الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، الحمد لله علم القران ، خلق الإنسان ، علمه البيان ، الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لهم الطريق ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأكرم ، علم القرآن فكان خير معلم ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .لقد تفضل الله تعالى علينا بشهر كريم كله خير ونور ورحمة فيه أنزل القرآن الذي كان هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان .أيام قلائل ونستقبل شهر المغفرة والرحمة
قال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان )) - سورة البقرة الآية 185
وأخرج الترمذي، وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلقِّت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، ويُنادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة » .
والصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة،
وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد)
ولعل أهم هذه الخصائص والفضائل لهذا الشهر الفضيل :
الصيام فالله تعالى اختص هذا الشهر الكريم بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى , وجعل الله سبحانه و تعالى كل عمل ابن آدم له إلا الصيام اعتبره له عز وجل . وفي شهر رمضان المبارك يفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الجنة على مصراعيها لكل تائب توبة نصوحة وفق شروطها الشرعية المعتبرة وتغلق بوجهه كل أبواب الجحيم . وفي شهر رمضان تفضل الله سبحانه وتعالى علينا بأنه من صام رمضان إيماناً به واحتساباً له غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنوبه جميعاً.ومن خصائص وفضائل هذا الشهر العظيم أن جعل الله سبحانه وتعالى أوله رحمة وجعل أوسطه مغفرة وختم آخر الشهر بالعتق من النار وهذه هي أعظم مكافأة للصائمين التائبين .والصوم سبب في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه. فهذه فضائل على المسلم اغتنامها في شهر رمضان..
وقد ورد في خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هو شهرٌ دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله".فهذه دعوة إلى أشرف ضيافة يمكن أن يطمح إليها إنسان في هذه الدنيا، وهي ضيافة الله تعالى, في شهر الله تعالى, أفضل الشهور, وأفضل الأيام والليالي والساعات. وهدف هذه الدعوة توطيد العلاقة بالله تعالى من خلال تطهير الروح، وبناء الإرادة المرتبطة بقوّة الإيمان، التي تحكم علاقة الإنسان بربّه وبمجتمعه على مستوى الدنيا، وتحدّد مصيره على مستوى الآخرة
فينبغي للمسلم أن لا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السابقين إليها ومن المتنافسين فيها،وكان السلف الصالح يدعون الله أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه أن يتقبله منهم.وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه، فالصيام مدرسة للبذل والجود والصلة؛ فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة،
فكيف نستعد لهذا الشهر الفضيل ؟
البعض هداهم الله يستعد له بمتابعة الفضائيات ومسلسلاتهم فأهل الفن قد سلطوا انتاجهم وحشدوا حشودهم لهذا الشهر الفضيل بعرض أعمالهم بالتحديد في شهر رمضان !!
أم نستقبله بأن نشكر الله على نعمة عظيمة أسداها إليك، بأن مدّ في عمرك حتى تستفيد من هذا الشهر بأنواع الطاعات المختلفة والقربات المتنوعة، فكم من قلوب اشتاقت إلى لقاء رمضان لكن أصبحت تحت التراب، وكم من مرضى على الأسرة البيضاء لا يستطيعون الصيام والقيام، فالحمد لله على نعمة الحياة والصحة والعافية، فإذا عرف العبد هذه النعمة وشكرها، حفظها الله..
جعلنا الله واياكم ممن يقوم بقيام وصيام هذا الشهر العظيم.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم