• ×

06:14 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

عبدالعزيز عبدالرحمن السنيدي
بواسطة  عبدالعزيز عبدالرحمن السنيدي

جامعة شقراء تحت المجهر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
.
قبل 5سنوات من الآن كنت على أعتاب دخول الجامعة، وكأي طالب من طلاب القرى والمحافظات الصغيرة كنت أتطلع لدخول جامعة الملك سعود. كان ذلك قبل أن نذهب برفقة المدرسة إلى ملتقى الجامعات لطلبة الثانوية، والذي من خلاله ومن خلال مقابلة بعض المسئولين هناك بدأت أفكر جدياً في (جامعة شقراء)، وهناك أسباب كان لها الدور الأكبر لدخولي هذه الجامعة هي وجود أهلي هنا وعمل والدي التجاري الذي كنت أعمل فيه وقت دراستي. وكنت دائماً أريد الكتابة عن هذا الموضوع ولكن ذلك لم يتم إلا الآن.
التمهيد السابق وضعته لأعرّف القارئ الكريم بأنني طالبٌ من طلاب جامعتي العزيزة (جامعة شقراء) والتي يعزّ على أن أرى وضعها وألوذ بالصمت. فرأيت أنهم يجدر بي أن أكتب عن ما عشته وعاصرته في الجامعة.
مقالي هنا سيكون مقسماً لقسمين .. القسم الأول سيركز على الوضع الأكاديمي البحت للجامعة وخصوصاً وضع أعضاء هيئة التدريس فيها. والقسم الثاني سيكون عن النشاطات المناطة بالجامعة (غير الأكاديمية).
القسم الأول:-
بعد خولي (جامعة شقراء) كنت أركز كثيراً على جودة الأداء وأقول في ذاتي "سيكون أمراً مسعداً أن تكون الجامعة ذات جودة مع أنها ناشئة" .. بعد العام الأول من الدراسة ترسخ لدي بأن الجامعة التي أدرس فيها "جيدة" أو "جيدة جداً". ولكن هناك دواع لهذا الحكم شاهدتها باعتباري طالباً متلقياً. وتبين لي في ما بعد أن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة في تلك الأثناء وتحديداً في عامي 1432 – 1433 هـ، كانوا يستقطبون من قبل جامعة الملك سعود وليس من الإدارات المسئولة في جامعة شقراء.
بعد عامي الأول في جامعة شقراء تغيرت أشياء كثيرة .. زاد عدد الطلاب .. زادت أعداد أعضاء هيئة التدريس .. زاد عدد الموظفين .. زاد عدد المباني .. وارتفعت الميزانية إلى ما يقارب مليار ريال سعودي .. ولكن مقابل هذا كله تناقصت الجودة والأداء وكفاءة التدريس والتفاعل الأكاديمي .. وهذا النقص لوحظ بعد عامي الأول في لجامعة 1432 – 1433 هـ.
وفي هذه الأثناء –أي بعد عامي الأول 1432\1433 هـ- بدأت الجامعة باختيار وجذب أعضاء هيئة التدريس الخاصة بها بنفسها ومن خلال إداراتها التي تذهب للدول المجاورة لاختيارهم وليتها لم تفعل، لأنني كطالب ومع زملائي الطلاب أيضاً لاحظنا ضعف الإدارة المسئولة عن ذلك.
هنا التقييم ليس بعتباري أكاديمياً .. لا فلست إلا حديث عهدٍ بالتخرّج .. ولست هنا متخصصاً في التعليم وأساليبه .. ولست متخصصاً في اختيار الكوادر العلمية والتدريسية .. وإنما أنا كنت (طالباً متلقياً) للعلوم من قبل أعضاء هيئة التدريس الفضلاء .. وأجالسهم لمدة أربعة أشهر بعدد ساعات متوسطها 40 ساعة في الفصل الدراسي.
وإضافة للسالف ذكره فهناك بديهيات نستغرب منها نحن الطلاب، فمثلاً من الأمور التي لا يستغرب مشاهدتها في جامعة شقراء أن ترى أستاذ في تخصصٍ معين، يحاضر في تخصصه -طبعاً- بالإضافة إلى تدريسه لمواد أخرى بعيدة عن مجال علمه ودائرة تخصصه.
فمثلاً من ما مر بي بل وحدث لي أن أشاهد أستاذ (القانون المدني) يحاضر في (علم النفس) وفي (السلوك التنظيمي) وفي (نظم المعلومات الإدارية) .. يا إلــــــــــهــــــــــي.
