• ×

06:25 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

حياة جديدة بعد التقاعد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
ماذا بعد انتهاء العمر الوظيفي؟ أين نذهب؟ وماذا نفعل؟ وكيف سنعيش؟ أسئلة تدور بمخيلة قطاع كبير من الموظفين إن لم يكن جمعيهم، فالتقاعد رغم أنه بداية حياة جديدة إلا أنه عند البعض له معنى آخر ربما لأن ثقافة ما بعد التوظف ليس بتلك القوة التي يحياها غيره.

وبعيداً عن الجدل الدائر بشان أعداد المتقاعدين وتزايدها أو نقصانها فإن الأمر الآن بات له شكل آخر حيث ظهرت الدعوة إلى الهجرة العكسية أي من المدينة إلى "الديرة"، وهي من أفضل الأفكار من وجهة نظري التي تعالج فعلياً الآثار السلبية التي يخلفها التقاعد على من يقتربون من سن الإحالة اليه، وأقوى تلك التأثيرات إحساس المتقاعد بعدم جدوى الحياة بدون عمل، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتوتر أعصابه كلما قاد سيارته في شوارع المدن الكبيرة المزدحمة، وتكالب الأمراض عليه بفعل الضوضاء والأتربة، وكلها أشياء لا تحدث في المحافظات أو المدن الصغيرة البعيدة عن العاصمة. ليس هناك أفضل من العودة إلى الجذور ومحل النشأة الأولى وذكريات الطفولة وهدوء الأعصاب، والجلسة الهادئة مع رفقاء تاهوا في زحام العمل والمعيشة، واجتماع شملهم بعد سنوات طويلة من الكد والتعب. وليست المملكة الوحيدة في هذا الأمر فقد قرأت موضوعاً مشابهاً عن الهجرة العكسية التي تحدث الآن في المغرب حيث عاد الكثيرون من العاصمة إلى محل الولادة خاصة مدينة إنزكان الريفية، وافران وكلهم يعربون عن سعادتهم بهذا القرار الذي تأخر كثيراً بالنسبة لهم، وكيف أنهم شعروا بفارق كبير في المعيشة والمصروفات والحالة النفسية الجميلة التي انعكست عليهم فأحسوا وكأنهم يُولدون من جديد.

ولا شك أن من قرؤوا الموضوع الخاص بالهجرة العكسية في جريدة "الرياض" منذ أيام قد لاحظوا أن فوائد تلك الهجرة لا تقف فقط عند الأشياء التي تناولناها وإنما تحمل تلك الهجرة فرصاً أكبر لزيادة الدخل لدى من يعشقون العمل بالتجارة وذلك نظراً لفارق الأسعار بين المدن الكبيرة وبين المحافظات التابعة لها، ويمكن للمتقاعدين ذوي الخبرة أن يزيدوا مكاسبهم إذا مزجوا بين ذلك كله وبين خبراتهم العملية السابقة اللتي اكتسبوها قبل تقاعدهم. بقي أن نشير إلى أن بعض المدن لدينا في المملكة تحتاج إلى عناية واهتمام من البلديات المسؤولة عنها، ومجالسها البلدية, ومجلس الاهالي ونقصد بذلك الخدمات المعيشية التي بمقدورها في حال تكاملها إقناع ساكني المدن بالخروج منها، حتى يقل الضغط الواقع عليها، وتتنفس البلاد، وتجد الأجيال القادمة في المدن الصغيرة بديلاً يغنيها عن العمل في المدن ذات الكثافة السكانية.

بواسطة : admincp1
 0  0  2.3K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...