• ×

08:22 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

ليس بالدعاء وحده نحمي بلادنا من الخطر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بعد الحادث المؤلم الذي فجع قلوبنا مع بداية الشهر الكريم في شرورة وراح ضحيته إخوان لنا لا ذنب لهم سوى حرصهم على حماية وطنهم، وما يحدث في العراق والدول المجاورة لنا من قلاقل وفتن، لم يعد خافياً أن كل ما كتب عن المؤامرات التي تُحاك ضد الدول العربية لم يكن وهماً، فالأحداث اليومية تؤكد لكل ذي بصيرة أن زعزعة استقرار الدول وإثارة البلبلة فيها ليست سوى مقدمة لتقسيمها أو القضاء عليها بيد بعض من أهلها.
وقد يستنكر البعض الحديث عن تقسيم الدول والقضاء عليها، ويعتبره غير مهم، كونه يعتقد أنه يجب أن يحدث خلال فترة زمنية قصيرة حتى يكون حقيقياً، وليس من قبيل الأحاديث العابرة، لكن من ينظر إلى ما يحدث الآن من رغبة فعلية في تقسيم العراق حيث جرى التخطيط له منذ أكثر من عشر سنوات، وبدأ التنفيذ فيه بشكل جلي الآن، وغير ذلك من المنغصات الكثير.

لست هنا أكرر ما يقال منذ شهور عدة في هذا الأمر، لكني أتوجس خيفة على وطني من أن تطاله تلك المؤامرات الدنيئة، أو تفت في عضده، عندما أرى بعض المثقفين يلقي كلماته على الشبكات الاجتماعية وما تشمله من فيسبوك وتويتر وواتس أب وغيرها، دون أن يعي محتواها، ودون أن يفكر لحظة في ما يمكن أن تؤدي إليه من إذكاء نيران الفتنة، حتى لو لم يكن يقصد من ورائها شيئاً، كذلك ما نراه على تلك الشبكات من رسائل وصور مدسوسة ظاهرها الغيرة على الدين وباطنها المساس بسمعة السعودية وأهلها، فهل نعي لها؟ ولا يدرك أبناؤنا عمق الخطر الذي يحيط بهم، فيتساهلون في قبول صداقات على تلك الشبكات والمواقع الالكترونية من أشخاص لا يعرفونهم لمجرد أن صورتهم جميلة، فتكون النتيجة اصطياد هؤلاء الشباب إما لاختراق أوطانهم من خلالهم، أو لمعرفة ما يفكرون فيه لوضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتدمير بلدانهم، دون الحاجة إلى إعلان حرب، أو إنفاق الكثير على التجهيزات العسكرية وغيرها.

الأمر جد وخطير، ولم تعد هناك فرصة للتساهل أو الاعتقاد أن كل تلك الأحداث المحيطة بنا ستتوقف عند مشارف دولتنا ثم تعود من تلقاء نفسها، طالما أن فينا من يذكي الفتنة، أو لا يبالي بمقاومتها، أو لا يحرص على انتقاء كلماته أو اختيار الوقت الصحيح لتدشين مقالاته أو تعليقاته أو ردوده، ومعرفة جميع الملابسات التي يجب أن يحتاط لها قبل أن يفعل أو يقول أي شيء.

إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بأمن المملكة وحرصه رغم ظروفه الصحية على ترؤس مجلس الأمن الوطني لبحث السبل الكفيلة بأمن واستقرار الشعب السعودي يقتضي من هذا الشعب أن يحرص على لحمته الوطنية بأفراده وقادته، وأن يدرك أن تقاعسه عن فهم ما يحدث برؤية واعية سيجعله ربما يدفع الثمن غالياً، وعليه أن يفتح عينيه جيداً لأية تحركات مريبة حتى لو كانت ممن يثق بهم، وأن يدقق كثيراً في ما يسمعه من أحاديث، ويوقف بعض ضعاف النفوس ممن يتحدثون بما لا يفقهونه عند حدهم، فالتأثر بتلك الكلمات التي يقولونها حتى لو كان بسيطاً يفتح الباب للشر الأكبر.

كما على الآباء أن يفطنوا جيداً لأبنائهم، ويدققوا في اتجاهاتهم الفكرية وميولهم التي تتشكل بذرتها بعيداً عن رقابة الأهل، حتى لا يفاجأوا بهم وقد انخرطوا في أعمال إرهابية ضد أوطانهم.

لا أريد أن أبدو متشائماً، لكن اليقظة والحذر من أي فعل أو قول مهمة جداً هذه الأيام، ولا أريد أن نظل ندعو بألسنتنا أن يحفظ الله بلادنا من الشر ونحن لا ندرك عمق وخطر هذا الشر، وكيفية مواجهته، وإذا كنا في بلد يحرص ولاة أمره على استقراره وأمنه فإننا كشعب وأفراد مطالبون بأن نكون أكثر حرصاً منهم على ذلك، فحاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا كله مرتهن بنعمة الأمن التي نسأل الله أن يديمها على بلادنا، وأن يوفقنا للمحافظة عليها، وتعزيزها، حتى لا يتكرر في بلادنا ما نراه في البلاد الأخرى المجاورة لنا والتي كان اهلها ينعمون بالامن والامان وبحبوحة العيش؛ ونسأل الله تعالى أن يكشف الكرب عنها، ويحمي أهلها من شر أنفسهم، ومن الفتن.

 1  0  1.8K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • عبد الرحمن الثاقب

    ليس بغريب على ذوي الغير من ابناء عذا الشعب ان تسطر عليهم مشاعر الوفاء انتم خيرة الرجال تملكتهم الغير وافضيتم ما بهواجسنا اشكر لكم هذا المقال الرائع استاذنا محمد الحسيني لقد قلت ما يجول في الخاطر وكل خواطر ارض شقراء الطيبه نيابة عن الكل اشكر حسن ذاتكموجميل قولكم حفظك الله

    23-07-2014 12:08 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...