"إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا متعب لمحزونون" .. هذا هو لسان حالنا وحال الأمة العربية والاسلامية اليوم بعد أن فقدنا ملكاً بنى نهجه على لم الشمل ونبذ التناحر والعيش في سلام.
في الدول العربية وغيرها من دول العالم لاحظت أن كثيراً من الناس البعيدين عن المناصب والكراسي حزنوا لوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، فهم أحبوه لإنسانيته والطيبة التي طبعت كل تحركاته وكلماته وتصرفاته، ، كما بات نموذجاً للتراحم والسكينة.
اننا عندما ننعي الملك عبدالله فإننا في الحقيقة ننعي معانٍ كثيرة تجسدت في شخصه لا حصر لها منها حنكة القيادة، والحكمة، والتبصّر، والوفاء ، والوعي السياسي، وبالحوار مع الآخر، فضلاً عن العدل بين الناس ، فلم يكن رحمه الله يناصر باطلاً، ولا يتعصّب لأحد ، ولذا كان ضعيفاً أمام دموع الضعفاء والمظلومين، مناصراً للعدالة، رحيماً بالمساكين.
لذا لم يكن غريباً أبداً بالنسبة لي وأنا أرى بسطاء الناس يبكونه ، وإن كانت الصورة التي تم تداولها لجندي سعودي يؤدي التحية للسيارة التي حملت الملك رحمه الله بعد وفاته قد أثرت في أكثر من أي شيء آخر، فقد بدا الجندي في وقفته مجسداً لكل الشعب السعودي الذي كان حبل الود بينه وبين قائده رحمه الله أكبر بكثير من حسابات السلطة والسياسة التي تحكم عادة العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
عزاؤنا بالطبع في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي تربى في بيت القائد الأكبر الملك المؤسس رحمه الله وقاد الرياض طوال خمسين عاماً نحو التطور والمدنية ، وله باع طويل في السياسة الخارجية، وحضور لافت لدى دول العالم فضلا ًعما يمتاز به من ثقافة وإطلاع في كافة المجالات الفكرية والثقافية، ونسأل الله أن يعينه ويوفقه ويوفق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لخير الأمة العربية والإسلامية دائماً وأبداً.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم