم ومجتمعهم ووطنهم من خلال أعمالهم، وهو خدم وطنه من خلال إدارته، ولم يكن غريبًا أن يظل في الذاكرة والحضور الذهني لأهل الوشم قاطبة حتى وفاته رحمه الله يوم السبت 28/ 8/ 1437هـ.
إن أهل محافظة شقراء (وهم أهل الوفاء) ومحافظة شقراء ممثلة في مسؤوليها ورجالها مدينة لمدير تعليمها السابق بإبقاء ذكره الطيب في اسم يخلد ذكره كإطلاق اسمه (وفق الإجراءات النظامية المتبعة) على قاعة الاحتفالات بإدارة التعليم أو أي رمز تعليمي يُرى مناسبته، وأهل شقراء أهل الكرم وتقدير الرجال كما أعرفهم ــ وقد عشت فيها جزءً من بداياتي التعليمية ــ وكما يعرفهم غيري أكثر مني بحكم التصاقهم بها عملاً وحضورا .
والرجال الأماجد كأبي عبدالله يبقون في الذاكرة ولا تنمحي سيرتهم نظير ما قدموه من بناء للتعليم ودعمه في محافظتنا الغالية وما يتبعها من مراكز وإدارات.
رحم الله رائد التعليم في الوشم ووفق العاملين في التعليم من بعده في خدمة المسيرة التعليمية وحفظ لوطننا الغالي عقيدته وقيادته الراشدة وأدام أمنه واستقراره ورخاءه..
والله من وراء القصد..
*رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية العلوم الاجتماعية
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم