• ×

08:45 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

تفشي "الغش" وكيف الخلاص منه؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
رغبة بعض التجار في الثراء السريع عبر أي طريق شرعياً كان أو غير شرعي تظل مستمرة رغم الجهود التي تبذلها وزارة التجارة والصناعة لمنع التقليد والغش ، ومن ذلك ما حوته عدة أخبار نشرت بجريدة الرياض مؤخراً تناول أحدها مصادرة آلاف الأحذية بمصنع أحذية رجالية يقع جنوب مدينة "الرياض" يقوم صاحبه بتزوير بلد المنشأ على الأحذية المحلية التي يقوم بتصنيعها ويضع عليها "صنع في إيطاليا" وذلك ليجني أرباحاً طائلة حيث يُباع الحذاء الواحد بمبلغ باهظ رغم أن سعره الحقيقي بضع ريالات.
ولم يقتصر الغش على الأحذية فهناك عمالة مخالفة اتجهت للغش في الدهانات الخاصة بالمباني في "صناعية الشفا" جنوب الرياض فقاموا بتصنيع دهانات بدائية لا تراعي أدنى معايير الصحة ثم ألصقوا عليها ما يفيد أنها أمريكية وإيطالية الصنع ثم يبيعونها للمحلات الكبرى؛هل يعلم التاجر الغشاش انه اولا غش نفسه و خرج من الاسلام استنادا على قول المصطفى صلى الله عليه وسلم من غشنا فليس منا .
هناك أيضاً 6 مصانع في كل من الرياض وجدة وعنيزة والمدينة المنورة والجوف والباحة، تم فيها مؤخراً ضبط وحجز حوالي 19000 منتج عزل حراري غير مطابق للمواصفات والمقاييس السعودية، ما يعني أن الغش بات يطال كل شيء، ولم يعد هناك ما يقف أمام الجشع وتحقيق الأرباح بأية وسيلة كانت؛اف لهم الى اين يتجهون؟
كل تلك الأخبار والمضبوطات التي نشر عنها حدثت في مدد متقاربة ولا شك أن تلك المصانع وتلك العمالة التي تم ضبطها ليست سوى جزء من مصانع وأماكن تمتهن الغش والتقليد في منتجات أخرى خاصة الملابس والاكسسوارات فضلاً عن الأغراض الأخرى المميتة كالاغذية والادوية ، وهو شيء يصيب الانسان بالقلق نظراً لأنك لا تدري أو لا تتوقع أن يقبل البعض على تغيير بلد الصنع ، ونظراً لأن كثير منا يهتم بالجودة فإن مسألة الغش والتدليس هنا تكون مزعجة ، خاصة عندما تكتشف فجأة أنه تم الضحك عليك ، وهذه وحدها قصة أخرى فقد ترتضي أن تدفع ثمناً باهظاً في سلعة ما باختيارك لا أن يكون مضحوكاً عليك فيها؛والمثل الشعبي يقول الغليبة شينه لو في لعب الكعابة
وعندما نقارن هذه الأخبار بخبر عن التزام الصين بعدم التورط في إغراق السوق السعودية ببضائع غير متوافقة مع شروط هيئة المواصفات والمقاييس يمكننا أن ندرك أن هناك أناس يبحثون عن الاستمرارية لا مجرد الربح السريع ، ولذا يعلنون أو يسعون للتقيد بأنظمة البلاد التي يتعاملون معها، وهي خطوة جيدة من الصين خاصة وأن استخداماتنا في معظمها تمر من خلالهم، وإذا صدقوا في إعلانهم هذا فإن الشكوى من رداءة المنتجات يمكن أن تتوقف او تتناقص.
وإذا كان الحال هكذا فإن الجميع مطالب بإبلاغ وزارة التجارة والصناعة والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والجهات المعنية الأخرى بأي ريبة أو شك تجاه مصنع أو محل يرون أنه يتحايل عليهم أو يغشهم ، وليثقوا تماماً أن تلك الجهات ستتعامل مع بلاغاتهم بكل جدية (وهذا ما لمسناه مؤخرا ) وستوقف ذاك الغش إذا تبين صدق تلك البلاغات وتكافي ماديا من بلغ عن المخالفة ومكانها، فإذا كنا نريد للغش والتقليد أن يتوقف فعلينا أن نساعد الجهات المعنية بهذا الأمر حتى لا نلقي العبء عليها وحدها ونظل نحن بوضع المتفرج. اخيرا يبقى المستهلك هو الخط الاول لردع كل غشاش ومقلد بالابلاغ عنه للجهات المعنية بجريمته حتى يتم التشهير به,,,

 0  0  2.8K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...