القسم الثاني:-
إن الدور المناط بالجامعة -أيّة جامعة كانت- ليس استقبال الطلبة وتدريسهم وتعليمهم وإنما أيضاً على الجامعة أن يكون لها دور في نشاطات أخرى (غير أكاديمية) كالنشاطات الاجتماعية والثقافية والفكرية والترفيهية والتدريبية والتطويرية .. وغيرها ..
تذكرت وأنا أكتب الحروف السابقة ما قاله المرحوم غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) .. عندما قال "كنتُ أرى أن الجامعة يجب أن تنزل من برجها العاجي الأكاديمي ((وتلوث)) يديها بغبار التنمية". في أعتقادي أن هذه الحالة التي تحدّث عنها القصيبي لم تصل لها جميع جامعات المملكة بل ومعظم جامعات الوطن العربي الكبير -إلا بشيء طفيف- .. وإلا من أين جاء تأخرنا في التعليم والتنمية ؟
إنني هنا لا أطالب الجامعة أن تملأ العام الدراسي أنشطة .. بل أرجوا منها أن تجعل علاقة الطالب بالجامعة أكبر من ما هي عليه الآن وذلك من خلال الأنشطة الطلابية (لأن علاقة الطالب بالجامعة هنا ورقة يقرأ منها وقلم يكتب به .. فقط لا أكثر من ذلك .. إطلاقاً).
وقد تحدثت بهذا الصدد مع عدد من المسئولين في الجامعة .. تحدثت مع رئيس النشاطات الطلابية .. ومع رئيس قسم إدارة الأعمال .. ومع عميد كلية العلوم والآداب. ولن أذكر ما قيل لي تماماً منهم، لأن الإجابات جاءت متشابهة من قبلهم وذات نمطٍ دبلوماسي يحاول أن يثبت أننا بخير وأنهم سيعملون على ذلك قريباً.
في هذا الصدد أتذكر موقفاً طريفاً محزناً، في إحدى المحاضرات جاء مسئول الأنشطة الطلابية إلينا في القاعة ويحمل عدسة التصوير (الكامرة) وقام دكتور المادة بتحويل السبورة الذكية إلى موضوع آخر غير الذي ندرسه وكان ذلك الموضوع هو (ندوة عن البحث العلمي) وقام مسئول النشاط بتصويرنا مع السبورة الذكية التي توحي بأننا في ندوة البحث العلمي، وحالما فرغنا من التصوير رجعنا إلى درسنا السابق. كان ذلك للإعلام وليس لنا نحن الطلبة.
كنت دائماً أردد في ذاتي وأشكو لمن حولي .. أين النشاطات الثقافية والأدبية (قصائد، مسرحيات، مقالات ..). أين النشاطات الفكرية (كالمحاضرات، والندوات، والورش ..)، أين النشاطات المجتمعية المشتركة مع الجامعة (كالأعمال التطوعية، وحث الروح التطوعية في الطالب ..) .. وغيرها...
ختاماً إنني تحدثت عن هذه النواحي لأنها أمامي أنا الطالب وأتأثر منها، ولم أتطرق للأمور الأخر .. كالهدر المالي الذي يلاحظه صديقي عامل النظافة، ولم أتطرق لعدد النخيل التي تجاوز عددها 160 نخلة في المدينة الجامعية في شقراء، لا بل تحدثت عن تلك النواحي التي تُعتبر الأكثر أهمية من غيرها، والتي تؤثر بشكلٍ مباشر على الطلاب .. والتي تهمني شخصياً أيضاً.

 2  0  3.2K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • moodhi17

    أحسنت بجميع ماذكرت ، في دواخلنا أنور نريد ان نغيرها لان جامعتنا هي صورة تعكس جوهر مديتنا ..
    وغير ذلك نريد ان نصل لمستويات أرقى من ناحية تلقي العلوم .أولا ، ثم بعد ذلك نشارك في أمور تهم المجتمع و تساعد بتغيره للافضل ..

    21-05-2016 01:53 مساءً

    الرد على زائر

  • عبدالعزيز

    أشكرگ أخوي عبدالعزيز على مقالك الكافي والوافي بوركت ياصديقي ❣

    14-06-2016 12:15 صباحًا

    الرد على زائر

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...