تلك ثلاث كلمات مؤلمات للبعض ممن عانوا في حياتهم الكثير، تلك كلمات مؤلمة في معانيها ومضامينها، تلك كلمات آلمت ولا تزال تؤلم، تلك كلمات هدمت وفرقت وشتت الانسان، وذهبت بحياته وصحته الى مهب الريح. الموضوع مؤلم.. ولنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: ((وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))، وقوله تعالى: ((وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ مَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)). قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (( ليس منا من سَحر أو سُحر له))(1)
أستغرب من أولئك الذين يصلون الفروض الخمس ويصومون رمضان ويلبسون عباءة الإسلام، بأي حق تلجؤون للسحرة والمشعوذين لصناعة سحر وعمل لمسلمين مثلكم، هي تلك النفس البشرية السيئة التي تسكن جسداً يسمى عند المجتمع بالمسلم، بأي حق تنسون الله في ما تريدون وتبغون وتلجؤون للسحر والشعوذة لإيذاء الآخرين. الساحر والمشعوذ لا يصنع شيئاً لك سوى تحقيق رغبات الشيطان التي بداخلك، وهنا تهتز عقيدتك ويصبح اسلامك موضع نظر وشك. السحر والشعوذة يُضر ولا ينفع ويختص بالتفريق بين الزوجين أو العائلة أو الاصدقاء. هي في النهاية عمل شيطاني بغيض.
هل تستشعر حلاوة الإيمان ومتعة الصلاة إذا كنت ممن لجأوا لتلك الأعمال، هل تعتقد أنك حافظت على عقيدتك واسلامك عندما تلجأ للساحر، هل تستمتع برؤية بيوت هُدمت أو أزواج تفرقوا أو أشخاص أصابهم مس مما عملت. هل فكرت في يوم القيامة حينما تحاسب.
الحسد موجودة منذ أن خلق الله الإنسان فقابيل قتل أخاه هابيل لأجل امرأة، والأمثلة كثيرة ولست هنا بصدد سردها، ولكن أود التنبيه بصوت منخفض هل الدنيا غايتك أم الآخرة؟. فذلك السؤال هو الأهم لتطرحه على نفسك. فأنت تبحث عن حسنات لتثقل بها ميزانك فلم تبعثرها على أمور السحر والشعوذة. الانسان في حالة ضعف دائم، والله منحنا الترياق لنصبح أقوياء بالإيمان الخالص التام ومنه الإيمان بالقدر خيره وشره.
المصيبة لم تنته بعد، فمن يُصَبْ بالمس والسحر والشعوذة والعين، يبحث عن راقٍ ليساعده على التخلص منه، وهذا ما نهتدي به من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفُتحت ثغرة الرقاة الذين نسمع عن بعضهم بشكل يومي ماذا يفعلون بالنسوة في خلواتهم وما حصل فيها. كل هذه الأمور بسبب الأصل في فعل الشيء، وهو من لجأ للساحر لهدم المجتمع. نحن أمة محمداً صلى الله عليه وسلم ونتعامل مع السحرة أكثر مما تتعامل به الأمم الكافرة تقريباً.. لماذا.. ليس لشيء سوى أن النفس أمارة بالسوء.
شخص حباه الله الرزق الوفير، وعمل بكلام الله عز وجل ((وأما بنعمة ربك فحدث)). فتجد هناك عين الحاسد المقيتة الدميمة التي لا تترك الخير في موطن أبداً، وتسعد بالتلف لأموال المسلمين، ولا تمس غير أموال المسلمين، أي نفس شيطانية تلك التي تعتقد انها مسلمة مؤمنة بالله عز وجل وتؤذي المسلمين، ماذا تستشعر في سجودها لله حينما تقول (سبحان ربي الأعلى) وهي تخالف ما دعت به.
سمعت العشرات من قصص السحر والشعوذة والعمل والعين، واستغربت مدى فخر واعتزاز من يقومون بها. أي كُفر أنتم عليه، أي ظلم أنتم تعملون، أي فسق أنتم عليه تنادون.
عند قراءتي للكثير من المراجع والقصص في هذا الموضوع وجدت هذين الحديثين الشريفين الصحيحين، لعل بهما يَستطب من اعتل بعين الشيطان ومن أعانه.
(( من اصطبح بسبعِ تمراتِ عجوةٍ، لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ))(2)
(( كان إذا اشتكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رقاهُ جبريلُ. قال: باسمِ اللهِ يُبريكَ . ومن كل داءٍ يشفيكَ، ومن شرِّ حاسدٍ إذا حسد، وشرِّ كل ذي عينٍ))(3)
(1)المحدث: ابن باز - المصدر: فتاوى نور على الدرب لابن باز - الصفحة أو الرقم 3/316 حكم المحدث: صحيح
(2)الراوي: سعد بن أبي وقاص - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم5779حكم المحدث: صحيح
(3) الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم 2185حكم المحدث: صحيح
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ابو حسين
السلام عليكم / ولله ان كلامك يحتاج للكثير والكثير لكن الله يبارك في القليل والصورة واضحة بقلم سيال
وفكر متوقد يشع بالأمل ، الله يهدي العباد لكل خير وفعل الخير وقول الخير وأرشاد الناس للخير .
محبك في الله ، أخوك ابوحسين .وشكرا.
13-01-2014 12:09 صباحًا
ماهر البواردي
نسأل الله العافية للجميع
14-01-2014 01:55 مساءً
ماهر البواردي
شكراً لكم ولتقديركم بإضافة الرمز ( أ) نيابة عن كلمة أستاذ. ارجو منكم ازالته، لم اصل لهذا المقام بعد ، وإن وصلت فانا لا استحقه... يكفني في دنياي حب الناس واحترامهم ولعل ابسط ممارسة لذلك نطق اسمي مجرداً.
شكرا جزيلا لكم
13-01-2014 01:14 مساءً