بواسطة
محمد بن عبدالله الحسيني
11-07-2015 08:59 مساءً
في حفل إفطار الندوة العالمية للشباب.. حضر العالم كله وغاب الإعلام!!.
في الوقت الذي تحتفي فيه قنواتنا الفضائية بكل ما يسيء إلى الإسلام ويشوه سماحته وصورته الحقيقية وتنشره على الملأ أحياناً بدون قصد نجدها تختفي وتغيب بشكل شبه تام عن تغطية الفعاليات والأنشطة التي تبرز المعاني الحقيقية والأصيلة للإسلام وتتجاهلها وكأنها في واد آخر.
منذ أيام قلائل شهدت الرياض فعالية دولية في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي حيث دعت "الندوة" من خلال أمينها العام الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أكثر من 260 من السفراء والقناصل والدبلوماسيين المعتمدين في المملكة للمشاركة في حفل إفطارها السنوي الثالث عشر.
ودعونا نتخيل الوضع حتى تتضح الصورة أكثر، لدينا حفل إفطار يحضره 110 سفارات وهيئات دبلوماسية في المملكة، ومنظمات دولية كالأمم المتحدة، واليونيسيف وهيئة حقوق الإنسان والمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، والاتحاد الأوروبي وغيرهم من جهات أخرى ثم لا نخرج من تجمع كهذا بحوارات مرئية مع السفراء الأجانب لتُذاع عبر قنواتنا الفضائية لتصل إلى العالم كله فتحمل كلمات كل سفير وموفد منظمة لتترجم معاني الإسلام السمحة وتؤكد أنه دين يدعو إلى التعايش والسلام وينبذ العنف!.
تُرى كم خسرنا في هذا التوقيت بصفة خاصة من فرصة كهذه كان يمكن لإعلامنا أن يُظهر من خلالها النقاشات الموضوعية التي دارت في أثناء الحفل حول التفاهم المشترك وفهم الآخر، وإعلاء قيم العمل الإنساني والتطوعي، وكذلك التحاور الحضاري بين أهل الأديان السماوية والفلسفات المختلفة فضلاً عن توضيح جهود الإسلام المتنامية لخدمة المنكوبين والمعوزين والمحتاجين دون تمييز لجنس أو دين أو عرق.
هل يجب أن يكون بكل حفل نريد الاهتمام به فنان أو ممثل أو مطرب كي تجري القنوات فتصوره وتنقل هفواته وكل حركة يتفوه بها؟! .. ألا نتعظ قليلاً مما يحدث حولنا ونرى كيف تستغل المنظمات الإرهابية وسائل الإعلام (خاصة المرئية منها) لتخدم قضيتها الباطلة فيما نحن نعجز عن استخدام الوسيلة نفسها في تأكيد قضايانا الحقة والصحيحة؟
ثم لماذا لا نجد اهتماماً إعلامياً لائقاً بجهود "الندوة العالمية للشباب الإسلامي" تلك الهيئة العالمية التي تأسست منذ أربعين عاماً لغاية عليا هي خدمة الشباب المسلم من خلال تنظيم جهود العاملين في المنظمات الشبابية والطلابية والإسلامية في العالم أجمع، وطوال تلك الأعوام بذلت وما زالت- جهوداً كبرى في مجال الدعوة الإسلامية ودعمت المنظمات الشبابية الإسلامية وتعاونت مع كثير من الجهات داخل المملكة وخارجها لإقامة المخيمات لشباب المسلمين وعقد المؤتمرات والندوات وإصدار الكتب الهادفة ونشرها وتوزيعها أيضاً ، فضلاً عن تنظيم اللقاءات العالمية التي تسهم في تنقية الإسلام من الشوائب وتمنح الآخرين الفرصة لرؤية منهج الإسلام الصحيح عن كثب.
ولا شك أن التطور المتنامي لأعمال الندوة يدين بالفضل لعدد من العاملين بها يأتي في مقدمتهم الأمين العام الدكتور صالح الوهيبي حيث النجاح في جعل الإفطار السنوي الذي تقيمه "الندوة العالمية" معلماً رمضانياً بارزاً وتجمعاً للشباب الإسلامي وللدبلوماسيين والداعمين لبرامج الندوة ونشاطاتها ، ومن يتمعن في عدد الحاضرين لإفطار هذا العام يتضح له حجم المجهود المبذول في توسعة النشاطات حيث بدأ الإفطار في عامه الأول سنة 1424هـ بدعوة 55 من السفراء والدبلوماسيين فقط ، ثم وصل إلى أكثر من 260 شخصية دولية.
ويكفي "الندوة" نجاحاً أن استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية تغيير الصورة الذهنية السيئة التي شابت العمل الخيري الإسلامي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 واتهامه زوراً بدعم الإرهاب وهو ما قضى على العراقيل التي عطلت الكثير من جهود المنظمات الإسلامية باختلاف أنواعها وجعلت العمل الخيري يعود مجدداً بعد أن ذاب سوء الفهم وصارت هناك آفاقاً أكثر اتساعاً للتعاون بين الندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها من الجهات العاملة في هذا الميدان.
نحن لدينا منظمات قوية وأنشطة متعددة ونوايا صافية لإماطة الأذى عن وجه الإسلام لكن كل ذلك يحتاج لقوة إعلامية مماثلة تؤمن بهذا الهدف وتؤازره وتجعل منه سلاحاً لا يصدأ في مقاومة أناس لا يهدؤون ولا يتراجعون عن تنفيذ مآربهم الخبيثة.
1
0
2.9K
11-07-2015 08:59 مساءً
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
جمال علي
السؤال هو هل قدمت الندوة الدعوة للإعلام لتغطية المناسبة أم لا ؟؟؟
هذا مايجب حدوثه في مثل هذه المناسبات
عموماً أرى أن الندوة مقصرة كثيراً في عملها الذي لا يوازي الدعم المقدم لها
11-07-2015 09:30 مساءً
الرد على زائر