• ×

08:46 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

محمد بن عبدالله الحسيني
بواسطة  محمد بن عبدالله الحسيني

فرحة طالبات جامعة «شقراء».. قتلها نقل حفل التخرج إلى الرياض!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
كيف يكون شعورك عندما تشيد منزلاً فخماً واسعاً ، وتملأه بالأثاث الفاخر ، حتى يصبح موقعاً يسر الناظرين ، ثم تفاجئ بابن لك يقيم حفل عرسه في منزل أخيك ؟! .. ألن تشعر بالحسرة والألم والصدمة ؟ ليس لأنه فضل أخيك ( عمه ) عليك ولكن لأنه مضى بعيداً عنك وكأنه لا يعترف بكل ما تكلفت لبنائه وتصميمه ، وكأنك لم تفعل شيئاً.
هذا بالضبط ما حدث منذ أيام عندما فوجئ الكثيرون بحفل يُقام في الرياض لتكريم خريجات جامعة شقراء من محافظات غرب منطقة الرياض ، رغم أن المحافظات لديها العديد من المواقع المتميزة ، والأماكن التي يمكن تجهيز الحفل بها ، ولا تنقصها الإمكانيات اللازمة للاحتفال بتخريج الطالبات ، ولو أقيم الحفل مثلاً في الدوادمي او القويعية أو حريملاء أو المزاحمية لكان الأمر هيناً ، كونها كلها فيها كليات ومتخرجات يتبعن لجامعة "شقراء".
، إلا أن ما يجعل نقل الاحتفال بالطالبات الى قلب العاصمة الرياض مستهجناً ومرفوضا هو المشقة التي تكبدتها الطالبات وكل من أراد مشاركتهن الفرحة من الآباء والأمهات والأقارب والصديقات ، ممن جاءوا من مناطق متفرقة ، وتجشموا عناء الطريق المتعب ، فضلاً عن أن فيهم من كبار السن من لم يعد قادراً على التنقل البسيط فكيف بتلك المسافة كما ان الكثير ممن تهمهم المناسبة لم يحضروا بسبب الاختيار الارعن لموقع حفل التخرج .وما حدث اثناء الحفل وبعده لايرضي كل من ينشد التطور والرقي لوطننا العزيز ولنصفه المهم .
قد يقول البعض إن ما حدث قد حدث وإنه قد يكون هناك مبرر لنقل الاحتفال ، ولهؤلاء أقول إن مرور هذا الحادث دون عتاب أو انتقاد سيجعله يتكرر في المستقبل أكثر من مرة ، كما أنه يسيئ بطريقة غير مباشرة إلى عظم الإنجازات الكبرى التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في طول البلاد وعرضها ، فرغم حرصه على ألا تستأثر بها الرياض ودعمه المتواصل وأركان الدولة رعاهم الله لبناء الجامعات والمؤسسات خارج العاصمة إلا أن تلك التصرفات حتى لو كان لها ما يبررها تعيدنا للمربع الاول من جديد .
أضف إلى ذلك أن ذلك يمثل ضربة لكل الحديث الدائر عن تخفيف الأحمال عن العاصمة، لمواجهة الاختناقات المرورية المربكة للعمل ، فهو تكريس للعاصمة من جديد واعتبارها هي الأصل ، وما عداها مجرد فروع لا يُعترف بها. واناشد كل من لا يستطيع الاستقرار والتكيف في موقع عمله والاندماج مع مجتمعه الجديد الانسحاب وترك المكان لمن يود الاستقرار و العطاء نتمنى أن يكون ما حدث بالفعل من الحوادث الطارئة ، وألا يكون مقدمة لاستمرار ادارة الجامعة من بعد، و حتى لا نشعر بأننا نرجع إلى الوراء بدلا ًمن التقدم إلى الأمام .


 1  0  2.5K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • مهندس/ابراهيم بن محمد ابوعباة

    صدقت اخي الفاضل

    لعله اجتهاد غير مصيب يتم تلافيه في الاعوام القادمة ان شاء الله

    ولنا في معالي مدير الجامعة العشم الكبير في تدراك مثل هذه التصرفات الغير موفقة .

    حفظ الله مملكتنا عامة و شقراء وجامعتها واهلها خاصة من كل سوء

    01-07-2014 02:29 مساءً

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...