لا تزال الكثير من المدن في المنطقة تعاني من حوادث الطرق التي حصدت العديد من الارواح نتيجة سوء الصيانة وافتقادها لمعايير السلامة والادارة والتنظيم حيث يعج كثير من الطرق الزراعية الضيقة الفرعية في منطقة الوشم والتي يرتادها الكثير من المواطنين بالعديد من الشاحنات الثقيلة المخالفة مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث المميتة الى درجة كبيرة خصوصاً في المساء وامام كل ذلك لم نجد اي تحرك او تجاوب يوقف الهدر في الارواح ويضع حلولاً عملية لهذه الطرق الخطرة التي اصبح عبورها تهوراً لدى الكثيرين، الا ان عدم وجود بديل لها جعلهم مضطرين لهذا الأمر. وقد تسببت في وقوع الكثير من الحوادث المميتة وسائقوها لم يجدوا من يردعهم.
وفي محافظة شقراء لا يزال الكثير من أهاليها يتذكرون ذلك الحادث المأساوي قبل اكثر من عام والذي زهقت فيه (إحدى عشرة) نفسا من عائلة واحدة، بعد أن اصطدمت بهم شاحنة قادمة من القصيم على طريق (المستوى)، اذ إن العديد من قائدي هذه الشاحنات وسيارات النقل الثقيل تتهرب من الميزان وهروباً من المخالفات بسبب الاحمال الزائدة، حتى أصبحت محافظة شقراء والطرق المحيطة بها ممراً آمناً لها وملاذاً مناسباً لعبور تلك الشاحنات بعيداً عن أعين الجهات الامنية والرقابية.
ورغم أن مكاتب وزارة النقل وكذلك رجال أمن الطرق ورجال المرور والدوريات الأمنية في محافظات شقراء ومرات والدوادمي وعفيف وغيرها من المحافظات على طريق (شيخ الطرق) طريق الحجاز القديم المؤدي للمنطقة الغربية لم تألُ جهداً في رصد المخالفين منهم، الا أن السؤال الذي يتم طرحه دائما هل الطرق الداخلية في المدن أوالقرى مهيأة للسير عليها من قبل تلك الشاحنات التي بدأنا نشاهد أعداداً كبيرة منها تسلك أيضاً طرقاً زراعية لم تنشأ الا لخدمة المزارعين وأهالي القرى والهجر ولاختصار المسافات أيضاً، وهي ذات مواصفات لطريق (محلي) وليست لطرق عامة وسريعة كما أنها صممت ونفذت بمواصفات خاصة جداً وسماكة ضعيفة وحسب طبيعة الأرض التي تمر بها من انخفاضات وارتفاعات وانحناءات، وهذا مما يعرض تلك الطرق للتلف السريع وقد يتهاوى الطريق مع مرور الوقت وقد تتلف الأكتاف ايضاً، ولعل مما يبعد الخطر عن تلك الطرق الزراعية إزالة بعض اللوحات الإرشادية التي لا تخدم الطريق نفسه أوالمصلحة العامة واستبدالها بعبارة (يمنع عبور الشاحنات عبر هذا الطريق) أو (طريق محلي)، كما ان الذي يسير مع تلك الطرق الزراعية يتفاجأ بمرور شاحنات قد أخذت عليه جزءاً كبيراً من الطريق المقابل.
فمن المسؤول عن تحويل مسار الشاحنات عبر هذه الطرق الزراعية او عبر هذه المحافظات. هل هي البلديات التي وضعت لوحات في مداخل المدن بالمسميات والاتجاهات الى المدينة المنورة اومكة المكرمة خصوصاً ان هناك زواراً ومعتمرين وعابري طرق قد يتفاجأون بطرق ليست مهيأة للمرور العام، حيث وقعت مؤخرًا حوادث عدة ووفيات بسبب تلك اللامبالاة من هؤلاء المتهورين الذين أمنوا العقوبة فأساءوا القيادة، لذا فالحاجة اصبحت ملحة لإنشاء محطة لوزن الشاحنات في محافظة شقراء بحكم توسطها بين محافظات المنطقة على هذا الطريق القديم العتيد الذي أسميناه (شيخ الطرق) وذلك من أجل ضبط الشاحنات المخالفة والتي زادت بشكل لافت للنظر، كما نأمل اعادة التسمية للطرق العامة والاعتماد على المسميات الصادرة من وزارة النقل ومنع الشاحنات من ان تسلك الطرق الزراعية وكذلك العمل سريعا على ازدواجية تقاطعات ومداخل المدن والمراكز ومفترقات الطرق.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم