روى عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الْفَاحِشِ البَذيءِ (1). وفي شرح مبسَّط لهذا الدرس التربوي لنا كمسلمين، ونحن أكثر ما نطمح أن نكون مؤمنين إيماناً تاماً بالله (عز وجل)، أن نتجنب الطعن في الناس وفي أعراضهم وشرفهم وأخلاقهم، وكذلك تجنب شتم الناس شتماً قبيحاً. وألا نكون ممن لا حياء لهم أو ممن يؤذون الناس بألسنتهم فتندرج تحت معنى "الْفَاحِشِ".
مقدمة لابد منها لتكون مسبار الحديث لنا جميعاً، من مشاهدات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أكثر ما يربط المجتمع في الوقت الحالي، نجد كلمات السباب واللعان والشتم والقدح والبذاءة، بقصد كانت أو دون قصد. هل نحن بحاجة لأن نعوّد ألسنتنا على سوء الحديث، هل نعوّد ألسنتنا على مالا نستطيع تحمل وزره يوم القيامة.
الحزم في الكلام أثناء الخلاف يختلف عن الإساءة في الكلام أثناء الخلاف. فالأول يكون بشدة صوت أو قسوة كلمة أو كلمات، دون التعرض للتجريح والتشخيص والإساءة. ويكون فيه الحوار راقياً بالرغم من الخلاف، بينما نجد في الثاني سباباً ولعناً وشتماً وقدحاً يستخدم لدحض الحجة وإن كانت صحيحة.
من العادات الدارجة كلمة ( أستغفر الله) والتي تخرج من اللسان تلقائياً لدى البعض بعد إدراكه أنه وقع في محظور الحديث، وتستمر دون أن يحاول مع الوقت التخلص منها. كتم الغيظ يحتاج نفْساً قوية وإرادة أقوى. تلقيك الإساءة دون أن ترد عليها يُزيد من قوتك الداخلية لكي تلجم بها نفسك عن السقوط في سفه الحكي وبذيء الكلمة.
تعودت مع السنين أن أرد على المسيء بجميل الكلام، لقناعة أدركتها أن النار لا تُطفأ بغير الماء، وأن الخُلق الحسن مهما طال به الزمان أو قصر هو الباقي. التربية لها دور في صقل النشء على ذلك الخُلق، قد يتعلمون في المدرسة أو الشارع بذيء الكلام، ويبقى دور البيت في إلغاء تلك المفردات من عقل الطفل بعبارات أجمل وأوقع في النفس.
الكلمة العفنة لا تخرج سوى من موطن العفن، واللسان الرطب لا يخرج منه سوى عطر الكلام وجميل معانيه. أعلم جيداً أننا نعيش عصراً لا يرغب فيه أحد النصيحة أو التوجيه. بل ولا يرضيه سوى ما يفعله. ولكن الأصل وإن طُمر تحت التراب، لابد أن تأتي الرياح لتذروه ويظهر جلياً لأنه هو الأصل.
روت سيدتنا عائشة (رضي الله عنها) أن النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) كان يَحْتَجِرُ حصيرًا بالليلِ فيُصَلِّي، ويَبْسُطُه بالنهارِ فيَجْلِسُ عليه، فجَعَلَ الناسُ يَثُوبون إلى النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فيُصَلّون بصلاتِه حتى كَثُرُوا، فأقبَلَ فقال: يا أيُّها الناسُ، خُذوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإن أحبَ الأعمالِ إلى اللهِ ما دامَ وإن قلَّ .(2)
عندما تقرر أن تلتزم بما ورد في الحديث الأول، عليك البدء تدريجياً كي لا تمل مما كنت عليه وترجع كما كُنت، وأوردت هذا الحديث ليكون بمثابة آلية تغير النمط والسلوك للأحسن.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - مسند أحمد - الصفحة أو الرقم:5/322إسناده صحيح
(2)الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5861خلاصة حكم المحدث: صحيح
ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا بلعَّانٍ ولا الْفَاحِشِ البَذيءِ (1). وفي شرح مبسَّط لهذا الدرس التربوي لنا كمسلمين، ونحن أكثر ما نطمح أن نكون مؤمنين إيماناً تاماً بالله (عز وجل)، أن نتجنب الطعن في الناس وفي أعراضهم وشرفهم وأخلاقهم، وكذلك تجنب شتم الناس شتماً قبيحاً. وألا نكون ممن لا حياء لهم أو ممن يؤذون الناس بألسنتهم فتندرج تحت معنى "الْفَاحِشِ".
مقدمة لابد منها لتكون مسبار الحديث لنا جميعاً، من مشاهدات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أكثر ما يربط المجتمع في الوقت الحالي، نجد كلمات السباب واللعان والشتم والقدح والبذاءة، بقصد كانت أو دون قصد. هل نحن بحاجة لأن نعوّد ألسنتنا على سوء الحديث، هل نعوّد ألسنتنا على مالا نستطيع تحمل وزره يوم القيامة.
الحزم في الكلام أثناء الخلاف يختلف عن الإساءة في الكلام أثناء الخلاف. فالأول يكون بشدة صوت أو قسوة كلمة أو كلمات، دون التعرض للتجريح والتشخيص والإساءة. ويكون فيه الحوار راقياً بالرغم من الخلاف، بينما نجد في الثاني سباباً ولعناً وشتماً وقدحاً يستخدم لدحض الحجة وإن كانت صحيحة.
من العادات الدارجة كلمة ( أستغفر الله) والتي تخرج من اللسان تلقائياً لدى البعض بعد إدراكه أنه وقع في محظور الحديث، وتستمر دون أن يحاول مع الوقت التخلص منها. كتم الغيظ يحتاج نفْساً قوية وإرادة أقوى. تلقيك الإساءة دون أن ترد عليها يُزيد من قوتك الداخلية لكي تلجم بها نفسك عن السقوط في سفه الحكي وبذيء الكلمة.
تعودت مع السنين أن أرد على المسيء بجميل الكلام، لقناعة أدركتها أن النار لا تُطفأ بغير الماء، وأن الخُلق الحسن مهما طال به الزمان أو قصر هو الباقي. التربية لها دور في صقل النشء على ذلك الخُلق، قد يتعلمون في المدرسة أو الشارع بذيء الكلام، ويبقى دور البيت في إلغاء تلك المفردات من عقل الطفل بعبارات أجمل وأوقع في النفس.
الكلمة العفنة لا تخرج سوى من موطن العفن، واللسان الرطب لا يخرج منه سوى عطر الكلام وجميل معانيه. أعلم جيداً أننا نعيش عصراً لا يرغب فيه أحد النصيحة أو التوجيه. بل ولا يرضيه سوى ما يفعله. ولكن الأصل وإن طُمر تحت التراب، لابد أن تأتي الرياح لتذروه ويظهر جلياً لأنه هو الأصل.
روت سيدتنا عائشة (رضي الله عنها) أن النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) كان يَحْتَجِرُ حصيرًا بالليلِ فيُصَلِّي، ويَبْسُطُه بالنهارِ فيَجْلِسُ عليه، فجَعَلَ الناسُ يَثُوبون إلى النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) فيُصَلّون بصلاتِه حتى كَثُرُوا، فأقبَلَ فقال: يا أيُّها الناسُ، خُذوا مِن الأعمالِ ما تُطِيقُون، فإن اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا، وإن أحبَ الأعمالِ إلى اللهِ ما دامَ وإن قلَّ .(2)
عندما تقرر أن تلتزم بما ورد في الحديث الأول، عليك البدء تدريجياً كي لا تمل مما كنت عليه وترجع كما كُنت، وأوردت هذا الحديث ليكون بمثابة آلية تغير النمط والسلوك للأحسن.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أحمد شاكر - مسند أحمد - الصفحة أو الرقم:5/322إسناده صحيح
(2)الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5861خلاصة حكم المحدث: صحيح
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم